18 نوفمبر، 2024 1:42 ص
Search
Close this search box.

الإنهاك و الإذلال في مطار بغداد .!

الإنهاك و الإذلال في مطار بغداد .!

 لسنا بصدد التذكير او إعادة التذكير بأنْ سبقَ لوزير النقل ” باقر جبر صولاغ ” أنْ اعلن في مقابلةٍ متلفزة أنه بصدد تأسيس شركة جديدة لسيارات نقل المسافرين من والى مطار بغداد وخصوصاً أنها ستكون < بأسعار زهيدة ! > , لكنه وما أنْ تمّ تأسيس الشركة بالفعل وبسيارات حديثة , حتى فوجئت الناس بأرتفاعٍ شاهقٍ وباهظ في الأسعار! , والى درجةٍ بلغت أنّ سعر النقل من مطار بغداد الى الأحياء السكنية القريبة جدا من شارع المطار قد وصل الى 60 000 دينار بينما كان السعر السابق ” قبل تأسيس شركة ” تاكسي بغداد ” يبلغ نحو نصف السعر الحالي .! وكما ذكرنا في اعلاه , فلسنا بصدد التعرّض الى شجون هذا الأمر وخلفياته المبطّنة .! وقبل الخوض في غمارالأجراءات غير الأنسانية في مطار بغداد , فنشير الى انّه من غير اللائق بدولةٍ بمستوى العراق أن يحتوي مطارها على كافيتيريا صغيرة الحجم وكأنها ” دكّان ” ومعظم الأطعمة التي تحويها قد مضت عليها ايامٌ وايام , ويتم تقديمها بعد التسخين بجهاز المايكروويف ! لكنّ السرّ الغامض هو الأسعار الباهظة التي تصطدم بعلامتي تعجّبٍ واستفهام .!؟
  منَ الصعبِ التصوّر أنّ وزير النقل لا ينزل من مكتبه العاجي ويرى بأمّ عينيه كيف يغدو الإرهاق القسري للمسافرين ودونما مبرّرٍ ولا مُسوّغٍ على الإطلاق , ونريد هنا ” اولاً ” أن نفهم ونحاول فكّ سرّ لغز أنْ تقوم الكلاب البوليسية بتفتيش حقائب المسافرين وهي داخل احدى سيارات تاكسي بغداد ” بعد نزول المسافرين بالطبع ” , بينما في مرحلةٍ اخرى من التفتيش , وبعد أن يسير المسافرون لمسافةٍ طويلة وهم يدفعون عربات حمل الحقائب , فيتوجّب عليهم إنزال الحقائب من العربات لتأتي كلابٌ اخرى وتقوم بالشم والتفتيش مرةً ثانية , وهنا ممنوع على ايّ مسافر أن يبقي حقائبه في العربة المكشوفة ليتفضّل الكلب بشمّها ! ولنا أن نتصوّر هنا العناء والإزعاج للسادة المسافرين في حمل وانزال الحقائب مرّاتٍ تلو مرّات وسنأتي على ذكرها هنا .
وفي مرحلةٍ اخرى من مراحل التفتيش المتقدمة , وفي منتصف طريق المطار فعلى المسافر القيام بأنزال حقائبه والسير بها لمسافةٍ ما بعربةٍ او بدونها ثم برفعها وإدخالها في جهاز ” السونار ” وليستلمها وينزلها من الجهة الأخرى , ويعاود السير بها وثم رفعها الى داخل احدى مركبات تاكسي بغداد . المسيرةُ التحمّلية هذه لمْ تنته بالطبع , فعند الوصول الى المرحلة شبه النهائية ! وعند بلوغ مدخل صالة المطار , فينبغي اعادة الأمر من نقطة الصفر ! فالكلب الوفي وفي محطتين متباعدتين لم يكن موثوقاً ولعلّه موضع شبهاتٍ أمنيّة لأرتباطه او ولائه المخفي لداعش او قوى الأرهاب والصهيونية , فيقوم المسافرون ثانيةً بأنزال حقائبهم وثم رفعها وإدخالها في جهاز ” السونار ” , ولينزلوها من الجهة الأخرى ويقتادوها الى مسافةِ خُطواتٍ لتتكررّ عملية رفع وانزال الحقائب المسكينة في ” سونارٍ ” آخرٍ ايضا , ونتمنى هنا أن يفتونا اذكى خبراء الأمن والمخابرات في العراق والعالم عن ماذا يمكن أن يحدث خلال هذه المسافة القصيرة جدا بين كلا جهازي ” السونار ” داخل المطار .! هل ستأتي داعش مرتديةً طاقية الإخفاء لتضع المتفجرات داخل الحقائب المقفلة وأمام انظار رجال الأمن .!
