17 نوفمبر، 2024 12:41 م
Search
Close this search box.

الاحباط الجنسي في القوات المسلحة

الاحباط الجنسي في القوات المسلحة

ترجمة- وليد خالد احمد
تلعب الحاجة الجنسية دوراً هاماً في المجتمع البشري وتخلق مشاكل كثيرة، وتحتاج الى كثير من العناية والاهتمام، هو ان هذه الحاجة كثير ما يصيبها الاحباط والخيبة اكثر من اي حاجة من الحاجات القوية المسيطرة الاخرى. وهذه الحاجة تصبح في القوات المسلحة مهمة بصورة خاصة لان الاحباط الجنسي عند الشخص العسكري مؤكد تقريباً واعظم مما في الحياة المدنية الاعتيادية.
ان حاجات الجسم للهواء والماء والطعام حيوية لان الانسان لا يتمكن ان يعيش بدون شيء من هذه الضرورات الثلاثة. اما الجنس فأنه ليس بتلك الحيوية لان الانسان لا يموت اذا حرم من التعبير الجنسي. وبهذا المعنى يمكن القول ان الحاجة الجنسية ليست قوية بدرجة الحاجة الى الهواء والعطش والجوع. ان حرمان الانسان من الهواء والماء والطعام لمدة طويلة يجعل كل اهتمامه وعنايته تتركز حول حرمانه وكيف يتخلص منه ويرتاح، والامر ليس كذلك مع الجنس. وعندما يكون محتاراً بسبب العطش فانه سوف لا يفكر بالناحية الجنسية مطلقاً ولا يهم ذلك مهما طالة المدة من دون اشباع الناحية الجنسية. ولكن عندما تؤمن الحاجات الحيوية الاساسية ولو انها لم تشبع تماماً، فان الرغبة الجنسية تظهر في الرجل الاعتيادي، ولكنها تختلف بعض الشيء، ويعتمد بعض الشيء على تجمع الافرازات الجنسية وهذه الرغبة يمكن امتصاصها تماماً ومؤقتاً والسيطرة على الاختلافات المتغيرة والتي تؤدي الى سلوك غير متوقع والتي غالباً ما تتحول في الرجال الى عنف واحياناً حتى الى اجرام.
ان بعض الحيوانات تصاب باحباط جنسي عندما لا تتمكن من ايجاد الانثى في وقت التناسل والتكاثر، ولكن الرجال يواجهون صعوبات اكثر بالدرجة الاولى لعدم وجود فترة جنسية لهم ويخضعون دائماً للعوامل المثيرة للرغبة الجنسية. وبالدرجة الثانية انهم يواجهون صراعاً مستمراً للاحباط لان الطبيعة والمجتمع قد تكونا بطرق غير منسجمة الواحدة مع الاخرى دائماً. وان كلا من القانون والدين في اي مجتمع يتطلبان من الرجل ان تكون له زوجة واحدة فقط. وكلاهما يفرضان بأنه سيكون لهما عائلة على اساس الزواج الاحادي.
وعندما يولد الاطفال وتأتي العائلة للوجود يصبح الآن معلوماً بان الحالة العقلية الجيدة للاطفال تتطلب اعتيادياً ان تكون العائلة متآلفة يسودها الحب والانسجام. فينشأ الاطفال ويكبرون ويصبحون راشدين وعواطفهم ثابتة مستقرة، وعندما يعيشون في بيوت تحطمها الغيرة والحسد وردود الفعل العدوانية للحب الفاشل والتي تسببها ويثيرها احد الابوين الذي يجد الاشباع الجنسي خارج البيت. وعليه فان علم النفس يضيف اقراراً وتصديقاً الى قوة القانون والدين للمحافظة على الزواج الاحادي.
ان علماء النفس يعرفون بان هناك جانبين لهذه الصورة ، ان الاحباط الجنسي غالباً ما يحدث في الزواج، والرجل المحبط من المحتمل ان يصبح رجلاً لا يحتمل، انه يصبح عصبياً الا اذا كان محظوظاً واستخدم الحيلة او الوسيلة العقلية استخداماً مفيداً لحل احباطه وفشله. والصفات العقلية لأحد الابوين قد تعارض سعادة الآخر من الابوين والاطفال. او ان كلا الابوين يفكران انه من الافضل تخريب البيت الذي تحطم ويؤدي ذلك الى جعل الاطفال غير آمنين وضحايا للعواطف عملياً عندما يصبحون كباراً راشدين.
ليس هناك حلاً عاماً لهذا الخلاف والتضارب في الوقت الحاضر. ان الرجال العقلاء يرفضون الطلاق. حتى ولو كان القانون والدين لا يؤلفان اجزاء هامة من الصورة، وان الامور اودعت الى علماء النفس بصورة كلية فانه سوف لن يكون هناك حلاً افضل من اجراء تكيف او التسوية لكل فرد. علماً ان هناك تسويات مناسبة يمكن اجراؤها للاحباط الجنسي حيث لا ريب ان كل فرد معرض لهذا الفشل.
عندما يستمر الحب في الزواج والحمل المتكرر لا يحطم صحة الأم او الاقتصاد العائلي. حينئذ تكون القوى الجنسية المتأصلة في كيان الجسم بامكانها خلق السعادة الدائمة والتوجه بأنفسهم لتأدية الفعاليات البناءة النافعة الاخرى.
وعلى كلٍ، فان الزواج لا يعطي الحل للمشكلة الجنسية للرجال في الخدمة العسكرية لان الرجل المتزوج لا يتمكن من ان يأخذ زوجته معه في وقت الحرب. ولذلك يكون الاحباط والفشل في القوات المسلحة لا بد منه، ومشكلة القوات المسلحة هي كيف يمكن تقليل الحاجة الجنسية والتعويض عنها ولو كانت بصورة غير ملائمة لها.

