أصبحت الأحزاب الدينية مدعاة للسخرية وانتشرت في أروقة التواصل الاجتماعي آلاف الفيديوهات لشيوخ وعلماء هذه الأحزاب والذين يطرحون أفكاراً ساذجة عقيمة اصبحت مثاراً للتندر والسخرية، هذه الفيديوهات اصبحت رسائل تنظيمية تثقف الشباب وتحذرهم من الخطر المحدق الذي يعيش بين ظهرانيهم. لقد قاربت صفحة داعش على الانتهاء، هذه الصفحة السوداء والتي لم تجلب لشعوب العالم الاسلامي وحتى العالم الغربي الذي يعيش قسم منهم هناك إلا الويلات وأنهار الدم وانتظار المجهول.. نهاية داعش تعني نهاية الاسلام السياسي في كل العالم، ومن يدعو من الآن وصاعداً الى بناء دولة اسلامية في المستقبل، سوف لن يكون مثاله إلا داعش وما قبلها القاعدة والحركات الجهادية..لقد اثبت التاريخ بطلان دعوات بناء دولة اسلامية بالمقاسات الداعشية وكل الترقيعات الباطلة للمنظرين الإسلاميين، في العراق، وبعض البلدان الإسلامية سارعت الأحزاب الدينية الى خلع جلبابها وارتداء لباس المدنية، وهذا ما اقدمت عليه الكثير من القوى السنيّة والشيعية، لقد غيرت اسماءها ومسحت كل ما يمت للإسلام من يافطات اسمائها، ابتدأوا يشكلون كتلاً مدنية لأنهم شعروا، والكثير منهم مكرهون، بأن زمنهم انتهى وانهم يبحثون عن واجهات جديدة يزوقون بها وجوههم التي كرهتها الجماهير.
انهم يزايدون اليوم بالمدنية والتي كانت بالأمس العدو اللدود لهم، لكن هذا الأمر يؤشر الى مرحلة مجتمعية جديدة، وإن انتظار الدولة الاسلامية التي نمت في أحلام البعض من المواطنين منذ اكثر من قرن في طور المستحيل والعدم، وكما تترنح داعش من فرط الضربات الفكرية والعسكرية الموجهة لها، فإن الدعوات الحزبية لزمن اسلامي قادم تحتضر أيضاً. إن طوراً سياسياً جديداً تنتظره هذه المجتمعات ربما يكون محملاً بمفاجآت لا يستطيع المفكرون التنبؤ بها