أكبر مشكلة يواجهها العراق هي تلك الأبواق القذزة التي تقتل أكثر مما يفعل السلاح كونها تستهدف النسيج العراقي وتزرع الفرقة بين أبناء البلد الواحد. نرى ونسمع في كل يوم سياسيين يظهرون على القنوات الفضائية ممن يتحدثون عن معادات طائفة معينة أو مقاتلتها وبعضم من يتهم القيادات الغير سياسية لطوائف أخرى بالعمالة والتبعية للدول الاقليم وهو ما يثير شارع تلك الطائفة ويزرع الكره بين الطوائف كون المتحدث منتخب من طائفة معينة ويهاجم طائفة أخرى.
والجهة الثانية من الأبواق القذرة هم من الأعلاميين والصحفين والكتاب المرتزقة في وسائل الاعلام الغير وطنية والغير مسؤولة وهم ايظا يتهجمون على طوائف العراق ويتهموها بالعمالة لدول أقليمية داعسين بأقدامهم على مبادئ الاعلام والصحافة التي درسوها وأساسها الحيادية في نقل الخبر وتغطيته من أجل بضعة من الدولارات ومن أجل مكانة أو منصب زائل زارعين فجوة بين مجتمع عاش للألاف السنين مع بعضه على أرض واحد .
والجهة الثالثة هي تلك النفوس المريضة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وما تبثه من سموم في عقول الناس عبر الصور والفيديوهات التي يتم تنزيلها لأثارة الفتنة ومعظمها ممول من أحزاب وكتل سياسية حرصت منذو دخولها الى البلد بعد الاحتلال الى البقاء في التخندق الطائفي حتى تبقى أطول فترة ممكنة في المناصب .
أن الحكومات المتلاحقة بعد الاحتلال لم تعمل على صنع قانون وطني يردع ويحاسب هؤلاء الابواق كما تفعل باقي الدول في ضل عدم وجود وزارة أعلام التي حلت محلها هيئة غير مستقلة وتابعة لجهة سياسية معروفة كما أنها أفرغت هذا الجيل وخصوصا جيل التسعينات من وطنيته وحلت محلها الطائفة من خلال الوضع الذي فرضته عليه ومن خلال أفراغ المناهج الدراسية حتى من القصيدة الوطنبة التي حلت محلها قصائد عاطفية فارغة ومن خلال عزل المناطق عن بعضها وحصر كل شيء في التدين الذي تدعوا أئمته الى حمل السلاح بأستمرار دون تعليماهم ثقافة الحوار والتسامح وحتى مبدأ الأعتذار فترى الشاب العراقي مشحون ومتوتر ويعتمد على عشيرته في ضل غياب القانون ،خيلوا له أن هذا الوطن غابة لامكان للضعفاء فيه لذلك يستعمل صوته العالي لتحديد مساحته لأنه حسب كلام الناس أذا لم تكن ذئبا في هذا الوطن أكلتك الكلاب .