في البحث بين الواقع والوهم ، بين الشك واليقين ، تتمخض اكبر ازمة لانهائية للعقل كامنة في كينونته ، وفي متغايرات الوعي وعدم القبض على ماهيته ، في انتاج فكري بشري تاريخي للمفهوم والقيمة وابعاد لوقائع تعلو على الواقع .. ورموز وتصورات تحجب الواقع بدلا من الكشف عن ذاته لتصبح هذه الوقائع والتصورات واقعا قائما بذاته يحجز ما وراءه ، وفي هذا التشكيل يلتبس كل هذا الانتاج في تشابك واشتباك مزمن في صراع وتماهي و محايثة مكنونة في الاشتغال المتعالي عن الاصل لتقبع بدوران ابدي لإظهار التمثيل الاصطلاحي لتشكيل الانسان والذات معتركا محتدما بين المعنى واللامعنى ، وفي انتاج الثنائيات كمحرك في نواة الدوران في انبعاثات نسبية ومتطورة حقبة بعد حقبة وعصر تلو الاخر ليتضخم الانتاج في مخزون هائل بين التراكم النصي وقراءته وبين المفهوم ومطابقته وبين المعنى وادراكه كمرجعية بل مرجعيات لما يمكن ان يتمحور في استحضار الانسان كمفهوم للموضوع والذات كمفهوم للفرد كحجب وغشاوات متعالية تدور في ذاتها وتنتج نصوصها وتشتغل في جدلياتها وتبحث في فلسفتها وتشتغل في نظرياتها ، ليبقى السؤال الاكبر قائما .. اين نحن وفي اي بعد ، وهل يمكن ان نصوغ معنى لأصل المعنى؟ ، ام ننفي اللامعنى من ان يكون لامعنى ؟
لاشك ان الامر معقدا في بواطنه وظاهره وفي ما يتمحور من ذلك من تراكب المفهوم والصورة , الرمز والدلالة ، الصفة والكائنية ، الشك واليقين .. الوجود والعدم ،، ليبقي الباب مفتوحا امام الاحداث والوقائع ، الوعي والحاجة ، في مسار عميق الاصل والتكوين .. ومتغاير في التنظير والمطابقة .. في البعد الوجودي والماورائي في صراع (السلطة والتنظيم) .
إشكالية الاستعصاء في القبض على اصل القصد في المعنى لم يعد لها اي تأثير ناجز ومتفاعل مع ما يتشكل من الحدث وما وراء الحدث ، ليس بسبب نسبية المعنى وتعدد القراءة فحسب ، بل ان المعنى في ذاته اصبح محنة واعتلال يتوسع لينكمش وينكمش ليتوسع بلا ادراك للمصاديق .. وهذا يحيلنا الى تساؤل يجترنا الى المعرفة الادراكية بمعنى المعنى في تشكيله قبل ان تجري مطابقته في الواقع وكيف ينساق مع الانساق في هيكلية واضحة المعنى بلا تفسيرات ولا تأويلات ولا توهيمات تحيد المعنى من اصله الى معنى ينتج واقع ما فوق الواقع ، يتجلى هذا الاشكال في ما انتجه العقل من الثنائيات ، وما يمكن ان يتخفى خلفها من تضخم وتعالي في التنظير والاستغراق في التصورات الطوباوية الفوقانية لترحيل المعنى في اشكالية فهم المعنى في اصله ، ولعل المطابقة حاضرة المعنى في (الانسان والذات) .. فمن انتج الاستبقاء بإضفاء الصورة والشخصية الانسان ام الذات ؟ ماهية الاواصر المترابطة بين التشكيل المجرد والمعنى المعلق ؟ ما مرجعية عملية التفكير والتطور وما مرجعية الانسان في اشكالية السلطة والتنظيم ، هذه المحنة انتجت من التوهم والخداع والتضليل مما جعلها تفقد بوصلة الفاعلية المرتهنة بالواقع وتبعتها في ذلك وعلى قدر كبير الخديعة في الممارسة ، حتى اصبح ما تنتجه عقما وتشويها لبنى الفكر في اشتغاله على الواقع والحدث ،، وباتت تحجز القراءة والاستنباط في متاهة تدور في تعاليها الذاتي المفرط في التصورات التي انتجها المخيال البشري في مساره التاريخي ، بلا ان تأخذ اي دور فاعل في تغيير المسارات وانما تعرقل حركة التاريخ بوضعها مآلات قد استهلكت وبقيت هامشية في محنة الصراع البشري في الاكتشاف والمطابقة بين ما يمثله المعنى من اشكالية في كشف كل ما يحتجب خلف البداهات والمسلمات من مطابقة للمعرفة والسلوك والممارسة والانجاز في الفاعلية الراهنة .. ويجرنا البحث في معنى الانسان والذات بعلائقية ما ينتج من الاسماء والرموز الخاصة به وينشق عن ما انتج من رموز ودلالات كلية وشاملة ، وهذا ما نراه جليا في مدى التوسع في حجم الانشقاقات عن الاصل الى التفرع وتشكيل الاصول ثم التفرع وهكذا ، كل هذا باستثمار هائل من تشكيلات السلطة وما تحدثه لخرق جسد التنظيم وتفعيل المتناقضات والاستعارات والمستحدثات لصالحها مع بقاء راهنية المعرفة والتنظيم الاجتماعي في قبضتها وفي مديات ورؤى الاستمكان والديمومة.