* فسلجة الحاجة الجنسية
يمكن فهم الحاجة الجنسية في الرجل فهما “تاما” وذلك بدراسة الحيوانات اولاً . ان السلوك الجنسي في الحيوانات هو اكثر بساطة وهو غير معقد كثيراً بالتعليم او الممارسة والافكار كما هو الحال في الانسان ولا هو كما يبدو ويتعدى تلك الفعاليات الاخرى التي تؤدي الى التناسل بصورة مباشرة ومع ذلك انها تشكل في الانسان جزءاً محدداً من حياة حبه الكلية.
ان الحياة الجنسية لها أسس فسيولوجية وتظهر من حقيقة ان الرغبة الجنسية تقوى وتضعف من دورات:
في الدرجة الاولى، هناك دورات حياة في كل من الحيوانات والانسان وان الرغبة الخاصة بالعمل الجنسي لا تظهر في الحيوان حتى ينضج جنسياً وفي الرجل حتى يصل سن الرشد وتتناقص وتختفي تدريجياً في الشيخوخة.
كثير من الحيوانات لها دورات موسمية، الطيور تتزاوج في الربيع والكلاب في الربيع والخريف.
الانثى لها ما يسمى بالدورة النزوية، وخلال معظم هذه الدورة الانثى لا تتقبل الذكر، وتكون فترتها النزوية او (الاهتياج الجنسي) لمدة قصيرة، وهذه الفترة من التقبل الجنسي التي تعتمد على نضوج البيضة بصورة مباشرة، حجيرة الخلية للانثى وعندما تكون الخلايا جاهزة للتلقيح تصبح الانثى متقبلة لتقدم الذكر.
ان دورة العادة الشهرية في المرأة هي دورة نزوية ولكن الرغبة الجنسية في المرأة لا يسيطر عليها بحدوث هذه الدورة بصورة تامة.
تعتمد الحاجة الجنسية والسلوك في الحيوانات العليا على وجود هرمونات معينة في الدم بالدرجة الاولى، وهي افرازات الغدد الصماء الداخلية. ان الاعضاء التي تؤلف الخلايا المنوية – الخصية في الذكور والمبيض في الاناث- تدعى غدد التناسل وهذه الغدد بالاضافة الى تكوين الخلايا المنوية للذكر والانثى (السبرماتوزا ولا وفا).
وتفرز الهرمونات التي هي مسؤولة بصورة مباشرة عن الرغبة الجنسية. ان خصية الذكر تفرز (الاندروجنز) والمبيض في الانثى يفرز (الايستروجين). بالاضافة الى غدد التناسل، توجد الغدد النخامية الموجودة في الدماغ وهية مهمة ايضاً والتي تقرر الحاجة الجنسية والسلوك ايضاً، لان نوعاً من الهرمونات التي تفرزها لها تأثيراً على تحفيز افراز الاندورجين والاستروجين وفي الحقيقة ان الغدة النخامية والغدة التناسلية تتفاعل فيما بينها للسيطرة على افراز كل منهما، وان الهرمون من الغدد الصماء تحفز الغدة التناسلية ولكن زيادة افراز الغدة التناسلية تميل الى ايقاف افراز الغدة النخامية وبهذه الطريقة يتم التوازن المناسب للاندروجين او الاستروجين في الجسمم واذا رفع جزء من الغدة النخامية الذي يفرز الهرمون المنشط للغدة التناسلية من الحيوان فان الرغبة الجنسية والسلوك تختفيان فيه الا اذا انتج الاندروجين والاستروجين صناعياً من الخارج في دم الحيوان بواسطة الزرق ورفع المبيض من انثى الحيوان بسبب توقف السلوك الجنسي فيها حالاً ولكن رفع الخصية بواسطة الاخصاء يسبب في البداية ضعف وقلة الرغبة الجنسية في الذكر ولو انها تؤدي في النهاية الى فقدانها التام.
وربما تؤثر هرمونات الغدة النخامية في الذكر على المنظومة العصبية وعلى الخصية كذلك بصورة مباشرة.
وفي الحيوان تكون الرغبة الجنسية حينئذ تعتمد بصورة كلية على وجود الهرمونات في الدم. وفي اناث الحيوانات دون مستوى البشر تأتي وتزول مع الدورة النزوية. وعندما تكون باردة وليست في حالة الحرارة لا ترغب الانثى في الذكر ولا تريده وتقاومه وترفضه ومن الناحية الثانية الذكور الكبار الراشدين الذين لم يصلوا عمر الشيخوخة بعد تكون الرغبة عندهم مستمرة او على الاقل تظهر الرغبة فوراً عند حضور انثى راغبة متقبلة.
عند افراز الغدة التناسلية يحدث معها زيادة في الفعالية العامة. تكن انثى الحيوانات فعالة جداً عندما تكون في حالة الحرارة، اما ذكر الحيوانات المخصي في النهاية خاملاً غير فعال وحقن الانثى بالاستروجين عندما لا تكون في حالة حرارة تزداد فوراً فعاليتها العامة كما يحدث عند حقن الذكر المخصي بالاندروجين. وبعبارة اخرى الاخصاء لا يقلل او يضعف الرغبة الجنسية في الحيوان فحسب وانما يقلل والشدة التي يمارس بها مهمة الحياة.
وهناك دليل قوي على ان التزاوج عند الحيوانات يعتمد على الاحساس بوجود الزوجة. واذا علم بوجود الرفيقة او الزوجة فانه لا يحفز الرغبة الجنسية الا اذا وجد الهرمون الضروري في الدم. ولا يستدعي اي احساس ضروري خاص. فالشم والنظر واللمس كلها تعمل سوية، او احساس واحد قد يعمل منفرداً عندما يحرم الحيوان من الاخرى. والرغبة الجنسية في هذه الناحية هي كالجوع والعطش فالماء يذكر فقط عندما يكون الحيوان او الانسان عطشاناً والطعام عندما يكونان جائعين فقط.
