18 ديسمبر، 2024 8:17 م

الاتفاقية ومذكرة التفاهم العراقية الصينية: العزاء في امريكا واللطمية في العراق والمنطقة

الاتفاقية ومذكرة التفاهم العراقية الصينية: العزاء في امريكا واللطمية في العراق والمنطقة

لا ندخل في تفاصيل الاتفاقية وبنودها فهي منشورة في كل مكان على المواقع. ان اغلب الاتفاقيات المهمة بدأت بتفاهم اولا، فلا نفهم لماذا كل هذا اللغط على التفاهم او الاتفاقية العراقية الصينية والقول (انها اصلا اتفاقية حيدر العبادي وليست عادل عبد المهدي) الذي ذهب الى الصين وجلب معه 18 محافظا وجميع وزرائه (لاجل الاستجمام والصور التذكارية وما اليه من فنطازيات الكتاب انصاف القلم. في العراق المهدم والطريح وامريكا ومساعديها في الدولة من الفاسدين والمختلسين لا يدعون العراق ان ينهض ولكن الامور تغيرت وصارت تهب الرياح بما لا تشتهيها سفن امريكا فكانت فكرة اصلاح العراق بمعاهدة ثورية تقلب كل شيء في العراق ولم تفعلها سوى دولة مثل الصين.

منذ فترة كثر اللغط حول موضوع الاتفاقية او التفاهم بين العراق والصين الذي لا يخلو من الصخب والتحذيرات السوداوية من نتائجها والشكوك واكذوبة هذه الاتفاقية…الخ بحيث لا تمر ساعة الا ورأينا رهطا طويلا من الاعلاميين والكتاب والمحللين وقارئي الكف والفتاح فال يكتبون المقالات والندوات المتلفزة والمسموعة واشتغال المواكب على مسطحات التواصل الاجتماعي المشتعلة والمنغمسة في اخبار العراق على وحدة ونص… وانا شخصيا اخيرا امسك الصف كي ادلو بدلوي ايضا، هذا لا يعني نهاية الامر.

لقد تسائلت لو هذه الاتفاقية او التفاهمات بين الصين والعراق لا تضر امريكا فهل سنرى هذا السيل من المقالات والردود القلقة جدا على مصير العراق من ان يسلم العراق (سيادته) للصين فقط؟ الجواب بالنفي تماما وبديهيته ان امريكا تعتبر كل نفط العراق نفطها وهو يقع ضمن دائرة نفوذها العسكري والاقتصادي والسياسي فنصف ترليون دولار اتفاقية او تفاهم مع الصين يجعل امريكا خارج الملعب العراقي وربما هناك دول ستلحق بالعراق ايضا وهذه كارثة لترمب وامريكا. ترمب يعتبر نفط العراق نفطه وهو قالها مرات عدة واقتبس ((لاوجود للعراق وانما هناك عراقييون يتقاتلون فيما بينهم ولا توجد دولة فنفط العراق ملكنا نحن انفقنا 7 ترليون دولار على العراق ويجب استرجاعها)). فكيف لترمب وادارته وامريكا الذين صرفوا “7 ترليون دولار” على العراق ويذهب الى حضن الصين العدو الاقتصادي اللدود لأمريكا؟ وهذا سيهدد نفوذ امريكا في المنطقة وربما اسيا برمتها.

اذن عندنا اول المتضررين امريكا اول دولة اقتصاديا في العالم وقررت العمل اي شيء لتخريب هذه الاتفاقية او التفاهم.

فأذن لو لم تكترث امريكا لهذه الاتفاقية لما اكترث تُبَّعَها وابواقها في العراق والمنطقة لهذه الاتفاقية فمن الطبيعي سنسمع جعيرهم عالٍ ضدها محابةً وخدمةً لسيدهم الامريكي والدفاع عن مصالحه. ومن هؤلاء خادمي الانكل سام في العراق القطط السمينة التي تستفاد من ضعف اداء ومراقبة الدولة عندما تنهب في عقود وهمية وغير وهمية وتفلس البلاد وتفقر العباد. هذه الاتفاقية الصينية العراقية تقطع الطريق على الفاسدين لأن رقابة الصندوق المالي لهذه الاتفاقية مشتركة بين الصين والعراق وليس العراق وحده فبالتالي قطع الطريق كليا عن الفاسدين والمختلسين.