وبتعدد مستويات وابعاد ونتاجات الواقع ، اصبح العثور على مستوى مطلق من الاستحالة بما يلتبس في الواقع من توهيمات وتصورات باتت قائمة لتنفيذ معاني الواقع ، ولعل تلك المعاني قد فقدت وتراجعت عن دورها وخسرت نظريتها التي اطلقتها في الهيمنة على بيئة لواقع في زمان ما ، ولذلك تقوم بضخ واقع مرجعي يرسخ الممارسات والسلوك وفق أنماط واطوار لخلق واقع يتعدى حدوده إشكالية فهم المعنى واللامعنى ، وهنا تظهر الرغبة والانا العليا والتنظير الفوقاني بصوره ورموزه بعملية الخلط بين مبدأ الواقع ومبدأ الرغبة ، في تمثيل الانسان والذات كمبنى يخفي عدم وجوده في الواقع في بنيته الاستراتيجية وموازنة القوى والرهان على الاحداث ، بل ان تعدد المعاني لتمثيل الانسان والذات اخذ يتشكل بتعالي من اتحاد يرسم ويكون رموز تقدس النص وتأله العقل المنتج لها ، من دون ان يكون لها وجود بأبعاد مؤثرة في احداث تغاير على مستوى السلطة والتنظيم ، وتدور في ارجاع وترسيخ كل المفاهيم والقيم التي انتجها التاريخ البشري بالوهم الأعلى واعتباره رمزا عن مطلق هذه المفاهيم والقيم ، من دون ان يتشكل بالنتيجة أي مطابقة مع الواقع وجوهر الصراع فيه ،، وتبقى مجرد هالات لا تعبر الا عن مستوى الانهيار والفشل في وضع قواعد فكرية تعمل على فهم وتشكيل واقع بإمكانية الشروط الممكنة وليست الحالمة الخادعة بمطلقية (الانسان والذات) واعتبارها محور دلالي بمرجعية أصولية . واجترار الثنائيات التي اكتسبت ابعادها في ما تمثله في الواقع ، الحرية والاستبداد ، الحق والباطل ، العدل والظلم ، الخير والشر ، لتبدو ان الذات هي المسؤولة الشرعية عن المطابقة بأثر مطلق وبتعاريف تفوق الاستمكان والتحقيق الفاعل المنجز بشروطه البيئية ، وبالتالي خلق واقع هلامي فوق الواقع ، فما الحرية في اصلها الا الصراع مع الاستبداد ، وما الحق في اصله الا صراع مع الباطل ، وما العدل الا صراع مع الظلم ، وما الخير الا صراع مع الشر ، وتبقى هذه الصراعات تتشكل في موضوعيتها واثرها الاجتماعي الفاعل في ترقية معيار التحقيق المطابق لما ينجز من ابتكار وخلق وابداع في عملية ديناميكية متغايرة في الارتقاء بالواقع وليس نفيه كونه لا يستوفي الشروط الحالمة المتعالية التي يبدو انها أصبحت محجوزة في تنظيرات ومدونات وفلسفات وجدليات لا تغذي الا فشل هائل في الاشتغال على ابعاد لها واقعيتها المحسوسة ، ربما ان البحث اليوم عن المعنى في (الانسان والذات) بات غشاوة و وهما كي يخفي انهيار تلك النظريات الهائمة في تأليه العقل وتقديسه ، فقيمة المعنى تكمن في واقعيتها وفاعليتها , وبما يمكن من ان ترتقي في معيار إنجازها ومن ثم ترسيخها كسلوك وممارسة ومعرفة اجتماعية في صراعها مع إشكالية السلطة في ابعادها المتغايرة .