واذا كان عطشاناً او جائعاً ولا يرى طعاماً فانه يكون قلقاً ويصبح فعالاً اكثر من المعتاد.
ليس هناك دليل على ان العمل الجنسي في الحيوانات تجري بطريقة التعلم. فالحيوانات التي تعزل حتى تكبر وتصل النضج فانها تتزاوج عندما يجتمع ذكر مع انثى وهي في دورة الحميمية ، وكلا الذكر والانثى يظهران في التزاوج الاولى كل الصفات والسلوك والتصرفات التي تميز نوعهما. ان الشكل الطبيعي للتزاوج يظهر بدون ممارسة عند نضج الحيوان والآن ماذا عن الانسان؟

* الحاجة الجنسية عند الرجل
لا شك في ان الحاجة الجنسية عند الرجل تعتمد على الهرمونات الى حد ما كما هي الحال في الحيوانات، والحقيقة ان الرغبة هي اضعف في الرجال والنساء الكبار في السن، بالاضافة الى حقيقة ان الرجل هو حيوان راقي فحسب ،و انه صحيح ايضاً ان الرغبة الجنسية عند الرجل تعتمد على عوامل كثيرة اخرى – على التعلم وعلى التفكير وعلى الاراء.
ان الرجال الكبار السن حتى عندما يصبحون عاجزين جنسياً ربما تبقى عندهم الرغبة وربما يحبون على الاقل ان ينظروا الى امرأة جميلة.
والرجال لا يفقدون جاذبيتهم للمرأة الكبيرة. ان الرغبة فوق ذلك ليست دورية في المرأة ولكن ليس لديها العلاقة الاعتيادية الثابتة حتى وقت خروج البويضة في الدورة الشهرية. وكحقيقة قيل اعتيادياً ان الرغبة اعظم ما تكون قبل وبعد الدورة الشهرية تماماً ولو انها يمكن ان تظهر في اوقات اخرى ايضاً وهذا لا يحدث في التدريبات دون الانسان حيث تكون الرغبة على اعظمها في منتصف الدورة الجنسية بدلاً من بدايتها ونهايتها. ولذلك علينا ان نسلم بان عادات التفكير والعمل تتطابقان في كل من الرجال والنساء فيما يخص فعاليات هرموناتهما بان يعلما انهما بحاجة الى العلاقة الجنسية وتستمر هذه الحاجة حتى ولو فقدت قوة الانجاب.
ويبدو من الواضح بان الاندروجين في الرجل يزيد قدرته وكفاءته، وله تأثير على منفعه وتأثيره في الحياة. وعلى كل عندما تقل القوة والاندروجين في الشيخوخة، الا ان كثيراً من الرجال المسنين يبقون فعالين بصورة عجيبة وذلك لان عاداتهم للفعاليات ودوافعهم القوية واهدافهم تستمر لدفعهم عندما تقل قوتهم الجنسية.
لا تزال العادات والطموحات ليست هي كل شيء. فالاخصاء مثلاً ليس حلاً للمشاكل المستمرة في الاحباط الجنسي على القوة الجسمية ايضاً والعصب العقلي وعلى قدرة التفكير البناءة.
ولهذا السبب يحتاج رجال القوات المسلحة الى الاندروجين والى افرازات الغدة النخامية، يجب ان يكونوا كاملين واعتياديين ورجال اقوياء ومع ذلك لا تتمكن القوات المسلحة في تهيئة وتقديم حياة جنسية اعتيادية لكل الرجال. ويبدو ان الفشل الجنسي المتزايد هو من جملة المصاعب الملحة في الحرب.
ان الرغبة الجنسية في الرجل هي ليست كلها نتيجة تأثيرات الهرمونات. ان معنى الحب يكون في حياة الرجل اصبحت واسعة جداً. ولا من الممكن ان نقول دائماً متى يكون الحب جنسياً ومتى لا يكون كذلك. ويبدو ان الحقيقة تبدو هي ان الحب بين الرجل والمرأة يمكن ان يستمر عندما يكون الاتصال الجنسي بينهما غير ممكن او حتى اذا انعدمت الرغبة فيه، وان هناك ما يقوم مقامه ويعوضه باشكال اخرى من الحب والحياة الحسية الخلاقة والتي كثيراً ما تتهيء التكيفات الملائمة والمعقولة للاحباط الجنسي، وهذه الظاهرة تقع في ثلاثة صنوف.
1. الاستمرارية
الحب اكثر ثباتاً واستمراراً من الرغبة الجنسية. ويتعلق ذلك بالدورة النزوية في المرأة. ولا يزول بصورة مؤقتة بالعمل الجنسي في الرجل او المرأة وانما هو دائم وباق في كل من الرجل والمرأة بعد زوال وانتهاء القوة الانتاجية بتقدم العمر، انه يبقى ويستمر كالاخلاص بعد حصول تباعد وانفصال لمدة طويلة.
الحب، بعبارة اخرى الذي ينشأ بسبب الحاجة الجنسية بتأثير وجود الهرمونات يمكن ان يبقى ثابتاً متأصلاً في شخص معين ويبقى عندما تحبط الحاجة الاصلية او تختفي، واستمرار هذا الحب بعد الاشباع للحاجة، الاستمرار الذي يتحول الى هدف طموح ثابت ودائم. وهو صفة انسانية الى حد كبير ولو ان الاخلاص غير معروف بين الحيوانات الراقية.
2. التنقل
الحب عند الانسان ليس مقصوراً على شخص واحد وانما يمتد ليشمل الاطفال والوالدين والاصدقاء والنساء والرجال ولا يمكن بالطبع ان ندعي بان كل الحب الانساني هو جنس ومع ذلك هناك مجال للشك بأن كل حب لا يمكن فصله عن الجنس تماماً. وسبب هذا الشك في استقلالية الحب والجنس يمكن في حقيقة ان الحب الانساني غالباً ما يشيع – ولو بصورة غير تامة- الاحباط الجنسي.
