19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

الاتحاد …وسيل المعارضين!!

الاتحاد …وسيل المعارضين!!

شهد الشارع الرياضي تباين في الآراء، بعد تسمية الاتحاد العراقي الكابتن “اكرم سلمان” مدرب لكتيبة الاسود استعدادا للاستحقاقات القادمة، واهمها التصفيات  المؤهلة لبطولة كأس العالم التي ستقام نهائياتها في روسيا عام” 2018″.
حيث ارتفعت الاصوات المعارضة لتلك التسمية في الاوساط الاعلامية والرياضية ، وانقسم الاعلام الرياضي مع او ضد اسناد المهمة لسلمان ، (ومما زاد في الطنبور نغمة) ، تصريحات بعض اعضاء الاتحاد المتوافقة مع اصوات المعارضين للتسمية ، ما يكشف عن وجود انقسام حقيقي داخل أروقة الاتحاد حول تكليف الكابتن سلمان لقيادة منتخبنا الوطني، ما يبرر مخاوف الوسط الرياضي من نجاح المدرب، بسبب تلوث الاجواء نتيجة تراشق المواقف وحدتها في بعض الاحيان ، واخطر ما في تلك المواقف الذهاب الى ما هو غير المقبول، وهو تخوين الرجل على خلفية مباراة العراق والسعودية في خليجي “18”!.
تلك الاجواء تعيدنا الى مربع ثقافة التخوين الذي ساد الوسط الرياضي . عندما كان يقوده رئيس الاتحاد السابق الكابتن “حسين سعيد”، ووصلنا حينها الى ادارة الاتحاد “عبر الاثير”!، ثم  الاستعانة بالمنظومة الكروية الدولية ” الفيفا ” لحسم الصراع ، ودخلنا وادخلنا كرتنا في دوامة نفق الخلافات ، الذي لمسنا تعافياً منه في قرارات الاتحاد الاخيرة الذي استمع لآراء الوسط الرياضي بضرورة تسمية مدرب محلي لقرب الاستحقاق الاسيوي ، فأسند المهمة للكابتن “راضي شنيشل”، وشهد الجميع نتائج ذلك التوافق وخرجنا بأقل تقدير هو عودة هيبة الكرة العراقية بعد الخروج المذل من “خليجي 22” .
ان نجاح اية مؤسسة مقرون بحسن الادارة والتخطيط ، وللأسف نقولها بمرارة اننا عجزنا عن تخطي تلك العقبة الكؤود المسماة علم الادارة في عمل جميع الاتحادات التي قادت الكرة العراقية منذ التغيير ولحد الان، فضلا عن ذلك اننا نفتقد الى وجود الاستشارة الاعلامية في قرارات الاتحاد، ومعروف ان قرارات المؤسسات  الناجحة بشتى صنوفها تخضع الى تقييم “التغذية الراجعة” التي تمثل المجس الحقيقي لصناعة القرار، كون اتخاذ القرار بحاجة الى تهيئة خلفية له تسبق خطوة اتخاذه.
فلو ان الاتحاد طرح عدة اسماء تدريبية بينهما الكابتن سلمان قبل تسميته ،ودافع عن وجهة نظره لخفف تداعيات الاخفاقات المتوقعة التي سترتد سلباً على الكرة العراقية ، كما يفعل اليوم بطرح عدة خيارات لتسنم مهمة مساعد المدرب بينهم (باسم قاسم ـ ايوب اوديشو ـ على هادي)، ما يؤكد حاجة الاتحاد الى شخصية قوية تضبط ايقاع الاسود في قراءة عن بعد لعينات الاسماء المطروحة ، وان كنت ارى باسم قاسم هو الاصلح للمهمة بين الاخرين.
اعتقد ان اصرار الاتحاد على المضي بفرض قراره ومواجهة سيل معارضة الاوساط الرياضية والاتحادية ، يفجر علامة استفهام كبيرة تتخطى الدائرة الكروية!،سوف تنفجر مع اول اخفاقه للمنتخب وستلبد الاجواء الرياضية بغيوم  لا يستطيع احد التكهن بموعد انجلائها يكون الخاسر الوحيد فيها الكرة العراقية.