ان عملية انتاج الحقبة والعصر التاريخي باتت متسارعة ومتشابكة ومتراكبة ، وأصبحت صناعة غاية في التشكيل والتعقيد ، وازاحت بما انتجت من تطور تقني استباقي .. الأنماط والاطوار التقليدية ، ولذا فلا بد من مغادرة الأدوات المعرفية الفلسفية والتنظيرية والثورية والأيديولوجية بدون نفيها ولكن مراكبتها في نسق الإنتاج العالمي وابتكار الفضاء الفكري الذي يعني بما استهلكه العقل وفق منظور المخزن المعرفي الهائل .. وتصنيف المفاهيم وإعادة صياغتها في خارطة التنظيم العالمي وفق اشتغالها على الواقع وبعدها الخاص بما يشكل عاملا أساسيا في عملية التطور والتحديث بما ينجز وليس بما أنجز ، وتفكيك جوهري انزياحي لما استهلك من الأدوات المعرفية التقليدية وما انتجته من التنظيرات والشعارات الوطنية والقومية والدينية لغرض إعادة البناء والتشكيل والصياغة والهيكلة كي تأخذ الدور الفاعل في الإنتاج والخلق بدلا من ان تكون بداهات قائمة على التوهم وانشقاقاته ، كي تعيد بناء التوهم بعد الاخر ، والتصور بعد الاخر، والانشغال بعد الاخر ، وترسيخ سبل الدفاع المتعددة من فقه وكلام وتنظير من اجل الإبقاء على ما تستثمره السلطة فيها ، وهذا يعني فهم عميق وادراك اعمق في الاشتغال على السلطة بتجريدها من أسلحتها الاستراتيجية التي تعيد انتاج ذات السلطة بأدوات خرقها للواقع بما يتشكل في الواقع ، وفي خلط المفهوم والقيمة في ابعاد خيالية لا تستوفي إمكانية المطابقة في الواقع بما تمثله جدلية ( المعنى واللامعنى ) .
و بالتأكيد ان المنطلقات لن تكون مفاجئة وفورية وربما متأخرة جدا ، ولكن الواقع يطرح تساؤلات فيما استهلكه العقل والفكر من طوباويات بمسميات (الانسان والذات) باتت عائق فكري ومفهومي وقيمي في بنيوية عارية امام الواقعية الراهنة ، و بافتقار مدقع لما يتشكل ويحدث في النظام ، للبقاء في احداثيات ما بعد المؤخرة .
لاشك ان الامر معقدا في بواطنه وظاهره وفي ما يتمحور من ذلك من تراكب المفهوم والصورة , الرمز والدلالة ، الصفة والكائنية ، الشك واليقين .. الوجود والعدم ،، ليبقي الباب مفتوحا امام الاحداث والوقائع ، الوعي والحاجة ، في مسار عميق الاصل والتكوين .. ومتغاير في التنظير والمطابقة .. في البعد الوجودي والماورائي في صراع (السلطة والتنظيم) .