المرأة الارملة تحبط في حياتها الجنسية وقد تحل مشاكلها هذه بزيادة حبها لولدها بصورة مفرطة او حتى لبنتها والرجل الارمل قد يخفف من احباطه بوثاق من الحب لابنته او لابنه. وكل انواع علاقات الود بين الاصدقاء يمكن ان تنمو للتخفيف من الوحدة التي هي صفة الخيبة الجنسية. ان مثل هؤلاء الاشخاص ليس من غير المعقول القول بان الحب الجنسي قد تحول وانتقل الى شخص آخر او الى عدة اشخاص ولا يمكن ان يكون نوعه اذاً صفة جنسية.
3. التسامي
يفرج عن الاحباط الجنسي احياناً فعاليات عاطفية ولكنها لا تمت مبدئياً بعلاقات ودية لاشخاص آخرين كالفنان والشاعر والرجل المتدين بصورة شديدة كلهم يجدون بعملهم وفكرهم تجربة عاطفية قد تقوم مقام التعويض عن الحب الجنسي، او من الناحية الاخرى تكون تقوية لها. ان مثل هذا التصريف للرغبة الجنسية وذلك في اشباع حاجات اخرى للحاجات البناءة يدعى بالتسامي وفي الحقيقة ان كل هدف يتابع بحماس تقريباً قد ينطوي على تأثير متسامي على الاحباط والفشل الجنسي. والمرأة المحبطة جنسياً لانها اختارت عملاً بدلاً من الزواج ربما تتصرف في السياسة او في عمل حربي بكل حماس ورغبة بحيث، يبدو وكأنها يشبع حاجاتها العاطفية على الاقل. ولو انه ليس دائماً واذا بقيت عدوانية وعلى حماسها ومقاومة محزنة وغير معقولة فانها لا تزال تمارس الاحباط وان التسامي لم يؤمن لها تكيفاً كاملاً ونفس الحالة للرجال الفاشلين جنسياً قد يفقدون انفسهم بالاندفاع بشدة وعاطفة نحو اهداف اخرى محققين تكيفاً معقولاً، اذا لم يكن تاماً وكاملاً لحياتهم العاطفية.
وعلى كل، ليس من المؤكد بان التسامي لا يؤمن تعويضاً كاملاً مطلقاً للحياة الجنسية الاعتيادية للرجل والمرأة خلال المدة الانتاجية الاعتيادية. وحتى الزواج ايضاً غالباً ما يفشل في هذه الناحية. وعندما يسود الخيبة والاحباط الجنسي تكمن الصعوبة الاساسية بالطبع في الخلاف والتعارض بين الحاجة الحياتية من ناحية ومقتضيات المجتمع وحاجة العائلة من ناحية اخرى.

* المشكلة الجنسية للجندي المقاتل
على الرغم من ان معظم الشباب يعاني من الاحباط الجنسي الا ان الجنود في القوات المسلحة يواجهون مشكلة صعبة خاصة. وهي انهم يجدون انفسهم في عالم يخلو من النساء بصورة حقيقية، عدا ما يلاقون المرأة لسبب خارج حدود المناطق العسكرية وحاجاتهم لا تتغير. وان غددهم النخامية مستمرة في العمل. وان هرمون الاندروجين موجود في دمهم. وتراكم الافرازات الجنسية تجعلهم بحاجة خاصة دورية للتفريج والتخفيف.
وماذا يصنعون ازاء هذا؟ هناك بالدرجة الاولى البدائل- والتنقل والتسامي.
ان الجوع الجنسي قد يحصل للرجل اولاً على هيئة شعور بالوحدة والانفراد ويصبح هذا الشعور اقل عزلة اذا تمكن ان يحصل على بعض الاتصال بالمرأة وصعوبته تقل لشيء واحد هو انه اذا حصل على اهتمام من المرأة التي يحبها ولو كانت بعيدة عنه اهتماماً من المرأة التي يحبها في الوطن – من محبوبته، من زوجته، من امه. انها تساعد اذا كنَّ له ويعبرن عن حبهن له ولا يذكرن له عن مشاكلهن في رسائلهن، وانما يذكرن عن مشاكله ويرسلن الهدايا له. وكثير من الرجال يعالجون مشاكلهم الجنسية خلال الحرب في شيء من هذا القبيل.
ومن الامور التي تساعد الرجل ايضاً حصول المشاركة مع المرأة في الحياة الاجتماعية ويتصل بالعالم الذي يضم النساء والقريب من محله ومركزه فهو بحاجة الى الالتقاء بالنساء مهما كان ممكناً ويذهب الى محلات الرقص وان يجد رعاية المضيفات في الحوانيت وان يتسلى في البيوت الخاصة، وحتى الغداء يوم الاحد في بيت لا يختلف عن البيوت التي تعرفها جيداً والتي لا يوجد فيها بنات ويكن المضيفات كبيرات ضعف سنة فباستطاعتهن ان يعملن الكثير لطرد شعور الوحدة لانهن يحملنه الى عالم المرأة.
قليل من الاشخاص يعرف مدى تأثير الطعام على الجنس. ومدى حاجة الرجل الجائع جنسياً الى الطعام. انه يريد بنتاً ولا يعرف انه يجب ان يكون مع بنت فهو يذهب الى الحانوت ويشتري قطع الشكولاتة وحتى انه يفسد هضمه لان قطع الشوكولاتة لا تشبعه حقيقة مهما كان عددها مثلما هو كان مع بنت. وقد يلعب الشراب والسكائر نفس الدور ايضاً في حياة الانسان الجائع جنسياً وقد حاول بعض الاطباء النفسانيين ان يصلوا هذه العلاقة بالقول ان الاكل والشرب والتدخين كلها تشغل الفم وان الاشباع يجب ان يكون عن طريق التقبيل وهذا يظهر ان الفم هو عضو جنسي ثانوي. ومهما يكن فان من المؤكد صحته ان الطعام يربط ذهنياً في معظم عقول الرجال بالمرأة – بأمهاتهم وزوجاتهم ومجبوباتهم. وقد قيل ان طريق المرأة الى قلب الرجل عن طريق معدته ومن المؤكد انه ربما يكون ذلك الطريق حينما يكون كلا من المعدة والقلب يغذيها نفس المرأة.
