بإستثناء الخطوط الأولى في جبهات القتال والتلاحم بين الجيوش.. تنزع البيريات ويستعاض عنها بالخوذة.. والخوذة لونها واحد في أغلب الأحوال أما البيرية والإسم مشتق من اللغة الفرنسية ويعني القبعة فألوانها متعددة وعلى حسب الصنوف ، والجيش العراقي الذي تأسس في عام ( 1921 ) وبعد توسع وزيادة الفرق والصنوف والتخصصات العسكرية كان لابد من تحديد لون معين لكل صنف.. أحد المؤرخين العسكريين البريطانيين في هذا المجال يشير إلى أن توزيع ألوان البيريات في الجيش العراقي إعتمدت على تعليمات الجيش البريطاني !
وهو خطأ واضح إذ أن البريطانيين يعتمدون على ثلاثة ألوان فقط لجيشهم ..الأسود للبري والأزرق للبحري والسمائي للجوي أما الجيش العراقي قبل ( 2003 ) فقد وزع الخاكي (الكاكي) للجنود المتدربين والأسود للمشاة والمدفعية والصنوف التابعة والأزرق للجوية والسمائي للبحرية والأحمر للإنضباط العسكري والأخضر للمغاوير والماروني للقوات الخاصة والمظليين وهذا الصنف أرقى الصنوف تدريبا وتأهيلا وأكثرها مشاركة في المعارك الضارية وحرب الشوارع والتدخل المباشر في حسم المواقف الطارئة.. بعد عام ( 2003 ) إرتدى جميع ضباط ونواب ضباط وضباط صف وجنود الجيش العراقي والشرطة العراقية والحشد الشعبي والعشائري البيريات ذات اللون الماروني !!
ماأحدث إرباكا كبيرا وواضحا في تمييز الصنوف وتوزيع التخصصات وإعادة التدريب والتأهيل .. بعد هذه الفوضى لابد من إتخاذ التدابير التي تحافظ على أبسط التقاليد والقيم العسكرية وتمييز الصنوف والرتب والإختصاصات الكفيلة بتعزيز قيم المواطنة والتمسك بالدفاع عن وحدة العراق وأراضيه.. ولله الأمر