الاجتماعيات من وجهة نظر طالب في السبعينيات هي التاريخ والجغرافية والوطنية وهي مادة الامتحان في الصفوف المنتهية ( ابتدائية ، متوسطة واعدادية ) والتاريخ بالرغم من انه ثمانون سنة يغيب تراث اهل البيت عليهم السلام بفضل ساطع الحصري ومن على شاكلته كل هذا ولم يؤثر على ابناء اتباع اهل البيت ولكن التاريخ كان يظهر قوة الدولة الاسلامية سواء الراشدين او الاموية او العباسية ، وهنا لا اتحدث عن مسالة عقائدية بل عن مسالة تكوين دولة كان للامة الاسلامية لها حساباتها ، هذا التاريخ الذي يؤكد على قضايا الاسلام الرئيسية ، واما الجغرافية التي تتحدث عن بلاد العرب اوطاني من المغرب الى العراق ومن المحيط الى الخليج وبلدي العراق من زاخو الى الفاو وعن نهرين خالدين دجلة والفرات وعن سهول وجبال وهضاب العراق، والوطنية بالرغم من ان البعث لوثها لكن كان فيها بعض الشيء من اسمها ان تتمسك بوطنيتك ووطنك وابناء شعبك بعيدا عن سموم البعث .
اليوم الغت وزارة التربية الامتحان بمادة الاجتماعيات التي خضعت لمهاترات الاحزاب والكتل طوال العشرين سنة وحسنا فعلت لانه دست مواضيع وحرفت اخرى وحذفت ثالثة في التاريخ والجغرافية والوطنية ، فالتاريخ اصبح داعش والقاعدة ، والجغرافية ماعادت كما كانت فخريطة العرب والعراق اصبحت ممزقة وياليتنا لو بقينا على الخطوط المتعرجة التي وضعها سايكس بيكو لتمزيق ارض الامة الاسلامية وجعلها الحدود التي لا يجتازها العربي الا بتاشيرة ومقابل مال ، فهل تسطيع ان تقول العراق من زاخو الى الفاو ، زاخو كردستانية والفاو كويتية ، وشط العرب ايراني وطربيل اردنية ، ومنطقة الحياد سعودية، وتركيا تسرح وتمرح في شمال العراق ، اين حدود وطني؟، واما الوطنية اقرا عليها السلام الوطنية اصبحت كتلوية ، كل مجموعة تؤيد حزب او كتلة او تيار تكون وطنيتها للارض الخاضعة لحزبها .
هذه العلوم هي كونت علم الاجتماع وعلم الاجتماع كما يعرفه اصحاب الاختصاص علم يعنى بدراسة خصائص الجماعات البشرية والتفاعلات المختلفة والعلاقات بين أفراد هذه الجماعات.
من اسس هذا العلم ايضا الغرب حشروا انفهم لغرض نشر علم الضبابية فيدعون ان أوغست كونت من أهم الباحثين في علم الاجتماع ويعتبر المؤسس الغربي له ، نحن العرب نعتبر عبد الرحمن بن خلدون بملاحظاته الذكية في طبائع العمران البشري التي دونها في مقدمته الشهيرة المؤسس الفعلي لعلم الاجتماع.
فهذا العلم يتمخض من الاجتماعيات فالمجتمع الذي يفقد تاريخه وتمزق ارضه وتهدم افكاره لا يصبح مجتمع بل كتل واحزاب ومستقل ولكل جماعة يصبح لهم علاقات وعادات مختلفة وغير خاضعة لاي موازين او قيم بل شهوائية لربما تكون ايجابية او سلبية ، ونظرة عابرة على مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الاعلامية للمجتمعات العراقية وسترى العجب فيما يحدث .
مؤسسة اعلامية تصرف ملايين الدولارات وقوى عاملة بالمئات ليذيع خبرا ، رجل يقتل ابنه، ومواقع خبرية تنشر اخبار عجيبة ، تم افتتاح شارع ، الاجواء مغبرة ، سعر القيمر يرتفع في الاعياد، متبرع يصبغ مدرسة ، واخر بيده سلة غذاء يطرق باب الفقير ليصوره ، او تظهر شخصية تافهة تتصرف تصرفا تافها او تقول قولا سخيفا فتنشغل وسائل الاعلام ومعها مواقع التواصل الاجتماعي به ويصبح عَلم ومشهور بسبب الثقافة المتفشية في المجتمع التي تمخضت عن الاجتماعيات، واصبحت هذه ثقافة شعب ، ولكثرة المصائب يمرون مر الكرام على القتل والسرقة لانه امر معتاد عليه .
من يستطيع ان يكتشف لنا علم جامع مانع للظواهر المستحدثة ليس في العراق فقط بل في الامة الاسلامية وفي العالم،