22 ديسمبر، 2024 4:38 م

الاحاديث المكذوبة في اجازة العقل المفتوحة (3)

الاحاديث المكذوبة في اجازة العقل المفتوحة (3)

مما هو معلوم ان الكذب على رسول الله تفشى في حياته (ص)فقال : (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) انظر مسلم، البخاري، الترمذي، أبي داوود، ابن ماجة، أحمد  وقال الحافظ المُنذري: هذا الحديث قد رُوي عن غيرما واحد من الصحابة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها حتى بلغ مبلغ التواتر، وبعضهم لئن يرتكبوا الكبائر أهون من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون ويُدخِلوا في الدين شيئاً ليس منه. حتى وصل الكذب الى ارقام فلكية اتباعا للهوى اوللحصول على الدراهم اولامور سياسية او لتدعيم فكرة او اعطاء شخصية ابعادا قدسية وفضائل روحية …الخ وقد ارتفعت وتيرة الكذب كما بينا في الحلقة الاولى في عصر الانحطاط والتخلف الذي هيمن فيه الفكر السلفي المتطرف المنغلق على الساحة الاسلامية ابان سلطنة المتوكل العباسي جاهل الخلفاء وخليعهم وظهور الحنابلة الذين عاثوا في الارض الفساد وحرقوا المكتبات واضطهدوا العلماء وهنا نكشف عن زيف حديث مكذوب اشتهر بان النبي (ص) لقب عمر بالفاروق ولازال الرعاع ينعقون به رغم بطلانه وتفنيده اوثق مصادر السنة له حيث تؤكد ان من لقب من من لقب عمر ابن الخطاب بامير المؤمنين ؟

1-اخرج البخاري:( هو أول من سُمِّيَ أمير المؤمينن، سماه عدي بن حاتم الطائي، ولبيد بن ربيعة  الأدب المفرد/276).
2-وقال ابن شبة في تاريخ المدينة (2/677): سماه به المغيرة بن شعبة، قال له: (نحن المؤمنون وأنت أميرنا، فأنت أمير المؤمنين . قال: فأنا أمير المؤمنين(!
3-وقال الطبري: هو سمى نفسه بذلك: (لما ولي أبو بكر قالوا: يا خليفة رسول الله، فلما ولي عمر قالوا: يا خليفة خليفة رسول الله، فقال عمر: هذا أمر يطول، بل أنتم المؤمنون وأنا أميركم، فسمي أمير المؤمنين) (النهاية:7/15 )

4- تؤكد مصادر السنة ان عمر ادعى لقب امير المؤمنين  أخرج أبو زيد عمر بن شبة النميري البصري عن الضحاك أنه قال: لما مات رسول الله (ص) قالوا لابي بكر (رض) خليفة رسول الله (ص) فلما مات أبو بكر (رض) قالوا لعمر: خليفة، خليفة رسول الله (ص). فقال عمر (رض): أن هذا لكثير. فإذا مت أنا فقام رجل مقامي قلتم: خليفة خليفة خليفة رسول الله. أنتم المؤمنون، وأنا أميركم. فهو سمى نفسه تاريخ المدينة المنورة: 2 / 663 الطبقات لابن سعد: 3 ق 1 / 192، تاريخ الطبري: 5 / 15.

5-ذكرت مصادر السنة ان عمر سرق لقب امير المؤمنين من الامام علي  انظر مستدرك الحاكم 3/87 ـ شرح شواهد المغني للسيوطي 1/155 ـ تاريخ الطبري 4/208 و 5/22 ـ مقدمة ابن خلدون 1/283) ، وهو يعلم بانّ هذا اللقب خاص لعلي ( حلية الأولياء لأبي نعيم 1/63 ـ مناقب الخوارزمي ـ فرائد السمطين ـ ذخائر العقبي /82) وقال في موارد متعددة (لولا علي لهلك عمر) و نحو ذلك . ( سنن ابي داود /28 ـ صحيح البخاري ،كتاب المحاربين ـ مسند احمد 1/140،154 ـ سنن الدارقطني /346 ـ فيض القدير 4/356 ـ فتح الباري 15/73 ، 131 ـ الموطأ /166 ـ سنن البيهقي 6/123 و 7/343 ، 442 ـ الإستيعاب 2/461 ، 472 ـ الصواعق المحرقة/ 78 ، 127 ، 179 ـ الطبقات الكبرى 2/258 ـ تاريخ الذهبي 3/638 ـ كنز العماّل 5/831 ـ الاصابة 2/509 ـ تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة /201

