19 ديسمبر، 2024 1:14 ص

مثل عربي قديم يقول ( أعيا من باقل) وحكاية المثل هي: أن باقل هو رجل من ربيعة, وذات يوم اشترى ظبيا بأحد عشر درهما, فمر بقوم فقالوا له: بكم اشتريت الظبي؟ فمد باقل يديه وكفيه وفرق بين أصابعه, وأخرج لسانه, يريد بذلك أن يقول أحد عشر درهما, فشرد الظبي وكان تحت أبطه!

العراق وبكل خيراته المتنوعة ذهبت ادراج الرياح, نتيجة الاتفاقات السياسية بين السلطات المتعاقبة والقوى العالمية والاقليمية, فالخير كان تحت يد السلطة لكنه فر كفرار الظبي نتيجة تلك الاتفاقات.

الاحزاب العراقية المشتركة بالكعكة, مازالت تدير الدولة بشكل سيء, وهذا السوء يقبل الامرين (عن قصد او من دون قصد) وكلا الامرين فضيحة كبرى ودليل الفشل, كل يوم ندخل في متاهة جديدة بسبب انتكاساتهم, والازمات تتفاقم وتكبر لأنه الاحزاب لا تملك الارادة لحلها, بل هي اقرب للرضا التام بمصائب والمحن التي يتعرض لها اهل العراق.

الحلول كانت تحت ابط الاحزاب, لجميع المشاكل التي نعيشها اليوم, والتي الان نراها تضخمت بشكل مخيف.

مشكلة الفساد كان من الممكن القضاء عليها وهي في المهد, لكن الساسة تجاهلوا وتكاسلوا وتثاقلوا! حتى أبتلعهم وحش الفساد, ليصبحوا جزءا منه لا يقبل الانفصام, بالأمس كان صغيرا, لكن سوء تقديرهم جعلهم يقعون ضحية هذا الصغير اخيرا.

اما مشاكل البطالة والسكن والتعليم كان من الممكن تحديدها, الى ان نصل للإزالة التام, وكان الامر سهلا يسير, لكنهم تكاسلوا مرة اخرى لينشغلوا بمكاسب المنصب وهوس الجنس, كعادة اي سياسي شرقي, الى ان اضاعوا الظبي, وفلتت الفرص منهم لتحقيق انجاز عظيم للامة المنكوبة, والان فقط بدأوا يفكرون بالحلول! بعد ان تحولت القضية الى مهمة شبه مستحيلة.

اخيرا: نتمنى ان نتخلص من كل نسخ باقل, وهم اليوم يقودون احزابا ومؤسسات وكيانات حساسة, وسيكون الخلاص منهم عبر طريقين, الان عبر التشهير بالباقليين وفضح سلوكهم السيء في ادارة الدولة, وتضييعهم لحقوق الامة, الى ان يسقطوا من أعين الناس, وغدا بيد الناخب عندما يقصي كل الباقليين المتعفنين بفعل الكسل والفشل, كي يمكننا ان نجد ساسة نشطين اذكياء, وتكون افعالهم اكثر من اقوالهم.