وعلى كل، ليس هناك شك بان قطع الشكولاتة والكوكولا والسكائر تسهم على الاقل بطريقة ما الى تقليل الازعاج الجنسي في القوات المسلحة.
ومن العوامل غير الجنسية التي تحسن وتخفف من الحاجة الجنسية هو العمل الشاق والمزاح واللهو والدين. وفي الجيش توجد اعمال شاقة كثيرة وجسمه المتعب قد يكون احتياجه للتفريغ الجنسي اقل مما يكون وهو مرتاح وفعال وتكون الالعاب والمبارات والحفلات الموسيقية وجميع الفعاليات الاجتماعية التي تنشأ بين الرجال الوحدة، وبمعنوية جيدة كلها امور معوضة وبديلة عن الجنس. انها تقلل من العزلة والانفراد وتساعد الرجال على نسيان مشاكل الجنس.
ان الحياة الدينية القوية تؤمن خير بديل عاطفي للجنس والدين يشتمل على فلسفة اخلاقية تساعد الرجل الذي يعاني الحرمان الجنسي على تقبل فشله وخيبته وتوجه انتباهه الى امور اخرى.
ان هذه الاشياء على كل غير كافية لمعظم الرجال وهم يشعرون بالحاجة الى بعض الامور التي هي اكثر مباشرة بالجنس واول مرحلة في تكيفهم هو قد قد يحدث بطريق الوهم والخيال. فهم يحلمون احلام اليقظة حول البنات والعلاقات الجنسية ويتكلمون كثيراً حولها ايضاً. واذا كان الجهد والتوتر الناتج عن الافرازات المتجمعة اصبح شديداً فانهم يحلمون ليلاً ايضاً حول هذه القضايا ويقذفون ليلاً. بعض الرجال الذين يتصفون بخبرة اخلاقية قوية عن الجنس قد يصيبهم القلق من مثل هذا القذف او انهم يشعرون بالذنب حوله. وعليهم ان لا يكونوا كذلك. لان القذف شيء طبيعي واعتيادي وعلى كل ضابط طبيب منتبه ان يخبرهم بذلك.
ان معظم الشباب عندما يصبح التوتر عندهم شديداً يعرفون كيف يريحون انفسهم- الاستنماء – ويستمر بعض الرجال عليها، ولكن كثيراً ما تنشأ عندهم صعوبات نفسية قوية وجدانية ولكنها ستكون ابسط حل بالنسبة للرجل المحبط وهو في حالة توتر شديدة.
وتشكل عملية الاستنماء المعتدلة والتي تصاحبها احلام اليقظة على الاغلب حالة طبيعية غير مؤذية وغير ضارة للتخفيف ولكنها تكون لاغلب الناس سبباً للمشاكل النفسية التي تصاحبها. ان معظم الناس بالدرجة الاولى قد تعلموا عندما كانوا صغاراً بان مثل هذا العمل هو عمل مؤذ شرير شيطاني ويصبح عمل لا يمكن التخلص منه تجاه الضمير. وان مثل هذا الرجل يشعر بالذنب حول عمله وربما يظهر عنده قلق شديد من جرائه. خاصة وان شعوره بالذنب قلما يقلل من ممارسة لها. القلق في الحقيقة قد يزيد في الواقع التوتر الجنسي وربما ترتفع انفعالاته حول نفسه بحيث تؤثر على كفائته بصورة خطيرة. ويكون بحاجة الى مساعدة واعادة الطمأنينة من رجل ذكي عاقل ويحترمه ويحتاج الى توضيح بعض الامور التي اساء فهمها حول الاستنماء بصورة خاصة. فينبغي له ان يعرف مثلاً ان الاستنماء ليس نادر الحدوث بل ان معظم الناس في الحقيقة قد زاولوه في حياتهم وانه لن يسبب ضعف العقل او الخيال او العجز الجنسي. واستعماله الجنسي، واستعماله بصورة معتدلة لا يضر بالصحة وليس غير لائق للواجب العسكري، وانه ليس مرضاً او اعراضاً لمرض واذا اوضح له الضابط الطبيب او القس او حتى الصديق كل هذه الامور فان القلق او الحيرة التي ينوء بها يمكن ان تقل وتتضائل. وبتقليل القلق فأنه من المحتمل قد يجد انه قد تحول او انه تسامى باكثر او بكل توتراته الجنسية ويصبح جاهزاً لسلوك سبل اخرى – كالتمسك الديني – افكار واحلام بالمرأة التي يعرفها جيداً وبفعالياته اليومية للقتال، العمل او الاستراحة والاستجمام.
ورجال اخرون يعانون من عقدة النقص وليس الشعور بالذنب. انهم يشعرون بان حصولهم على التفريج بواسطة الاستنماء هي عملية غير رجولية وانهم قادرون على الحصول على الاشباع الجنسي الاعتيادي اذا كانوا اكثر رجولية وهم يحتاجون ايضاً الى طمأنينة وفهم واضح وكذلك حقيقة ان الاشباع الجنسي الاعتيادي في القوات المسلحة يسبب مخاطر اخرى معه. ان الحياة العسكرية عامة بحيث ان الذين يمارسون الاستمناء من المحتمل ان يشاهدوا ويكونوا موضع سخرية الاخرين. وهذا مما يزيد شعورهم بالذنب والنقص الشعور الذي لا يعود على احد بالخير او النفع.
