22 ديسمبر، 2024 10:06 م

الإنسان بين الخوف والانفعال… يسير في طرق متعرجة

الإنسان بين الخوف والانفعال… يسير في طرق متعرجة

الخوف : شيء يلم بالإنسان حين يبدأ كفاحه في الحياة أو يحاول شق طريقه فيها , فمنهم من يتوقف في منتصف الطريق ومنهم من يفشل في نقطة البداية ,إلا أقلية تظل تعمل وتعمل حتى تظفر بالنصر أو تسقط في ساحة العمل عندما يأخذ الله أمانته , وحينما قال السيد المسيح -ع- ) أدخلوا من الباب الضيق ) فأنه يعني أن الباب الرحب هو باب التساهل والتهاون والتسامح مع الذات في حين إن الباب الضيق هو باب التشدد والصرامة ومحاسبة النفس .
والإنسان كالسيارة تماما من حيث قدرته على الاحتفاظ بقوته ومظهره وكيانه ,مثلا مصنع تويوتا يصنع السيارة ويقدر لها إن تعيش عدد معين من السنيين إذا ما استعملت استعمالاً عادياً معتدلاً , كذلك سائر العجلات إذا ما أساء صاحبها استعمالها بأن دأب على سرعة 100كم في الساعة بدلاً من 40كم أو اعتاد قيادتها في طرق حجرية وعرة غير معبدة فأنها تعطب ولا تعود صالحة للسير أو تهبط سرعتها تدريجيا ويقصر عمرها إلى ثلاث سنوات أو أكثر .
كذلك أنت مقدر لك إن تعيش عدد أكثر من السنين فيما إذا لم تسيء استعمال عقلك ولم تسر بسرعة فوق المعقول .. فوق طرق من طرقات الحياة الحجرية غير المعبدة , فكلما نشطت وفكرت وثابرت على عمل تحبه وتحسنه وتولع بهي في حدود المعقول تضاعفت حيويتك واستطعت إن تكون شابا في شرخ الصبا إلى سن متأخرة من العمر .
وقد يختلف معي الكثيرون بان حياتنا ألان أصبحت ناعمة أكثر مما ينبغي إذا ما قارناها بحياة أجدانا والدليل على ذلك إن الإعمال المكتبية منتشرة جدا في أيامنا هذه , حتى إذا كان عملك لا يتطلب منك الجلوس فانك تجلس عندما تشاهد التلفزيون وتجلس عندما تقرأ صحيفة وتجلس عندما تكتب أو تركب السيارة .. هذا الجلوس هو احد أسباب النعومة في حياتنا العصرية التي أدت إلى انخفاض مستوى اللياقة البدنية والنفسية عندنا.
مع ذلك انه لا بد وان يغير الإنسان من نفسه فيتكيف حسب الأوضاع التي تحيط به ولا يجعل من صغائر الأمور ما يزيد من صراعاته ويؤثر في أعصابه ويسال نفسه دائما ما فائدة تعقيد الأمور هل تحل المشاكل ؟ هل تزيل الصعاب ؟ وما هو السبيل للخلاص مما يعكر الصفو ويؤثر على النفس ؟ وليعرف الإنسان دائما وبقوة إيمانه انه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .
والانفعال : كما يقول علماء النفس : عبارة عن اضطراب حاد يشمل الجسم كله ويؤثر في سلوكه وينشأ عادة من مصدر نفسي , ويصاحب الانفعال الكثير من التغيرات الجسمية والعضوية فتحدث تغيرات واضحة في الدورة الدموية وفي نشاط المعدة والأمعاء , كما تتأثر الغدد والعضلات .
للانفعال فوائد متعددة حيوية وهامة منها : انه يساعد الإنسان على مقاومة المواقف الخطرة او على الهروب منها على اقل تقدير , ولكن الإسراف في الانفعال وخاصة في المواقف التي لا تتطلب الانفعال أمر ضار بالصحة .
حياتنا اليوم لا تسير على وتيرة واحدة أو على نمط واحد .. أنها مليئة بالخبرات والتجارب المختلفة هذه الخبرات والتجارب تبعث فينا مجموعة مختلفة من الانفعالات والعواطف ونشعر بالفرح بعض الأوقات والحزن والكآبة في وقت أخر , وقد تنتابنا الغيرة الشديدة أحيانا .
وهكذا حياتنا في تقلب مستمر , وبما إن الانفعال يولد طاقة زائدة في الجسم فمن الممكن استغلالها في القيام ببعض الإعمال المفيدة للتخلص منها مثل القراءة والسفر خارج جو العمل والبيت أو غسل الملابس أو ترتيب البيت أو التواصل مع الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك …. الخ .
لنعلم إننا لسنا آلات صماء أو حيوانات عجما , وإنما الإنسان مخلوق ادمي له وجدان وشعور وحياة وعقلية أو سمها أذا شئت نفسية آو روحية , وهي قوة مستترة غير منظورة وينبغي أن نحافظ عليها .
وأخيرا ليس المهم أن نستعيد شبابنا بل المهم والأجدى أن نحتفظ به فتطول مرحلته .. ولكي يطول عمرك فكر في هواية تشغلك وتقلب وقتك المتبقي بعد العمل الرسمي والشخصي بهجة وسرورا ونشاطا , حتى وإن كانت هوايتك التظاهر في ساحة التحرير وسط بغداد من أجل التغيير الشامل, وبناء الوطن , واستعادة الحياة العراقية الأصيلة ممن سلبها الروح والجسد .