” إن العدل و القوة يجب أن يجتمعا سويا، ليصبح كل ما هو عادل قويا و كل ما هو قوي عادلا”- بليز باسكال
عندما يكون التغيير للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي و الصحي والتربوي ، ضروريات حتمية ، ومطلب لكافة اطياف المجتمع العراقي ابتداء من المرجعية الدينية العليا وصولا الى المواطن البسيط الضعيف ، وعلى ان يكون هذا تغييرا ليس عاديا بل “نموذجيا ، علميا ،ملموسا ” يركز على دور المواطن وتعليمه و تمكينه ليكون عنصرا أساسيا من عناصر الدفاعية الوطنية . ضد الآفات الاجتماعية و السياسية ، لا بل ليصبح “صانعا و مؤثرا و مشاركا في اختيار القضايا و استراتيجيات التي تهم الوطن المواطن “، ومن اجل هذا وذلك رفعت الكتل والاحزاب السياسية شعارات تتبنى عملية التغيير وجعلتها دعايات انتخابية لحملاتها القادمة ، وراحت تتصارع عليه في الاعلام والقنوات والبرامج التلفزيونية ، بل ان الشغل الشاغل لها وهو كيفية قيادة التغير القادم ، وربما تكون القيادة والتغيير من أعظم التحديات التي تواجه الكتل والاحزاب السياسية العراقية في الوقت الحاضر وقد تحدد مصير تلك الاحزاب في المستقبل القريب ، نعم قد اتفق كل الخبراء و المراقبين و الباحثين في مجال العراقي ، انه بحاجة الى ثورة ادارية ، والى القائد الذي يحقق التغيير ، وان يكون لديه القدرة على التعامل مع التغيير بأسلوب فعال . تحت عنوان القيادة التحويلية و هي المفتاح الأساسي لنجاح عملية التغيير.
والحمد لله ان هناك تجربة “محلية عراقية وطنية” تستحق الدراسة ولاستفادة منها في قيادة وادارة التغيير المطلوب وهي تجربة سماحة السيد الحكيم في “القيادة وادارة التغيير “، والنجاحات التي تحققت في كافة المجالات. نعم هذه النجاحات جاءت نتيجة اعتماد خصائص هذا النوع من القيادة التي ترتكز على “الشجاعة والثقة والحب والتواصل والتخطيط والتنفيذ” ، وهناك مميزات قد تميز بها سماحته في قيادة المرحلة العصيبة التي مر بها المجلس الاعلى الاسلامي .
1. يمتاز سماحة السيد عمار الحكيم بالشجاعة ، اذ تعني له القدرة على الصمود في مواجهة الحالة الراهنة في سبيل تحقيق مصلحة الوطن والمواطن ، حيث تمتاز قيادته للمجلس الاعلى الاسلامي بالمخاطرة والعقلانية والصمود.
2. يؤمن سماحته بالأفراد والجماهير ، فقوته تجعله لا يفرض قرارته علي الاخرين بل يعمل على تفويض الصلاحيات للأخرين ( الحوار والمشاركة والشفافية وتبني الكفاءات المستقلة ومنحهم الفرص في ادارة الدولة، كما في انتخابات مجالس المحافظات الحالية).
3. يتميز سماحته بمستوى عالي من الادراك ويؤمن بمبادئ محددة ويتعامل مع “الدافع والعاطفة والالم والثقة والولاء” ويتعامل مع جانبهم العاطفي من خلال الاستعانة بالمكافئات والعقاب .
4. قدرته العالية في التعامل مع الغموض والتعقيد ، كما انه يتميز بقدرة على التكيف والتعامل مع المشاكل المعقدة التي تحتاج الى الترتيب والتفكير المنضبط .
5. يتميز سماحته ، بالرؤيا وقدرته على التصور والحلم، وترجمة هذه التصورات والاحلام بطريقة ما بحيث يمكن للأخرين رؤية هذه الاحلام والتصورات ومشاركتهم فيها .
6. يتميز سماحته ، بأسلوب الاتصال الفعال الجاذ ب ، حيث يكون قادرين على توليد الثقة والاحترام اذ ان اسلوبه في الاتصال والتواصل يحفز ويثير الافراد ذهنيا .
7. سماحته لديه القدرة على ايصال الرؤيا وتنفيذها : حيث يحدد سماحته الاهداف المثيرة للتحدي لأبناء وبنات التيار، ويساعد القيادات الوسطى في تنشيط تابعيهم وتركيز جهودهم على تحقيق الاهداف .
ان النجاح الذي تحقق على يد سماحة السيد عمار الحكيم، بالنهوض بأبناء التيار شهيد المحراب (قدس) من الرجال والنساء ، انما جاء من خلال الاحتكام الى افكار حضارية وقيم اسلامية أصيلة، واخلاق انسانية محترمه ، ومن اهداف التيار هي “حرية.. استقلال ..عدالة.. ” نعم قد تعامل سماحة السيد الحكيم مع نوعين من نظريات القيادة هما القيادة التبادلية والقيادة التحويلية ، فالمبدأ الرئيسي لنمط القيادة التبادلية هو تبادل المنافع بين القائد والمرؤوسين، فيما تذهب القيادة التحويلية الى قيام القائد التحويلي بحث المرؤوسين له للعمل من اجل اهداف محددة ، وان كانت كل من القيادة التحويلية والقيادة التبادلية هما نماذج سلوك غير منفصلة او متعاكسة , فالمكافئات في السلوك التبادلي تعد اساسا مهما للسلوك التحويلي فهي ذات علاقة بمنظور نفسي يرتبط بمفهوم” السلطة الكارزمية “