الاتصال في صلاة الجماعة من المستحبات الأكيدة، وأحياناً يكون من أهم الواجبات، كما في صلاة الجمعة.
وبعدمه تبطل الجماعة، مما يؤدي إلى بطلان الركعتين من صلاة الجمعة…
فهناك أمور عديدة تجب مراعاتها؛ لأجل صحة صلاة الجماعة، ومن أهم هذه الأمور: هي مسألة الاتصال…
فالاتصال ضروري في صلاة الجماعة. لكن الملفت للانتباه الأفكار الغريبة التي نسمعها على ألسن بعض المصلين،
وهي: إن الاتصال يجب أن يكون من اليمين.
فهل هذا صحيح؟
طبعاً نحن ملزمون بالرجوع إلى الفقهاء، ليس إلا..
والجواب: إن الاتصال يتحقق بأحد ثلاث جهات: وهي الجهة الأمامية وجهة اليمين وجهة اليسار…
باستثناء الصف الأول الذي يقف خلف إمام الجماعة، فإنه لا يتسنى لجميع المصلين في هذا الصف الاتصال بالجهات الثلاثة..
مع إن الاتصال لا يجب أن يكون بجميع الجهات…
إن أهم جهة ينبغي إحراز الاتصال بها هي الجهة الأمامية، ولو بواسطة المصلين..
وبمعنى أكثر وضوحاً إذا حصل فاصل بين صفين بحيث يبتعد الصف الخلفي بأكمله عن الصف الذي يقف أمامه بمقدار ثلاثة أرباع المتر فأكثر ففي هذه الحالة تبطل جماعة هذا الصف الخلفي وجميع الصفوف المتصلة به من الخلف…
فلابد من وجود الاتصال من الجهة الأمامية، ولو من بعض المصلين في الصف، حتى لو كان بواسطة مصلي واحد…وعندئذ تتصل الصفوف الخلفية به…
إن الاتصال من جهة اليمين أو جهة اليسار مشروطة بإحراز الاتصال من الجهة الأمامية، ولو بمصلي واحد.
فإذا انفصل الصف الأمامي بأكمله عن الصف الخلفي بأكمله بطلت جماعة الصف الخلفي، بالرغم من الاتصال الجانبي يميناً أويساراً.
ونؤكد إن الفاصل يكون بمقدار ثلاث أرباع المتر فأكثر..
ولذلك قال الشهيد السعيد محمد الصدر( قدس الله سره الشريف ) إن مقتضى الاحتياط الاستحبابي أن يكون موضع سجود المصلي ملاصقا لموضع وقوف المصلي الذي يقف أمامه.
وأنقل العبارة نصا من منهج الصالحين الجزء الأول حيث جاء فيها:(( ···بل اﻷحوط استحبابا عدم الفصل بين موقف السابق ومسجد اللاحق.)).