وهناك خطر نفسي اخر في عملية الاستمناء وهو خطر ان البعض يمارسه كوسيلة هروب لتكيف قضيته الجنسية، وبذلك قد يصبح يفضل احلام اليقظة للخيالات الجنسية على العلاقة الاعتيادية وقد يجد نفسه بعد ذلك اقل ملائمة للحياة الجنسية الاعتيادية عندما تسنح له الفرصة ثانية ولابد للانسان ان يعرف بانه لا يحتاج ان يشعر بالقلق او بالنقص حولها وان ينصح بانها تعويض رديء للعلاقة الطبيعية. وربما تكون هذه نصيحة متناقضة ولكن التناقض هو من ناحية عسكرية، ويحاول بعض الرجال حل مشاكلهم الجنسية بالرجوع الى المومسات او العلاقات غير الشرعية.
ان البغاء لا يؤمن حلاً مرضياً ناجعاً للصراع بين الحاجات الحياتية والحاجات الاجتماعية.
ويكفي ان تقول بان كثير من الرجال في القوات المسلحة لا يحاول الرجوع لحل احباطه الجنسي بهذه الطريقة وان كثيراً منهم يعانون تحطيماً نفسياً اذا التجأوا لذلك. وهؤلاء الرجال الكثيرين لا يصلون نقطة التضحية بمثلهم الخاصة بعلاقة الجنس بالحب.
ورجال آخرون من الناحية الثانية يمارسون علاقات جنسية غير شرعية ولا يواجهون تحطيماً نفسياً ويبقون جنوداً مقاتلين ممتازين. وعندما يتحدث هؤلاء الرجال بحرية عن ممارساتهم الجنسية يصبح رفاقهم في موقف صعب لانهم يثيرونهم جنسياً ويجعلونهم يفكرون ويشعرون انهم ناقصين لانهم لم يحصلوا على مثل هذا التفريج المباشر لانفسهم. ان جميع الاحاديث الجنسية في الجيش والبحرية قد يكون لها هذا التأثير. ومن الصعب ان تتوقع ان الحديث المستمر حول هذه المشكلة القائمة وان تقل في القوات المسلحة طالما كانت ظروف الحرب تجعل الجوع الجنسي عاماً بدرجة كبيرة.
والى جانب نصائح الواعظ الديني وبعض الامرين المثقفين فان الجيش والبحرية لهما اهتماماً رئيسياً حول منع انتشار الامراض التناسلية.
ان التعليمات عن الجنس بواسطة الافلام والاحاديث والمحاضرات مصممة بالدرجة الاولى لتخويف الجنود وابعادهم عن المؤسسات او على الاقل تخويفهم بعرضهم على الفحص الطبي بعدما يكونون مع المومسسات. ان فقدان الجندي من الجيش والبحرية من جراء المرض التناسلي يقلل من كفاءته للمعركة تماماً كما يفقد اي جندي من امراض اخرى او حادث او من جراء جروح اصابته من العدو. ان الاصابات التناسلية يمكنها ان تضعف الوحدة العسكرية بحيث تشلها ولا تستطيع ان تعمل وقد حدث هذا للجيوش في التاريخ القديم ولذلك هناك اسباب عسكرية معقولة لتحذير الجنود من اخطار وانتشار الامراض التناسلية ثمن الحاجة الفورية للفحص بعد معاشرة المومسات.
من المحتمل ان مثل هذه التعليمات لا تهدف الى جعل العلاقة الجنسية هي علاقات وحشية في اذهان بعض الرجال. وبعضهم الذين لم يذهبوا الى المومسات مطلقاً قد يشعرون مهما كان بقرف واشمئزاز نحو التعليمات ولو انهم لن يسلموا بها ويقبلوا بها وربما يتعدون عن العلاقة الجنسية كلها وينصرفون عنها نتيجة هذا الاشمئزاز ويكون اقل قدرة فيما بعد لتكوين علاقة هي في نظر معظم الرجال تؤلف احدى ضروريات الحياة الكاملة. ولكن القوات المسلحة عليها ان تحل مشكلتها العسكرية الحيوية وهي المحافظة على جعل اكبر عدد ممكن من الرجال صالحين بدنياً وصحياً واساليبها المباشرة والصريحة في التحذيرات وتطبيقها بدقة هي التي جعلت بلا جدال معدل الامراض التناسلية على اقلها.

* اللواطة
عندما يتكون الجنين لا يمكن عملياً معرفة نوع الجنس. وبعد مراحل من النمو يمكن تمييز الذكر من الانثى لان الاعضاء التناسلية تبدأ بظهور خواصها النوعية ولهذا هناك صلة بين تركيب الاعظاء التناسلية للذكر والانثى.
وفي كل جزء من اجزاء جنس له جزء مطابق في جزء آخر ويبدو انه في المرحلة الاولى من الفرد الجديد، ان الكائن الجديد يتألف من اتحاد جزيئات خلايا الذكر والانثى، وقد تنمو وتتطور في كلا الاتجاهين وقد تصبح اما ذكراً او انثى.
ان التطور ينمو باتجاه واحد او في الاتجاه الاخر بسبب وجود مقرر الجنس في حجيرة الخلية المتخذة والمقرر يأتي من حجيرة خلية الذكر (واذا اسهم الوالد الذكر في المقرر- x) الى الاتحاد فان الناتج فان الناتج هو انثى واذا كان المقرر- y) حينئذ الناتج ذكر.
وعليه يعتمد الجنس على وجود نوع من الغدد التناسلية والتي تبدأ بالنمو بواسطة هذه المقررات واذا رفعت خصية شاب ذكر وزرع محلها قليلاً من نسيج مبيض الانثى فان جنسه ينقلب تماماً ويتطور عملياً الى انثى ومثل هذا التغيير الصناعي للجنس يكون اقل تكاملاً اذاً كلما كان الحيوان اكبر كلما كان التطور قد يتكامل ويتم سابقاً.