الصعاب والمشقّة التي لايدركها السيد وزير النقل ولا ندري اذا ما يكترث او لا يكترث لها أنه طالما يصادف او يتواجد بين المسافرين نساء وفتيات ” دون ان يرافقهم شابٌ او رجل من عوائلهم ” وهؤلاء يصعب عليهن تكرار واعادة حمل الحقائب لمرّاتٍ عدّة في مراحل التفتيش , وكذلك الأمر لأيٍّ من كبار السّن بل هي عملية ارهاق وازعاج للجميع . الحَلَقَة المفقودة هنا او المُغَيّبة بقصدٍ او بدونه ففي عمليات التفتيش الأولى في طريق المطار يوجد عمّا بنغاليين او سواهم يتولّون أمر الحقائب مقابل نحو 5000 دينار اذا ما طلب ايّ مسافرٍ ذلك , لكنّ العناء الذي يواجهه المسافرون أنّ عمّالاً آخرين أمام بوابة صالة المطار يساعدون ايضا في انزال حقائب السفر إنما غير مسموحٍ لهم اكمال مهمتهم الى آخرها في مدخل صالة المطار في عمليّتي تفتيش او رفع وانزال حمولة الحقائب هذه , واذا كانوا هؤلاء العمال المساكين غير موثوقين ايضا كما الكلاب , فما الذي يستطيعون فعله ” سلباً ” في مساعدة المسافرين وخصوصاً  أمام كاميرات المراقبة وافراد الشرطة وأعيُنْ رجال الأمن .! , ثمّ وبالأضافة الى ذلك كلّه , فيصعب تفسير عدم وجود عمال الحقائب في اوقات الليل , وعلى المسافرين أن يتولّون أمرهم بأنفسهم وهم ينضحون عرقاً , وهم احوج ما يكونون الى ” دوشٍ ” في المطار بعد مسيرة العناء والإجهاد هذه .
  ما هو مرجوٌّ وبحرارة من السيد وزير النقل هو مسحة من الرأفة على الأقل بحقّ المواطنين المتجهين الى المطار, فهل يرأف الوزير بذلك .؟
  وتبقى نقطةٌ اخرى قد ينظر اليها البعض بأستخفافٍ لكنها شديدة الأهمية بالنسبة للمسافرين المدخنين , فصحيحٌ أنّ مطار بغداد يتمتّع بتخصيص المكان الأفضل للمدخنين قياساً الى المطارات العربية والأوربية , عبر تخصيص صالةٍ مكيّفة ومتّسعة , لكن مطار بغداد ينفرد عن مطارات العالم بمصادرة اية ” ولاّعة سجائر ” قد يحملوها المسافرون , فأولاً انه من اليقين أن لا يستطيع ايّ مسافرٍ ارهابيٍ مفترض بحرق طائرة بهذه ” الولاّعة ” وهو جالس بين المسافرين الآخرين , ثمّ أنّ معضلة المدخنين تتجلّى بعد انتظار قد يستغرق ساعاتٍ حسب الرحلات الجوية ومن ثمّ الأنتظار لأستلام حقائبه , وما أن يخرج من مطار الدولة المتّجه اليها فتتملّكه الحيرة في كيفية إشعالِ سجارةٍ طال انتظارها .!
وبهذا الصدد فلو كان السيد الوزير من المدخنين , فلا ريب انه سيشعر بهذه المعاناة ويقدّرها , أما اذا لم يكن من المنتمين لرابطة المدخنين العالمية , فلعلّها تغدو أمّ المآسي .!

أحدث المقالات