18 ديسمبر، 2024 9:49 م

الاتحاد الوطني في قبضة ايران

الاتحاد الوطني في قبضة ايران

في الثلاثين من شهر أيلول الماضي، جرت في اقليم كوردستان، انتخابات برلمانية، بمشاركة فعّالة من جميع الاحزاب الكوردستانية. وقد لفت نظري مثل الكثيرين، ان الحملة الانتخابية للاتحاد الوطني، قادها الثلاثي: قوباد وبافل نجلا جلال الطالباني وابن عمهما لاهور شيخ جنكي. وهؤلاء الثلاثة ليسوا أعضاءً في قيادة الاتحاد. ولم يكن لقيادات الاتحاد المعروفة، أمثال الملا بختيارعلى سبيل المثال لا الحصر، أي دور في تلك الحملة، على العكس تماماً من الانتخابات السابقة. وهذا خير دليل على محاولات عائلة الطالباني للسيطرة على الاتحاد والتمهيد لتعميق تلك السيطرة في مؤتمر الاتحاد القادم، وذلك من خلال تكتلات، الهدف منها إبعاد قادة الاتحاد الذين استنكروا ماقام به بافل الطالباني ولاهور شيخ جنكي ومن كان معهم في قيادة الاتحاد أمثال آلاء الطالباني ورسول مامند ورفعت عبد الله ورزكار علي وآخرون مثل أراس شقيق لاهور، عندما سلموا في السادس عشر من اكتوبر من العام الماضي ،كركوك وطوز خورماتو وبقية المناطق المتنازع عليها لميليشيات الحشد، بتخطيط ايراني من قاسم سليماني، وذلك من أجل حفنة من الدولارات ووعود أخرى، بل وأكثر من ذلك، انتقاماً من أبناء الشعب الكوردي الذين شاركوا في الاستفتاء على الاستقلال في الخامس والعشرين من شهر أيلول من نفس العام. تلك المجموعة أعترفت علانية ودون أي حياء أو خجل، بانها كانت وراء تلك الانتكاسة التي تسببت بنزوح أكثر من مئة ألف من أبناء كركوك وطوز خورماتو الى مدن الاقليم، بل وحرق وهدم ممتلكات الناس وقتل الكثرين منهم على أيدي ميليشيات الحشد التي مازالت ترتكب الجرائم بحق الكورد هناك. الأدلة موَّثقة بالصوت والصورة ولايحتاج المرء أن يبحث عن وثائق أخرى تدين تلك الزمرة الخائنة. تلك الزمرة حصلت على وعود من ايران، مثمثلة بالمال والسلاح والتعاون معها لبسط سيطرتها الكاملة على الاتحاد. فايران تسعى من خلال النسخة الجديدة للاتحاد زعزعة الامن والاستقرار في أقليم كوردستان وتقسيمه بالنهاية الى ادارتين، كما كان الحال في التسعينات من القرن المنصرم اثر اندلاع الحرب بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني. ومما لايقبل الشك أن ايران تسيطر اليوم على جميع مفاصل الاتحاد الوطني وتدير هذا الحزب حسبما تريد. كان من المفروض على الاتحاد الوطني، طرد تلك الزمرة التي باعت كركوك وطوز خورماتو والمناطق الاخرى وبالتالي تقديمها للمحاكمة لتنال جزاؤها جراء تلك الخيانة الكبرى التي اثلجت صدور ايران وجميع القوى المعادية للشعب الكوردي. لكن الذي حصل هو سيطرة تلك الزمرة على الاتحاد وتخوين الآخرين بكل صلافة. السادس عشر من اكتوبر سيظل رمزاً لخيانة عائلة الطالباني، تلاحقها وتؤرقها، إضافة الى لعنة الجماهير الكوردية لهذه العائلة المعروفة بخياناتها المتكررة بحق الشعب الكوردي منذ ستينات القرن الماضي.