وبهذا المعنى كل الحيوانات والانسان هم ثنائي الجنس. كل واحد لديه جميع الاجزاء الجنسية الرئيسية ولو انها تطورت باتجاهات مختلفة ذكراً او انثى.
وهناك تدرج في هذا التطور بحيث ان بعض الرجال هم مؤنثين الى درجة انهم انثى جزئياً والعكس صحيح بالنسبة للمرأة. فمثلاً كل الرجال لديهم حلمة الثدي ولكن بعض الرجال تظهر لديهم بدايات الصدور والاثداء ان الحيوانات هم ايضاً ثنائيوا الجنس فيبدون في سلوك تزاوجهم. وسلوك الذكر والانثى في عملية الزواج، يختلف كل الاختلاف طبعاً.
وهذه الاوضاع يبدو انها تعتمد على الاتصالات التي تحدث في المنظومة العصبية للفرد الناجح وهي نتيجة وراثية فقط لانها في الحيوانات لا تتبدل ولا تتغير بالممارسة – وهي لا تحصل بالتعلم – ويظهر على كل ان الفأر او خنزير ولو انه في منظومة العصبية شكل السلوك التزاوجي الخاص لنوع جنسه وله ايضاً شكل ونموذج الجنس الاخر.
واذا كانت انثى الفأر قوية وتهيجت جنسياً بصورة كبيرة فانها تحاول ركوب انثى اخرى وتقوم بدور ذكر. او ان ذكر الفأر قد يقوم بدور مماثل فيقوم بدور الانثى تجاه ذكر مسيطر اكثر ومتهيج. وهذا هو ما يعنيه السلوك الثنائي الجنس.
ونجد في البشر من يفضل علاقات الحب ويمارس مع رفيق نفس الجنس رجل مع رجل وامرأة مع امرأة. وتختلف درجة هذه الظاهرة غير الاعتيادية التي تسيطر على الشخص كما تختلف جذور اللواطة. وفي الحالات المتطرفة قد لا يشعر الرجل بعاطفة حب مع امرأة مطلقاً ولكن قد يشعر بعاطفة قوية مع رجل اخر.
وفي حالات اخرى عندما تكون اللواطة تستند مثلاً على اغراء في الطفولة المبكرة من قبل رجل كبير لوطي او على فشل سابق في علاقة حب مع امرأة. ان الرجل قد يصبح تحت ضغط اجتماعي مخطوباً لامرأة وحتى انه يتزوجها. ان مثل هذا الزواج قد يكون فاشلاً وعلى كل، يبدو انه ليس بالامكان لشخص ذو ميول لوطية قوية ان يغير طريقته المفضلة. من المسلم به ان نموذج الشذوذ في التزاوج قد اصبح مترسخاً ثابتاً في المنظومة العصبية اثناء النمو والنضوج واصبح غير قابل للتبديل.
والضغط الاجتماعي وقوة الارادة لا حول لهما ولا قوة للتأثير على التغيير ولو انهما يستطيعان ان يؤديان الى ايقاف عمل اللواطة ويؤديان الى احباط وخيبة الشخص اللوطي.
ومن الناحية الاخرى، ان الرجل الثنائي الجنس قد يغير سلوكه او يبقى حائراً غير متأكد من اي نوع يختار ويفضل.
وفي الجيش او البحرية حيث الجنود لمدة طويلة في رفقة جنود فقط والجندي الثنائي الجنس قد يعود الى اللواطة لفترة من الوقت، ومع ذلك يغير ويعود الى السلوك الاعتيادي الى اشتيهاء الجنس المغاير ثانية عندما تتغير الظروف ربما عند تسريح من الجيش.
ان المجتمع والاعراف والتقاليد والذين كلها تعارض علاقات اللواطة التي لا تساعد المجتمع طيعاً على زيادة النسل للجنس البشري.
ان الانسان ذو الحاجات القوية مع الجنس الاخر يشعر فوق كل ذلك، باشمئزاز من الرجل اللوطي. وينظر اليه بغضب واحتقار وبدرجة كبيرة يفوق كل الاضرار الناتجة له من عمله.
ويعتقد ان الرجل اللوطي يجب ان يخجل من نفسه وكل هذه المؤثرات والضغوطات تسبب للرجل اللوطي صحوات عظيمة.
سواء كان الرجل اللوطي يخجل من عمله ام لا، فان اختياره ذلك يعتمد على قوة حاجته لاللواطة وعلى اسباب اللواطة فيه وتأثير الرأي الاجتماعي او على وخز الضمير عنده.
ان بنية الجسم اللوطي وتركيزه الذي لا يرتدع ولا يصده شيء تجعله لا يشعر بالخجل من صفة اصبحت اساسية من طبعه. ان الرجل الثنائي الجنس الذي هو في صراع مع نفسه حول عالمه الذي اختاره قد يشعر بالخجل والذنب ومع ذلك يستمر على ممارسة اللواطة. ان مثل هذا الرجل يستحق في الحقيقة عطفاً وفهماً ومساعدة وليس الذم وتشويه السمعة.
ان الرجل اللواطي المغامر الذي لا يخجل بسبب المشاكل لانه كثيراً ما يتعرض بالرجال الاخرين. ومن المحتمل جداً نتيجة لذلك ان يعزل من الخدمة بأمر من السلطات لانه من المحتمل انه لا يستطيع تغيير طريقته وتحاول القوات المسلحة ان تخرج امثال هؤلاء الرجال بالدرجة الاولى ولكنها لا تنجح دائماً ومن الناحية الاخرى. ان الرجل اللوطي الذي تعلم كيف يخض طبيعة حاجاته والرجل الثنائي الجنس الذكر هو في صراع وهو يحاول حقيقة الانسجام مع المستويات الاجتماعية ويخدم في القوات المسلحة ويصبح مقاتلاً ممتازاً.
