23 ديسمبر، 2024 12:40 ص

الابهامات في القادم الامريكي بعد انتخاب ترامب

الابهامات في القادم الامريكي بعد انتخاب ترامب

استقراء واقع العالم بتجاربه السياسية من خلال الانتخابات الامريكية الاخيرة يؤدي بنا إلى رفض الدعوات بحتمية الديمقراطية على المستوى العالم . وضرورة تطبيق نموذج معين لها في كل منطقة من دولها ، خصوصاً وانت تجد للدول الغربية فيه سوقاً كبيراً ومرتعاً خصباً لتسويق مفهوم الديمقراطية وما تتضمنه من أفكار وتصورات أخرى تتعلق به وسلوك تطبيقها دون اولية وانعاكسه المغلوط في فهم ثقافتها في العالم . الأفعال المشينة والتصرفات البليدة والسلوكيات الهوجاء للسياسة في حق شعوبهم المبتلاة بهم  والعمل تحت هذه المسميات بسلبية وفق حساباتهم الشخصية دون الاكتراث بالمجتمع وقواعد واصول هذه الثقافة بعد ان اوصلتهم الاتخابات للمسؤولية التي هم فيها وما يضعه هؤلاء من معوقات امام العمل حين التطبيق اذا ما اختلفت مع مصالح القادة. ومن هنا كانت سيناريوهات السنوات الخمس الأخيرة لصالح التيارات الدينية المتطرفة وتكريس الإرهاب كمعركة رئيسية. وهذا الأمر يتعلق أيضا بالأنظمة الحاكمة في دول الشرق الأوسط، والتي استغلت فرصة وجود الإرهاب للتضييق على الحريات، وتصفية الحسابات بالوقوف مع التيارات والقوى اليمينية الدينية المتطرفة، بل تاثيرها على القوى الليبرالية واليسارية .
الاهتمام الغير مسبوق هو ذاك الذي تحظى به الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية في كل مرة، وإن كان مَرده حسب البعضِ إلى كَونها قوة كبرى تَنعكس سياساتها على الأوضاع الداخلية في بعض البلدان، إلا أن آخرين يرون بأن هذا الاهتمام نتاج اختلاف عميق وغير مسبوق في رؤى كلا المرشحين الرئاسيين ومَا خَلفه ذلك من استقطاب حاد في الشارع الأمريكي أَسهمت فيه حملاتٌ انتخابية هَيمنت عَليها شُخوص المُرشحين وفضائِحهم وقامت بإدارته وسائل الإعلام وحتى مواقع التواصل الاجتماعي.من المجمل ان الانتخابات في امريكا هي ظاهرة اعلامية اكثر من كونها ظاهرة ديمقراطية ، السيد دونالد ترامب لن يجر العالم إلى نخب يمينية حاكمة لا في أوروبا ولا في أي مكان آخر، لأن هذه النخب تحكم أصلا بدرجات معينة، أو قريبة من مراكز القرار، أو تتمتع بنفوذ كبير وواسع حتى وإن كانت خارج السلطة. ترامب، في الحقيقة، لديه أجندات أخرى تماما، أكثر وضوحا، بصرف النظر عن اختلافا أو اتفاقا معها ومعه. بالضبط مثلما كانت الأمور مع باراك أوباما وفريقه. مع العلم بأن الفارق ليس كبيرا بين أوباما وترامب، أو بين الأخير والسيدة كلينتون، إلا في بعض التفاصيل الدقيقة. إذ أن المصالح القومية الأمريكية هي التي تحكم حركة الحزبين وتوجهات سياساتهما منذ عام 1565
وفي المقابل لواخذنا ما في الولايات المتحدة من ممارسات  كواقع وممارسة لحرية التعبير المغلوطة والتصريحات الغير سليمة والبعيدة عن النضج في المراحل التي سبيقت اجراء الانتخابات والمناظرات فيما بين المرشحين كل من هيلاري كلنتون ورونالدلامب هي جزء من تلك المتبنيات الفاسدة نرى ان بعض القادة لاهم لهم إلا زرع روح الحقد والكراهية بين شعوب العالم  والتشبث باهداف واستراتيجيات مغلوطة بدلاً من العمل لتوثيق عرى المحبة من اجل صيانة وحدة الشعوب وحماية السلام من خلال الجهد للتفتت و خلق حالة من التصعيد التي تؤدي الى خسائر واضرار كبيرة بمصلحة البلدان دون ان يمنعهم وازع وطني او انساني او دين لانهم بعيدين منها ويعوقون كل مساعي السلام واعادة الامن والاطمئنان للخليقة  التي تعاني من مشاكل والام تراكمت علية . العالم بحاجةٍ الى سياسيين يدعو إلى خلقٍ قويم، وسلوكٍ حسن، ووعيٍ عاقل، وفهمٍ مستنير، وإنسانيةٍ سمحةٍ، وسعة حلمٍ ورجاحة عقلٍ، واستيعابٍ كريم البعض للاخر. و جهود وطنية من رجال شرفاء وغيارى على عزة المواطنة وللحفاظ على استقرارالبلدان.لامب لم يكن رجلاًاستثنائي كما يعتقد البعض .نعم رجل لايفهم السياسة وهو ليس الاول الذي لا يفهم في السياسة ليكون رئيساً لامريكا والمفاجئة الكبيرة التي اوصلته للرئاسة اذهلت كل المحلليين ويظهر ان حملته لقيادة البلد بلغت نسبياً نجاحاً بسبب الخطابات المعادية لشريحة مهمة في المجتمع الامريكي والبلدان الاخرى وكانت اكثر شدة من غيرة من الذين قادو هذا البلد ولم يكن الرئيس لامب منتخباً من الشعب انما هو من نتاج المجلس الانتخابي الذي كان له الدور الاكبر في تعيينه كرئيس ويدخل البيت الابيض للدورة الثامنة والخمسين والذي في الحقيقة يقود الاشخاص في الولايات المتحدة للحكم اربعة سنوات . والذي سوف يتم تسريح اكثر من 4000 الاف موظف من الحزب الديمقراطي لصالح الحزب الجمهوري كما سيتم ترحيل مبلغ مالي  يبلغ 12 مليار من الدولارات لهذا لحزب .كما ان خطاب ترمب الاخير بعد انتخابه لم يكن خطابا معهوداً كما كان يتحدث به قبل الانتخابات وقد وجه اطمئناناً الى العالم بأنه سيختلف لما كان يسترسل به في خطابات ويكون مختلفاً .والبرلمان الاوروبي اكد على صعوبة العمل مع ترامب لانه يعارض لسياسة بلاده الخارجية عند الحزب الديمقراطي وقد يؤثر على ما تم الاتفاق عليه في الكثير من القرارات الدولية والعلاقات بين البلدان . كما ان ولا شك أن “معركة الإرهاب” ستبقى، ولكن بمعايير مختلفة نسبيا، وعلى أسس قد تتناقض مع الأسس التي وضعت في عهد أوباما وتمكنت من فرضها إلى أن أدت إلى استفحال الإرهاب وازدهاره في ظل وزارة هيلاري كلينتون للخارجية كما اعترفت به هي في مناسبات مختلفة في دعم القاعدة ونموها في افغانستان والتي تمثل داعش ضلع من اضلاعها، وانتشار نفوذ التيارات اليمينية الدينية المتطرفة. وهنا لا يمكن أن نتجاهل دولا عربية معينة كانت تدعم كلينتون من أجل استمرار العمل على الملفات الدينية والطائفية وتمكين القوى اليمينية الدينية المتطرفة من السلطة،