تشير الدراسات الحديثة في علم الاتصال الى ان دور الاتصالات والعلاقات العامة اصبح مؤثرا بشكل كبير .. بل لا يمكن الاستغناء عن اقسام ووحدات الاتصال في أي منظومة ادارية ، وتسهم وحدات الاتصالات واقسامها في رسم وتنفيذ سياسات وخطط المؤسسات الحكومية عن طريق توفير منافذ للأتصال الجيد داخلياً وخارجياً .. وذلك من خلال تعزيز الدور والكفاءة للموظفين المكلفين بمهمات الاتصال بما في ذلك تحديد المهام واتباع قياسات العمل داخلياً , وتوصيل الفكرة بشكل فاعل الى الجماهير المختلفة المستهدفة في عملية الاتصال .
وفي ضوء ما اعلن من اصلاحات حكومية ، والخطوات والاجراءات المتبعة في تنفيذها ، والاليات الموضوعة ، والسقف الزمني للتنفيذ ، والجدوى من وراء ذلك كله ، انها رسائل مهمة لابد ان تصل الى الجمهور ضمن التوقيت الزمني للاعلان والتنفيذ والجدوى.
وهكذا لابد من تحديد كيفية تغيير وازدياد دور المؤسسة الحكومية من خلال ممارسة دوراً حيوياً في التنسيق وتحديد الاولويات المرحلية ، وبما يسهم في تقديم صورة متميزة في تحقيق الاتصال مع المؤسسات الاخرى ، وزارات وهيئات ، بأتجاه تحقيق الاهداف . وتلعب وسائل الاعلام دوراً فاعلاً في تحقيق الاتصال ، بل تكاد تكون الاجدر والاكثر حساسية في هذا المجال من خلال ادواتها المتعددة والمرنة.. مع تحديد أي اعلام يجب ان نعمل معه , واي لا نعمل معه..
من هنا لابد من وضع رؤية اولية تبنى على اساسها خطة مدروسة مدعمة بالبيانات يتم من خلالها متابعة تنفيذ البرامج والسياسات الاصلاحية ، واضعة نصب عينيها الفرص والتحديات التي يمكن ان نواجهها اثناء تنفيذ البرامج والقرارات . كما انه ينبغي على الاتصالات الحكومية ان تحدد من هم الجماهير المستهدفين وكيفية الوصول اليهم ، سواء الداخليين منهم ضمن المؤسسات الحكومية ، او الخارجيين افراداً ومؤسسات .
وحتى تتحقق رسالة الاتصال لابد من وضع ضوابط حول العمل مع وسائل الاعلام ، وتحديد الادوات المستخدمة ، آخذين بنظر الاعتبار المواضيع التي تثير اهتمام الجمهور في عمل المؤسسة والمنظومة وكيفية شرح دور المنظومة إضافة الى اثارة
اهتمام الوسائل الاعلامية من خلال معرفة القضايا التي تهمها والوسائل التي تجعل عملها اسهل ، وسبل بناء علاقة سليمة معها ..
وهكذا نكون قد وصلنا الى ماهية الفعاليات التي نستطيع من خلالها ان نتطور كمؤسسة حكومية وكيف يمكننا مراقبة اداءنا والنتائج التي خرجنا بها متسلحين بالمعرفة والابعاد التاريخية والتقنية في آن معاً ، فلابد عند بناء مؤسسات الاتصال الحكومي ان نتعرف على تاريخ ودور الاتصالات الحكومية في العراق ، وكيفية التحكم بها ، وماهي الاهداف المتحققة حتى نستطيع تغيير المشهد الاعلامي ، والتعامل مع اللاعبين الرئيسيين ، مستوعبين التأثيرات واضعين نصب اعيننا المؤسسات الاخرى التي هي جزء من الاتصالات الحكومية ، وذلك من خلال معرفة النفس .. من نحن ؟..ووضوح رؤيتنا وغايتنا الرئيسية..والسعي لنكون مختلفين ومتميزين عن الآخرين وليس نسخة مكررة منهم .
ان فاعلية الاتصالات الحكومية تضمن حصول المواطنين على فهم دقيق وموضوعي حول سياسات الحكومة الاصلاحية والانشطة والخدمات العامة ، وهذا الفهم يعد احد مسارات العملية الديمقراطية من خلال خلق دراية واسعة ببرنامج الحكومة في مجال الاصلاح والتأثير في المواقف والسلوك بما ينفع الافراد والمجتمع ، فضلاً عن دعم التشغيل الفعال للأقسام والخدمات الحكومية معززاً بتحقيق مناخ قانوني او تشريعي خاص لتقديم المعلومات عن عملية تشغيل الحكومة على وفق التخطيط والتنسيق والتنفيذ .