ان عدم وجود الفرص السانحة للرجل الاعتيادي في القوات المسلحة مما تزيد الفرص نحو مزاولة علاقات اللواطة سراً. ان الرجل القوي الشهوة الجنسية الذي هو في الحالات الاعتيادية كمن حياته لا يحلم مطلقاً بالعلاقات اللواطية وربما يغرى بها. انه قد يشعر بالخجل والذنب لان ضميره مرتب ومهيء للطريقة الاخرى وقد يصاب بنوبات من صراع عقلي ومع ذلك انه لا يزال يذعن ويستسلم لمثل هذا الاغراء. وقد يخشى بانه اصبح معكوساً بصورة دائمية وانه سوف لن يستطيع العودة الى الحالة الجنسية الاعتيادية بعد الحرب وعندما تسنح الفرصة له بذلك وهذه المخاوف ربما تكون ذات تأثير نفسي قوي عليه ولو انها ربما لا اساس لها للرجال الذين اظهروا ثنائيتهم الجنسية. واذا حصل ان تغيروا مرة فأنه يتمكن ان يتغير ثانية.
ان الرجل اللوطي في بناء جسمه وطبيعته وبصورة متطرفة على كل، يبدو انه لن يتغير.
ان الرجل الذي اغرى على اللواطة خلال فشله الجنسي الاعتيادي يجب ان لا يعذب نفسه على ما فعله وعليه ايضاً لا يستمر على تلك الممارسة.
ان النتائج الاجتماعية والمشاكل الاجتماعية كثيرة جداً وعلى مثل هذا الرجل ان يسعى للحصول على مساعدة الطب النفسي والنصيحة للحصول على تفريج جنسي او التسامي به بطرق اخرى تنطوي على الفائدة والمساعدة للرجال الاعتياديين.

* العودة
ان الحاجة للجنس مستمرة وملحة ولكنها ليست حيوية. ان الرجال لا يموتون بسبب عدم اشباع هذه الحاجة ولكنهم يواجهون مشاكل جمة من ورائها وتحدث مشاكل لان حاجات الجسم لم تتكيف جيداً حسب حاجات المجتمع. ان التكيف ضروري تعتمد الرغبة الجنسية في الحيوانات على وجود الهرمونات في الذكور وعلى الاندروجين وعلى كل، الجنس في الانسان اكثر تعقيداً انه لا يعتمد في النساء على الدورة النزوية فقط.
انه قد يستمر في كل من الرجال والنساء بعد توقف افرازات الغدد التناسلية بتبدل الحياة في العمر المتقدم. وتظهر الرغبة الجنسية في كل وقت اثناء المواقف المختلفة للحب. ومثل هذا التعقيد يجعل هذه الحاجة في الانسان عامة اكثر مما لدى الحيوانات. ولكنها تؤمن طريق يمكن بواسطتها تحسين الاحباط الجنسي.
ان تكيف وتوافق الاحباط الجنسي في الحياة العسكرية كما في الحياة كلها يمكن تحقيقه وذلك بالتسامي والاشتغال. الاتصال بالرسائل مع النساء في الوطن والاتصالات الاجتماعية مع نساء اخريات في المكان الذي يعيش فيه الجندي ويمكن اشباع الحاجة جزئياً. المساعدة البدنية كبيرة جداً لانها تقوى عادات الوفاء والاخلاص من ناحية ومن ناحية اخرى انها صفحة من الحياة العاطفية وهي تقوم بعملية التسامي.
ان الاكل والشرب والتدخين قد يقلل من الوحدة والانعزال بصورة جزئية وهو عارض من عوارض هذا الاحباط والخيبة. ان العمل الشاق والتمارين يساعدان من ناحية جسمية. التسلية يساعد من ناحية نفسية.
الرجال يحصلون ايضاً على الراحة والتخفيف من الاحباط الجنسي وذلك بحلم اليقظة والخيال. وغالباً ما تكون هذه الاحلام مقرونة بعملية الاستنماء والتي اذا كانت تستعمل بصورة معتدلة فانها ليست ضارة بدنياً بحد ذاتها ولكنها تصبح ضارة مؤذية اذا كان لا يستسيغها ضمير الانسان وتجعله يشعر بالقلق والذنب واذا كانت تجعله يشعر بالنقص لان عليه ان يقبل تعويضاً من درجة ثانية لحاجاته الاعتيادية واذا اصبحت لديه هي المفضلة عن الوسائل الاعتيادية للاشباع.
البغاء، هو المكان الذي كثيراً ما يلجأ اليه الفاشلون جنسياً. وله المساوئ افساد العلاقات الجنسية ويعدد الرجل بالامراض التناسلية. ويمكن ايضاً ان يرفع كل الصراعات المتعلقة بالضمير والوجدان التي تظهر في بعض الرجال نتيجة عملية الاستمناء.
اللواطة عمل شائن غير مرغوب فيه دائماً لانه يؤدي الى تعقيدات اجتماعية كثيرة. الرجل المدمن على اللواطة قد يؤثر تأثيراً خطيراً على معنوية وحدته.
بعض الرجال يغرون على اللواطة في الوقت الذي لم يفكروا فيه او يقدمون على اللواطة وهم ايضاً مستعدون للعودة الى العلاقة الاعتيادية عندما تكون متيسرة لديهم.

ألفت انتباه القارئ الكريم الى اني للأسف لم أجد ضمن أرشيف ترجماتي نص الدراسة الاصلي بلغته الاجنبية (الانكليزية) ولا عنوان الكتاب الذي تجمت عنه هذا الفصل ، حتى اتمكن من باب التوثيق ايراد عنوان المصدر كما هو متعارف عليه في الكتابة المنهجية التي احرص عليها.
[email protected]
[email protected]

أحدث المقالات