هناك الكثير من القصص حول الاحتفال بعيد الاب في الثالث من حزيران أكثرها شيوعاً و انتشارا تعود بجذورها إلى عام 1909في ذلك الوقت كانت سيده تعرف باسم (dodds ) من مدينة سبوكان في ولاية واشنطن هذه السيدة هي من رعى و أدار الحملة من اجل الاحتفال بعيد الأب.. لان أمها توفت حيث تفرغ والدها من عمله لأخذ دور الأب و الأم في رعاية طفلته حديثة الولادة و الاعتناء بالأخوة الخمسة الآخرين .
بدأت السيدة Dodds حملتها لنشر هذه الرسالة وفاءا لأبيها و حصلت على دعم الأصدقاء و الأقارب لنشرها و إيصالها إلى أصحاب النفوذ الذين بإمكانهم جعل هذا الحلم واقعا ، و أخيرا تم الاحتفال محليا لأول مرة بعيد الأب في مدينة سبوكان / واشنطن في 19 من حزيران عام 1910 .
وفي عام 1966 بعد موجة من النداءات الموجهة إلى رؤساء الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأميركي لندن جونسون الأحد الثالث من حزيران يوماً خاصاً بعيد الأب لسنة واحدة فقط ,
ثم قام الرئيس ريتشارد نيكسون Richard M. Nixon تثبيت العيد رسمياً بعد مصادقته على قرار الكونغرس في العام 1972 وحتى يومنا هذا يحتفل بعيد الأب سنويا في الأحد الثالث من شهر حزيران.
ويتم الاحتفال بهذه المناسبة في عدة أيام مختلفة حول العالم : في أمريكا وكندا وهولندة وبريطانيا واليابان في الأحد الثالث من حزيران. وفي النمسا وبلجيكا الأحد الثاني من حزيران .وفي الصين وتايوان 8 أب وفي استراليا ونيوزلندا الأحد الأول من أيلول .
وهذا اليوم يعادل الاحتفال بعيد إلام تكريما للرجل ، إلا أنه لا يتم الاحتفال بيوم الأب عالمياً كيوم الأم ، وقد يكون السبب في الاهتمام بيوم الأم خاصة هو التغطية على وجود قوانين تنتهك حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم. .
للأب واجبات لا تقل عن واجبات الأم ..هو يعاني في حاضرنا من ظنك العيش ، ومن تكاليف عبور أبنائه المراحل التعليمية وكيف يوفر ذلك مع رغبته الاحتفاظ بكرامته وبأخلاق أبنائه وأسرته ، لهذا يشقى من اجل تحقيق هدف رعايتهم ، وينسى نفسه وهو سعيد كلما حقق لهم شئ ، دون إن يشعر بمنة أو فضل . هذا حال الكثير من الطبقات ذات الدخل المحدود ،
إما الإباء من الطبقات المرفهة ماديا وفي عصرنا هذا فهم ينشدون ارقي المراكز التربوية والتعليمية لأبنائهم لضمان تربيتهم وتعليمهم بالشكل الذي يرضيهم مهما كانت التكاليف باهظة فالأب لا يكترث لها في هذا المجال لحرصه على نجاحهم ورغم ذلك يعاني الكثيرين في تنشئة أبنائهم .
في الواقع، يلعب الأب دوراً هاماً في حياة أبنائه، فهو مصدر السلطة في المنزل، ويرى فيه الأبناء مصدراً لإشباع حاجتهم المادية وسنداً يستمدون منه الحماية والأمان. و يشعر الطفل بالإعجاب تجاه أبيه ويرى فيه القوة، و يرغب في تقليده وتقمّص شخصيته ولان الأب يلعب دوراً ريادياً في تنشئة أبنه و تشكيل شخصيته لذا ينبغي على الأب أن يكون المثال للشخصية الأبوية الراقية، وأن يعيش مع أولاده بفكره ووجدانه وعواطفه وأن يكون دائماً مسيطراً على نفسه وانفعالاته. .
وتبعاً لنظرية التحليل النفسي لفرويد، فإن الطفل يتأثر تأثراً عميقاً بشخصية أبيه. والواقع، أن الأطفال يكتسبون كثيراً من عادات الأب وقيمه، ويظهر تأثيره في شخصية أبنائه ، ويتوقف الدور الذي يمكن أن يقوم به الأب في تربية أبنائه على شخصيته، فهناك الأب المتسلّط القاسي وهناك الأب الضعيف . .فالأب المتسلط هو في الواقع ضعيف يحاول إثبات وجوده بأسلوب الخشونة مع أطفاله، ويميل أبناء مثل هذا الأب إلى القلق، والشعور بالكبت، وعدم النضج واكتساب شخصية مترددة لا تؤهله على تحديد هويتهم الشخصية. .
وفي الغالب، يكون الأب نفسه قد عانى في طفولته المشكلات الانفعالية نفسها . وهكذا نجد الإباء على مختلف طباعهم يقدمون جهدا ومعانات وتعب وتضحية من اجل تربية أبنائهم . .
ولتعظيم هذا الرجل في يوم عيده وإعطائه حقه .. نقول هو النور الذي يضيء حياة الأسرة وهو النبع الذي ترتوي منه حباً وحناناً ، هو الرجل الوحيد في العالم الذي يأخذ من نفسه ليعطيك قد لا يكون اعطاك كل ما تتمناه لكن تاكد انه اعطاك كل ما يملك .. لا يوجد رجل يعطي بلا مقابل سوى الاب ، كل الإباء يٌشار إليهم بالبنان ويفتخر بهم الأبناء ، فهنيئاً لهم بذكراهم بيومهم هذا . ما في قلوبنا لهم أكبر من أن نوفيه بالكتابة ، لذا فإننا نقدس ما علمونا وكيف أحسنو تربيتنا ، علمونا كيف نحب الحياة ونعيشها ، علمونا كيف نخلص للشعب والوطن ، علمونا إن النفاق والكذب والسرقة والفساد والظلم هو من أساسيات المس بالشرف .لهذا الأب خير قدوة نقتدي ونسير على نهجه .
ونردد قول ابو العلاء المعري ( أعط أباك النصف حيا وميتا وفضل عليه من كرامتها ألاما)
و (مثل هندي يقول: تعرف قيمة الملح عندما تفقده – وقيمة الأب عندما يموت )،
(وقال ديشيليو: لا يغفو قلب الأب لا بعد إن تغفو جميع القلوب ) . .
نسال الله الصبر لمن فقد أباه ،وهم كثر من أبناء وطننا العراق ، فلا حصر لعدد الأيتام الذين امتلأت شوارع العراق بالكثير منهم لتامين لقمة العيش بعد أن فقدوا من يعيلهم .وتسرب الآخرون من مدارسهم ومعاهدهم لعدم قدرتهم المادية وصعوبة العيش .
أيها الأب الصالح يا صاحب القلب الكبير يا صدر الحنان ، مهما يصنع الأبناء لا يستطيعون مجازاتك أبدا . ( لا يعرف قيمة هذا الرجل إلا من كان أبا ) والرحمة لكل من ارتحل منهم.