إشكالية الاستعصاء في القبض على اصل القصد في المعنى لم يعد لها اي تأثير ناجز ومتفاعل مع ما يتشكل من الحدث وما وراء الحدث ، ليس بسبب نسبية المعنى وتعدد القراءة فحسب ، بل ان المعنى في ذاته اصبح محنة واعتلال يتوسع لينكمش وينكمش ليتوسع بلا ادراك للمصاديق .. وهذا يحيلنا الى تساؤل يجترنا الى المعرفة الادراكية بمعنى المعنى في تشكيله قبل ان تجري مطابقته في الواقع وكيف ينساق مع الانساق في هيكلية واضحة المعنى بلا تفسيرات ولا تأويلات ولا توهيمات تحيد المعنى من اصله الى معنى ينتج واقع ما فوق الواقع ، يتجلى هذا الاشكال في ما انتجه العقل من الثنائيات ، وما يمكن ان يتخفى خلفها من تضخم وتعالي في التنظير والاستغراق في التصورات الطوباوية الفوقانية لترحيل المعنى في اشكالية فهم المعنى في اصله ، ولعل المطابقة حاضرة المعنى في (الانسان والذات) .. فمن انتج الاستبقاء بإضفاء الصورة والشخصية الانسان ام الذات ؟ ماهية الاواصر المترابطة بين التشكيل المجرد والمعنى المعلق ؟ ما مرجعية عملية التفكير والتطور وما مرجعية الانسان في اشكالية السلطة والتنظيم ، هذه المحنة انتجت من التوهم والخداع والتضليل مما جعلها تفقد بوصلة الفاعلية المرتهنة بالواقع وتبعتها في ذلك وعلى قدر كبير الخديعة في الممارسة ، حتى اصبح ما تنتجه عقما وتشويها لبنى الفكر في اشتغاله على الواقع والحدث ،، وباتت تحجز القراءة والاستنباط في متاهة تدور في تعاليها الذاتي المفرط في التصورات التي انتجها المخيال البشري في مساره التاريخي ، بلا ان تأخذ اي دور فاعل في تغيير المسارات وانما تعرقل حركة التاريخ بوضعها مآلات قد استهلكت وبقيت هامشية في محنة الصراع البشري في الاكتشاف والمطابقة بين ما يمثله المعنى من اشكالية في كشف كل ما يحتجب خلف البداهات والمسلمات من مطابقة للمعرفة والسلوك والممارسة والانجاز في الفاعلية الراهنة .. ويجرنا البحث في معنى الانسان والذات بعلائقية ما ينتج من الاسماء والرموز الخاصة به وينشق عن ما انتج من رموز ودلالات كلية وشاملة ، وهذا ما نراه جليا في مدى التوسع في حجم الانشقاقات عن الاصل الى التفرع وتشكيل الاصول ثم التفرع وهكذا ، كل هذا باستثمار هائل من تشكيلات السلطة وما تحدثه لخرق جسد التنظيم وتفعيل المتناقضات والاستعارات والمستحدثات لصالحها مع بقاء راهنية المعرفة والتنظيم الاجتماعي في قبضتها وفي مديات ورؤى الاستمكان والديمومة.
وبتعدد مستويات وابعاد ونتاجات الواقع ، اصبح العثور على مستوى مطلق من الاستحالة بما يلتبس في الواقع من توهيمات وتصورات باتت قائمة لتنفيذ معاني الواقع ، ولعل تلك المعاني قد فقدت وتراجعت عن دورها وخسرت نظريتها التي اطلقتها في الهيمنة على بيئة لواقع في زمان ما ، ولذلك تقوم بضخ واقع مرجعي يرسخ الممارسات والسلوك وفق أنماط واطوار لخلق واقع يتعدى حدوده إشكالية فهم المعنى واللامعنى ، وهنا تظهر الرغبة والانا العليا والتنظير الفوقاني بصوره ورموزه بعملية الخلط بين مبدأ الواقع ومبدأ الرغبة ، في تمثيل الانسان والذات كمبنى يخفي عدم وجوده في الواقع في بنيته الاستراتيجية وموازنة القوى والرهان على الاحداث ، بل ان تعدد المعاني لتمثيل الانسان والذات اخذ يتشكل بتعالي من اتحاد يرسم ويكون رموز تقدس النص وتأله العقل المنتج لها ، من دون ان يكون لها وجود بأبعاد مؤثرة في احداث تغاير على مستوى السلطة والتنظيم ، وتدور في ارجاع وترسيخ كل المفاهيم والقيم التي انتجها التاريخ البشري بالوهم الأعلى واعتباره رمزا عن مطلق هذه المفاهيم