لقد شغل الاتفاق الاخير بين العراق وسوريا وايران وروسيا الاوساط السياسية العالمية والاقليمية والعربية والمحلية ,وقد اعتبر على كل الاحتمالات نقطة تحول في مسار الاحداث في المنطقة وقلب موازين القوى والمعادلة ووجه الامور في مسارات مختلفة ,واليوم وبعد مضي ايام على الاتفاق ونجاح التدخل الروسي في الحرب في سوريا وضربها لقواعد الشر المنتشرة هناك ظهرت اراء وتحليلات داخلية عديدة منها الذي ايد التدخل وبقوة ويامل ان يصل الى العراق ومنهم من لايريد هذا التدخل لافي سوريا ولا العراق ,وهنا اريد ان اقف عند الرايين واناقشهما بجدية وضمن ادلة وثوابت ارجوا ان تفهم بحيادية وبلا تعصب .
الراي المؤيد للتدخل الروسي يرى ان التحالف الدولي الذي تقوده امريكا واعوانها غير جاد في القضاء على المجاميع الارهابية وهو يريد لهذه الحرب الاستمرار الى مالانهاية لتصفير المنطقة من قواها وجعلها فارغة بحيث لاتستطيع معارضة المشاريع الغربية وتبقى اسرائيل القوة الرئيسة في المنطقة ,وقد اظهر التحالف تعاونا مع المعارضة السورية التي يصفها بالمعتدلة ويساعدها ويدربها ويامل منها الاستمرار في المعركة وهو لايقدم لها ماتنهي المعركة لانه يريد لها الدمار كما يريده للحكومة السورية وبحجج مختلفة ,لذلك فان استمرار هذا الامر سيؤدي الى المزيد من قتل ابناء الشعب السوري بلا طائل .واصحاب هذا الراي يريدونه ايضا في العراق للاسباب نفسها خاصة بعد ظهور ادلة دامغة اثبتت تعاون امريكا ومن معها في دعم القوى الارهابية في العراق بالسلاح وكافة المواد الاخرى .
الراي الرافض للتدخل والاتفاق الرباعي يرى ان مجرد حصول اتفاق رباعي هو دليل نهاية للقوى الارهابية والتي تشكل في اغلبها سكان المناطق الساخنة نفسها ويصبح امل انتصار الارهاب ضعيفا وبالتالي سيخسر اصحاب الراي المعارض القوة التي تقاتل بالنيابة عنهم الدولة وسيصبحون مجبرين لقبول الامر الواقع وهو مساندة الدولة والحكومة وهذا مالايريدونه كما يصرحون وهم (اصحاب الراي المعارض)لهم رجل في الحكومة وثلاثة ارجل مع الارهاب وقد اعلنها صراحة اتحاد القوى العراقية بلسان المدعو ظافرالعاني بان سكان المناطق الساخنة لايرضون بالاتفاق لانهم لايريدون لايران شانا في العراق حتى لو تخلصنا بسبب الاتفاق من الارهاب اي انهم يفضلون داعش تبقى ولايقبلون العراق يتخلص ولو بالاتفاق الرباعي من داعش ,كذلك اعلنت المدعوة ميسون الدملوجي صراحة هذا الامر وعارضته بشدة لان فيه القضاء على مصالحهم في تلك المناطق في حين ايد كثير من سكنة تلك المناطق وشيوخ العشائر الاتفاق وقالوا بالحرف الواحد انهم يرحبون باي جهد يساعدهم على الخلاص من داعش والعودة الى ديارهم حتى من ايران وروسيا .
هنا اقول لاصحاب الرايين ان الاتفاق في جوهره استخباري سيجعل من العراق منطقة مكشوفة امام المتفقين وسوريا كذلك ولكنه ذو فائدة لانه وببساطة سيقصر عمر الحرب ويحافظ على ابناءنا وارضنا اكثر مما هو واقع الحال الان لذلك يجب التروي في الحكم وجعل مصلحة الوطن اولا واخيرا وعدم الاعتماد على التصيد في الماء العكر وبعد ذلك نجلس جميعا على طاولة واحدة لنحل مشاكلنا فيما بيننا ولانسمح للازمة بان تمر ونفقد العراق.