من لقب عمر بالفاروق .؟

تؤكد مصاد السنة ان (اليهود) هم  لقبوا عمر بلقب ( الفاروق ) ! انظر تاريخ المدينة لإبن شبة 2/662 ـ طبقات ابن سعد 1/192 ـ حياة الصحابة 2/22 ـ تاريخ الطبري 5/15)،

أخرج ابن شبة، عن صالح بن كيسان أنه قال: قال إبن شهاب: بلغنا أن أهل الكتاب أول من قال لعمر: – الفاروق – ولم يبلغنا أن رسول الله (ص) ذكر من ذلك شيئا ولم يبلغنا أن ابن عمر قال ذلك (حياة الصحابة: 2 / 22 – 232)..

ولان  نطلع على تاريخ لقب ( الفاروق) الذي شاع صيته بين اهل السنة والجماعة ,حيث يقولون ان لقبه (الفاروق ) جاء من رسول الله (ص) انه قال : إن اللّه جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق اللّه به بين الحق والباطل .

علما بان هذه الفرية هي طعن بالنبي(ص) لانه هو الذي فرق بين الحق والباطل اولا وثانيا حينما نرجع الى مصادرهم (السنة) نجد ان اول من لقب عمر (بالفاروق )هم اليهود  !!

اخرج الحافظ أبن سعد في الطبقات الكبرى ج3  ص270 :أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، قال: قال بن شهاب: بلغنا أنّ أهل الكتاب كانوا أوّل مَن قال لعمر (الفاروق) ، وكان المسلمون يؤثرون ذلك مِن قولهم، ولم يبلغنا أنّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر من ذلك شيئاً، ولم يبلغنا أنّ بن عمر قال ذلك إلاّ لعمر، كان فيما يذكر من مناقب عمر الصالحة ويثني عليه) انتهى.وسند ابن سعيد صحيح على شرط الشيخين.

وعنه ابنُ شبّة  في تاريخ المدينة ج1  ص350 .ومن طريقه أيضاً الطبري في تاريخه، ج3 ، ص267 .

وأرسله الحافظ ابن الأثير مُسلّماً بعبارة: (وقال ابن شهاب بلغنا أنّ أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق) ، انظر أسد الغابة ج4  ص57 .

وا بن شهاب الزهري هو فقيه الدولة الاموية ويعتبره اهل السنة هو أعلم علماء (أهل السنة والجماعة) في زمانه، وهو الذي عبّر عنه علماءُ أهل السنة بـ (الأعلم) و(الإمام) و(الحافظ) و(الفقيه) و(الحُجّة) و(المتقن) … وغير ذلك، وهو من التابعين الذين التقوا بمجموعة من الصحابة..وبالتالي : أنّ الإمام الحافظ الزهري ينفي أن يكون قد ورد عن النبي (ص) نصّ في تسمية عمر بن الخطاب بـ (الفاروق) ، بل يقول إنّ الذي بلغه أنّ أهل الكتاب هم الذين بدؤوا بهذه التسمية، وقد رضي المسلمون (أهل السنة والجماعة) هذه التّسمية وأخذوها من قول أهل الكتاب اليهود والنصارى .

وقد روى سيف بن عمر، عن شيوخه، عن سالم قال: لما دخل عمر الشام، تلقاه رجل من يهود دمشق، فقال: السلام عليك يا فاروق.. ويؤكد هذا ما جاء في كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل للمؤرخ العربي القاضي مجير الدين الحنبلي. بان اليهود هم اول لقب عمر بالفاروق عند دخوله الشام وسماحه لليهود بالهجرة الى فلسطين  ..!!

اذن عمر سبق بالفور في هذا المضمار..!!!

وقد ذكرت مصادر السنة ان الفاروق  لقب لعلي  لقبه به الرسول (ص) . ( ينابيع المودة/ب 56 ح12 ـ كفاية الطالب /ب 44 ـ مودة القربى/6  .فمن يسرق منصب الخلافة ويتقمصها يكون من السهولة سرقت غيرها .؟!

فقد روى لسان الميزان:1/357أن النبي(ص) قال: (ستكون فتنة بعدي فالزموا علياً، فإنه أول من يراني، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو معي في السماء العليا، وهو الفاروق بين الحق والباطل..
ونعوذ بالله من سبات العقول