الإنتخاب يؤدي للإحتراب في مجتمعاتنا , فعقب الإنتخابات نعيش مرحلة من التداعيات والتفاعلات السلبية الخاسرة دوما , تتصف بتعويق عمل الذين جاءت بهم الإنتخابات.
ويُطرح اليوم سؤال مفاده: ما هو البديل عن الإنتخابات؟
يبدو أن مجتمعاتنا لا تزال بعيدة عن الفهم النافع للديمقراطية , فهي لا تعرفها , وما عهدتها على مر ّ العصور , فليس عيبا أو مثلبةً أنها في مأزق العجز عن إدراك عناصرها وبناء نظامها , ولكن العيب في أن تتصارع وتضعف بسببها , حتى صار الإنتخاب يعني إحترابا!!
ولكي نتجاوز سلوك الإنتخاب السلبي علينا أن نفكر بالإنجذاب وآلياته ومفرداته , لكي نصل إلى وعي المعاني والمعايير السلوكية للإنتخاب.
فعلينا أن نبحث في مفردات المصالح المشتركة والقيم الجامعة الراسخة , والثوابت المصيرية التي لا يمكننا تجاوزها أو التهاون بها , فلا بد من خطوط حمراء يقف عندها جميع أبناء المجتمع , ويرضخون لإرادتها , كما يحصل في المجتمعات المتقدمة علينا بسلوكها السياسي.
ومن المسلمات التي يجتمع حولها كل إنسان في وطنه , هو الوطن بحدوده وسيادته وقوته وثرواته وإنسانه وقيمه وتأريخه ومعالمه الحضارية , الوطن قيمة أعلى من أية قيمة وحالة وصيرورة داخله , لأنه الوعاء الذي يحتضنها , وإذا تكسّر الوعاء الوطني فكل شيئ يفقد قيمته ودوره وأهميته , ويتحول إلى هباء.
فالوطن أولا وبعده تأتي الحالات الأخرى في جدول الأولويات السلوكية السياسية والديمقراطية وغيرها.
فلا معنى للسياسة بغياب الوطن.
ولا أهمية لأي شيئ يعلو على الوطن.
فالموجودات تستمد قوتها وهويتها وشخصيتها من الوطن.
الوطن حاضنة التنوعات الفكرية والعقائدية والدينية والمعرقية , ولا يمكن لوطن أن يقبل إلا بتفاعل تنوعي خلاق يتحقق في ربوعه وبين أبناءه أجمعين.
فالتنوع قوة وطاقة متنامية ذات قيمة حضارية أصيلة.
فلنتجاذب حتى نتواصل ونكون أقوى وأرقى!!