وهناك مجموعة اخرى هي وطنية في الاصل والجوهر لكنها تتخوف تحت طائل من القصف الاعلامي المغرض ضد هذه الاتفاقية ان يقع العراق اسيرا مدى الحياة لان الحكومة تسلم اصول العراق السيادية كالنفط للصين. لا ننكر وجود هذا الموقف النبيل بالرغم من نقوصه الواضح في المنطق والدراسة.

اما الاخرون فطبعا هم نزلاء سوق عكاظ (ساحة التحرير) فهؤلاء اصابتهم البارانويا Paranoia او ضرب من جنون الاضطهاد يشعرون ان اي مظاهرة غير مظاهرتهم يعني التضييق عليهم وانهائهم وان الاتفاقية الصينية العراقية هي لتعويم من جديد المستقيل من منصبه عادل عبد المهدي. هؤلاء سينتهي الامر بهم في ساحات الطب العقلي. نصيحتي لهم واخص ذوي الروح الوطنية واكرر المعادلة ان المحتل يولد الفساد والفاسدين والفساد يثبت المحتل. اذا طبقتم هذه المعادلة سيصبح العراق كله ساحة التحريرفلا داعي حينها للشعور بالاضطهاد.

سؤالي للجميع: هل الصين تخاطر بسمعتها بأتفاقية مع بلد واحد وتظهر بمظهر المستغل الجشع وتوقع بسيادة هذه البلد كي تسقط ثقة العالم بها وتخسره الكثير من اجل العراق؟

ثانيا الاتفاقية تمضي 20 عام بأيقاع 100 الف برميل نفط عراقي الى الصين.. هل هذا كثير والمعروف ان العراق لا يملك سيولة كبيرة لتغطية مبلغ نصف ترليون لمدة 20 عام؟

ثالثا يا سادة ويا كرام لقد اوجعتم رأسنا بهذه الاتفاقية والتشكيك بها والسيادة وووو لماذا بعلتم السنتكم يا مهرطقين ويا بالبل الفتن والنفاق ويا جوكرية الامريكي في العراق والخليج حيث صحفهم ايضا تشارك بالحملة ضد هذه الاتفاقية، لقد بلعتم السنتكم عن سرقة النفط العراقي الى شمال العراق السليب لمدة تقارب العشرين عام ايضا عندما البرزاني والطالباني يسرقان نفط العراق بـ 600 الف برميل يوميا منذ 2003 ولليوم ولم يدفعا فلسا احمرا ولا بارة ولا عانة ولا متليك للحكومة المركزية بغداد؟ ولماذا لا تقرون بأن العراق يهب اكثر من 10 الاف برميل نفط الى الاردن … قارنوا بين 100 الف برميل واعمار العراق و 600 الف برميل نهيبة في نفس الفترة برضى المحتل الامريكي. صجيج ان الذين استحوا ماتوا.

الصين لديها اهداف استراتيجية كبيرة على مستوى القارات اسيا واقريقيا واوربا ترغب وتعمل هي وروسيا وايران وتركيا على ازاحة امريكا من المنطقة كي تقترب وسائل النقل الصينية الى البحر الابيض المتوسط الذي يشاطئ تلك القارات. فاذا كان هدف الصين سرقة العراق فستخسر الثلاث قارات بسحب الثقة منها. الصين تقدم تسهيلات تقترب الى الجنون مع لبنان وسوريا والعراق وبلدان اخرى كباكستان وافغانستان وايران كي تتقدم الى البحر الابيض المتوسط. هذا موضوع اخر حول تمدد الصيني تزيح من امامها كل شيء ماضي عنوانه كانت هنا امريكا.

هذه المعارك التي تدور في منطقتنا سببتها امريكا والناتو رغبة بالتقدم نحو الشرق ايران وثم تخوم الصين وروسيا ولكن امريكا والناتو وحلفائهم في المنطقة كأسرائيل والسعودية في حالة تراجع من حيث بدأ يتقدم الطرف الاخر نحو الغرب. يجب ادراج موضوع الاتفاقية ضمن هذه الزاوية الاستراتيجية الدولية. هناك فرق بين الصين وروسيا امبراطوريتان في طبيعتهما ليستا استعمارتيان وبين امريكا ودول الناتو كبريطانيا وفرنسا وهولندا ووو بجوهرهن وتاريخيهن الاستعماريين.