18 ديسمبر، 2024 8:59 م

هناك ظاهرة منتشرة في وسائل التواصل الإجتماعي , وربما تعكس ما هو قائم في الوعي الجمعي , مفادها أن أي إنجاز علمي كبير , يأتيك مَن يستحضر آية من القرآن الكريم ويؤولها على هواه , وينشرها لإقناع الناس بأن ما يُنجز يؤكد على إعجاز القرآن!!
فهل أن القرآن بحاجة لهذه الإدّعاءات؟!!
والبعض يرى أن كل شيئ في القرآن , وكأنه كتاب علمي متخصص بالعلوم والمعارف الدنيوية!!
هذه الطروحات تثير الإستغراب , وكأنها تشير إلى ترميم الشعور بالدونية والعجز الغير مبرر , بما يزيده إندحارا بذاته وموضوعه.
الأمة لا تحتاج إلى هذه التفاعلات المعادية لوجودها , ففيها من القدرات ما يؤهلها للوصول إلى ما تريده من التطلعات والأهداف.
وعلى أبنائها أن يعرفوا أمتهم , ويؤمنوا بقدراتهم , ويستثمروا طاقاتهم بما ينجز جديدا وأصيلا , فالأمة ليست عاجزة وغير قادرة على المواكبة , إنها تنطلق عندما يريد أبناؤها الإنطلاق.
أما الإنكسار وفقا لآليات الحروب النفسية المسلطة عليها , والتي تحاول ترسيخ الهزائم النفسية , وشل أجيالها ومنعهم من القيام بدورهم الحضاري , فهذا هو البلاء المستطير.
فعلينا أن لا نتحدث عن الإعجازات المتوهمة أو المؤوّلة , ونبدأ مسيرة الإنجازات اللازمة لبناء الحاضر الأقوى والمستقبل الأزهر.
فالحياة ليست في الدين , وإنما الدين في الحياة!!
إن الذين يتوهمون أن الحياة في الدين يعتدون على الدين والحياة معا , فالدين جزء من الحياة , وليس العكس , هكذا تخبرنا مسيرة البشرية فوق التراب , ومنذ الأزل .
فهل من إنجاز يا أمة الإنجاز؟!!