والقيم ، من دون ان يتشكل بالنتيجة أي مطابقة مع الواقع وجوهر الصراع فيه ،، وتبقى مجرد هالات لا تعبر الا عن مستوى الانهيار والفشل في وضع قواعد فكرية تعمل على فهم وتشكيل واقع بإمكانية الشروط الممكنة وليست الحالمة الخادعة بمطلقية (الانسان والذات) واعتبارها محور دلالي بمرجعية أصولية . واجترار الثنائيات التي اكتسبت ابعادها في ما تمثله في الواقع ، الحرية والاستبداد ، الحق والباطل ، العدل والظلم ، الخير والشر ، لتبدو ان الذات هي المسؤولة الشرعية عن المطابقة بأثر مطلق وبتعاريف تفوق الاستمكان والتحقيق الفاعل المنجز بشروطه البيئية ، وبالتالي خلق واقع هلامي فوق الواقع ، فما الحرية في اصلها الا الصراع مع الاستبداد ، وما الحق في اصله الا صراع مع الباطل ، وما العدل الا صراع مع الظلم ، وما الخير الا صراع مع الشر ، وتبقى هذه الصراعات تتشكل في موضوعيتها واثرها الاجتماعي الفاعل في ترقية معيار التحقيق المطابق لما ينجز من ابتكار وخلق وابداع في عملية ديناميكية متغايرة في الارتقاء بالواقع وليس نفيه كونه لا يستوفي الشروط الحالمة المتعالية التي يبدو انها أصبحت محجوزة في تنظيرات ومدونات وفلسفات وجدليات لا تغذي الا فشل هائل في الاشتغال على ابعاد لها واقعيتها المحسوسة ، ربما ان البحث اليوم عن المعنى في (الانسان والذات) بات غشاوة و وهما كي يخفي انهيار تلك النظريات الهائمة في تأليه العقل وتقديسه ، فقيمة المعنى تكمن في واقعيتها وفاعليتها , وبما يمكن من ان ترتقي في معيار إنجازها ومن ثم ترسيخها كسلوك وممارسة ومعرفة اجتماعية في صراعها مع إشكالية السلطة في ابعادها المتغايرة .
ان عملية انتاج الحقبة والعصر التاريخي باتت متسارعة ومتشابكة ومتراكبة ، وأصبحت صناعة غاية في التشكيل والتعقيد ، وازاحت بما انتجت من تطور تقني استباقي .. الأنماط والاطوار التقليدية ، ولذا فلا بد من مغادرة الأدوات المعرفية الفلسفية والتنظيرية والثورية والأيديولوجية بدون نفيها ولكن مراكبتها في نسق الإنتاج العالمي وابتكار الفضاء الفكري الذي يعني بما استهلكه العقل وفق منظور المخزن المعرفي الهائل .. وتصنيف المفاهيم وإعادة صياغتها في خارطة التنظيم العالمي وفق اشتغالها على الواقع وبعدها الخاص بما يشكل عاملا أساسيا في عملية التطور والتحديث بما ينجز وليس بما أنجز ، وتفكيك جوهري انزياحي لما استهلك من الأدوات المعرفية التقليدية وما انتجته من التنظيرات والشعارات الوطنية والقومية والدينية لغرض إعادة البناء والتشكيل والصياغة والهيكلة كي تأخذ الدور الفاعل في الإنتاج والخلق بدلا من ان تكون بداهات قائمة على التوهم وانشقاقاته ، كي تعيد بناء التوهم بعد الاخر ، والتصور بعد الاخر، والانشغال بعد الاخر ، وترسيخ سبل الدفاع المتعددة من فقه وكلام وتنظير من اجل الإبقاء على ما تستثمره السلطة فيها ، وهذا يعني فهم عميق وادراك اعمق في الاشتغال على السلطة بتجريدها من أسلحتها الاستراتيجية التي تعيد انتاج ذات السلطة بأدوات خرقها للواقع بما يتشكل في الواقع ، وفي خلط المفهوم والقيمة في ابعاد خيالية لا تستوفي إمكانية المطابقة في الواقع بما تمثله جدلية ( المعنى واللامعنى ) .
و بالتأكيد ان المنطلقات لن تكون مفاجئة وفورية وربما متأخرة جدا ، ولكن الواقع يطرح تساؤلات فيما استهلكه العقل والفكر من طوباويات بمسميات (الانسان والذات) باتت عائق فكري ومفهومي وقيمي في بنيوية عارية امام الواقعية الراهنة ، و بافتقار مدقع لما يتشكل ويحدث في النظام ، للبقاء في احداثيات ما بعد المؤخرة .