18 ديسمبر، 2024 11:55 م

تعني الإنفصال وعدم التواصل والتفاعل , وهي ظاهرة سلوكية تتسبب بإنهيارات متنوعة وتداعيات خسرانية فادحة تصيب المجتمعات والشعوب , وتأخذها إلى مهاوي الإنحطاط والدمار والخراب.
والمجتمعات التي تسود فيها الإنقطاعية تكون ضعيفة تابعة وخالية من طاقات الحياة الإيجابية , ومعتمدة على غيرها في حاجاتها وما يقرر مصيرها.
وسلوك الإنقطاعية قائم في الواقع العربي على مدى عقود , مما تسبب بإنهيارت متعاظمة على جميع المستويات والتفاعلات.
فالأجيال تتقاطع , وأنظمة الحكم تتقاطع , وأبناء العائلة الواحد يتقاطعون , وكل ما هو قائم يتقاطع مع بعضه البعض , واللاحق يتقاطع مع السابق , وهكذا دواليك.
وبهذه التقاطعية تحققت التداعيات العربية المتفاقمة , وتجسدت مفاهيم عديدة مولودة من رحمها , فصار لها دور فعّال في رسم خارطة الواقع المُعاش , والموبوء بالتناقظات والسلبيات والتكونات الخيباوية القاضية بالقنوط واليأس المقيت.
ومن المعروف أن إنعدام مفردات وعناصر التواصل من الأسباب المهمة في حالة الإضعاف والإنهاك البشري الذي سيؤدي إلى إنهيارات مروعة.
وتتجسد الإنقطاعية في أنظمة الحكم والنشاطات السياسية , فالمعتاد أن كل نظام يأتي ليمحق ما أنجزه النظام الذي سبقه , وما أن ينتهي هذا النظام حتى يجتث ما قام به النظام الذي ألغاه أو أسقطه.
والظاهرة واضحة في العديد من الدول العربية , كما في العراق , ودول عربية عديدة أخرى , تتحقق فيها آليات التماحق والإجتثاث المولودة من الرؤية الإنقطاعية المهيمنة على التصور والإدراك الحاصل في الواقع العربي.
ولا تزال الإنقطاعية من أهم العناصر الشرسة القاضية بتأكيد الإنهيارات المتلاحقة.
فهل من تواصل ووعي لمخاطر التقاطع الأثيم؟!!