بصوت واحد وفي عدد من المحافظات حُملت الأعلام وأطلق الشباب حراكاً احتجاجياً شعبياً جاء بمثابة شرارة البداية متأملين بنهاية تبدل المشهد التعيس منذ سنوات لتحقق الاحتجاجات حتى الآن جملة من الامور
اولها أجبرت احتجاجات العراق وسائل الإعلام المحلية والعربية على تغطيتها رغم تجاهل هذه الدكاكين الإعلامية للحراك الشعبي في العراق لكن الحدث فرض نفسه بشكل ملحوظ، الامر الثاني ان الحراك في العراق فضح هشاشة المسؤول وضعف قراره وهذا ما تحدث به وزير الدفاع نجاح الشمري الذي حرج الفريق السياسي الذي ينتمي لهُ وحرج نفسه وهو يصف عدم معرفة الحكومة بالأسلحة المستوردة التي قتل بها الشباب العراقي ، اما الأمر الآخر وهو من إفرازات الحراك ايضاً ما كشفته (النيويورك تايمز) عندما أماطت اللثام عن النفوذ الإيراني في العراق بطريقة فجة أوصلت السلطة في العراق إلى حد الحرج رغم أنها لا تملك حتى ماء وجه لتحفظه بعد هذا العدد من الشهداء والمصابين الذين سقطوا في ساحات التظاهر، ولو ظهرت هذه المعلومات في وقت سابق لما كانت لها قيمة لكن الحراك زاد من قيمتها ، ضف إلى ذلك بأن صورة التظاهرات انتقلت إلى إيران وبدأ المواطن الايراني يطالب بحقوقه ويعبر عن غضبه جراء الضرائب التي تجبيها الدولة فضلا عن تدخل بلاده في شؤون الآخرين وهذا واضح من شعاراتهم ، بمعنى الرغبة لطهران بكونها قطب التأثير على الدول المحيطة تحول إلى عنصر متأثر وهذه صدمة يصعب استيعابها، اما الأمر الآخر هو ببدء الصالونات السياسية في إيران بالتعبير عن امتعاضها لهذه الطريقة المفضوحة والمكشوفة التي تستخدمها دولتهم مع العراق وغيره ، بيد ان السؤال يكمن ، هل الإيرانيين تعطل مكرهم بسبب الاحتجاجات العراقية التي حركت الجميع؟