20 أبريل، 2024 11:54 م
Search
Close this search box.

الإنتخاب والإحتراب!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في الزمن الشمولي الفردي كانوا يقولون , أن الشعب غير مؤهل للديمقراطية , وما تساءلوا لماذا لا نؤهله , وهل يحتاج الشعب لأكثر من عقد لكي يكون مؤهلا لما هو مطلوب منه؟
وتناول البعض موضوعات ذات صلة بقدرة أنظمة الحكم على إحداث التغيير المطلوب , وإستحضروا أمثلة من مجتمعات أخرى , وقالوا أن الأنظمة الحاكمة ربما لا تريد مصلحة الشعب ولا تعمل من أجلها , وهدفها التمسك بالسلطة لأطول فترة , مع أنها تدري وتتيقن سوف لن تدوم فيها , فلكلٍ منها أجله المحتوم والمرسوم.
وهنا ينهض السؤال الذي لا جواب عليه , وهو لماذا لا يَقدِمْ قادة الأنظمة والحكومات على إنجازات وطنية بطولية , حتى ولو كلفتهم حياتهم ليكونوا مثلا إنسانيا غيورا مؤثرا في مسيرة الأجيال؟
لماذا لا يصنعون من أنفسهم قدوات إيجابية بدلا من القدوات السلبية؟
وتجدنا اليوم نتحرك بذات الدائرة ولا جديد في الأمر , فيدور ناعور المآسي والويلات والتصارعات الفاعلة , لتحويل كل جيل إلى ركام وحطام.
وفي زمن يرفع رايات الديمقراطية , تحقق تحوير ذات الآليات التعسفية لتكون فاعلة بين المواطنين , وفقا لمنطلقات عدوانية , أنانية , غابية , تهدف لزيادة تمزيق اللحمة الوطنية , وإثارة العداوات والتفاعلات الإلهائية الإستنزافية , لتأمين بيئة الفساد الآمن , والنهب والسلب المتعاون.
فكل كرسي يغني على ليلاه , وكل حزب بما لديهم فرحون , ولكي تقضي على مجتمع ما , كاثر أحزابه , فكلما زاد عددها تعاظم خرابه وتأكد ضياعه , ذلك أن زيادة الأحزاب تعني إذكاء فتيل الإحتراب , وتمزيق المجتمع , وتحويله إلى خنادق يعشعش فيها تجار العقائد والتوجهات الضامنة لمصالح الطامعين بالبلاد.
فكثرة الأحزاب , تعني أنها ستميل إلى قوى خارجية لمساندتها , وتقوية مقامها بين الأحزاب الأخرى.
ووفقا للمعطيات المتراكمة المتخاصمة , فالإنتخابات تعني الإحتراب , فهي أشبه بالحرب ذات المعارك المتعددة والفصول المتنوعة , وربما لن يفوز فيها الشعب , بل سيكتسب القابضون على مصيره شرعية الإمعان بإذلاله , وحرمانه من أبسط الحاجات التي تقرها لوائح حقوق الإنسان , ومن هنا فالإستبشار بالإنتخابات غير واضح.
فهل ستلد الخطير وستدوس على رأس المصير؟!!
وأملنا أن تجري الأمور بغير ما يرى هذا المقال!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب