18 ديسمبر، 2024 5:50 م

الإنتخابات بين الحقيقة والخداع

الإنتخابات بين الحقيقة والخداع

ترتكز مفاهيم الديمقراطية في الإختيار الكيفي للناخب، وهذا حق كفله الدستور يحميه القانون، وبسبب للإخفاقات المتكررة لبناء دولة قوية، خالية من المشاكل بتأثير للتدخل الأمريكي وجعل العراق ساحة تصفيات، بين دول لا تريد للعراق خيراً .. لم تحقق الحكومات السابقة، ما يصبوا اليه المواطن العراقي، في جعل العراق محورا مؤثرا في الشرق الأوسط ,كما كان في السابق من العقود الماضية، وكما يستحقه.. مما جعل كل من هب ودب، يتدخل بشؤونه لتتحول الأراضي العراقية لأنهار دماء لم تتوقف ليومنا هذا .

بالأمس القريب قضينا على أكبر تنظيم إرهابي بالعالم، بنته ورعته دولة الإرهاب الأولى بالعالم أمريكا.. وهذا مثبت وليس من متبنيات الأفكار، بل من فم مرشحة الرئاسة الأمريكية “كلنتون”، التي طرحتها أثناء مناظراتها في السباق الإنتخابي نحو رئاسة البيت الأبيض، متهمة الرئيس السابق “اوباما” الذي لم ينفي ذلك او ينكره! .. من خلال عدم الرد أو الدفاع عن نفسه، وأصبح ذلك من الثوابت، ناهيك عن الأخطاء التي وقعت بها القوات المرابطة في المنطقة، في كيفية إستدامة وجود هؤلاء الإرهابيين، من خلال الدعم الذي لا ينكر .

الإنتخابات التي جرت تختلف عن سابقاتها، مع التزوير الذي حصل وبحسب إتهام المرشحين للمفوضية بالدليل والأوراق، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، من خلال التهديدات التي تعالت، كما لا ننسى أن كل الإنتخابات التي جرت سابقاً لم تخلوا من تلاعب، ولكن ليس بهذا المستوى، حيث تم إستخدام وحسب التصريحات طريقة (إسقاط الناجح) وهذه الطريقة جديدة وماكرة! ترافقها أصوات ليس لها وجود، كونها أكثر من العدد المقرر للمركز الإنتخابي، وهنا تساؤل، إذا كانت الأوراق متطابقة فمن أين أتت هذه الأصوات ؟ .

ما سبق الانتخابات له تأثير واضح، وبالخصوص المؤتمر الذي أُقيم في أربيل! تحت عنوان هزيل للتغطية، ويحوي داخله كثير من الأسئلة والإستغراب؟ سيما أن هنالك وفد إسرائيلي يرعى المؤتمر كما نقلت وكالات الأنباء.. مع إنكار سلطات الإقليم علمهم بالمؤتمر، وهذا يأخذنا الى تورط سلطات الإقليم أكثر بذلك، والتداعيات التي تلت ذلك، ثم تصريح الحردان من خلال إتهام الحلبوسي برعاية ذلك المؤتمر، مع إنكار الأخير لذلك !

بعد رفض النتائج المعلنة من المفوضية، وعدم القبول بها من قبل أغلب المرشحين المستقلين والأحزاب، إضافة للكتل الكبيرة، مما أحدث ضجة كبيرة، ورافق ذلك تصريحات مقتدى محمد حول تشكيل الحكومة، وكيفية إدارة البلد، حين ذكر في خطابه تهديده لفصائل المقاومة والتصريحات النارية التي أجَّجَتْ الشارع.. قابلَ ذلك الإستنكار من قبل الفصائل المقاومة، وكاد الأمر أن يلتهب ويحرق الشارع فينتج تصادم مسلح، لتعود وتصرح المفوضية أن هنالك صناديق لم يتم إحتسابها, وستقوم بعدّها وفرزها لتعديل النتائج! وبعد أن أحس مقتدى بفداحة المشكلة، قام بتنزيل تغريدة يرجوا ضبط النفس وإستعمال لغة الدبلوماسية؟!

تصميم بلاسخارت على عدم الموافقة على العد والفرز اليدوي, والإكتفاء بالإلكتروني يثبت التورط بالتزوير، الذي طال كل الأصوات المنادية بخروج المحتل، ومعارضة حل الحشد الشعبي الذي حرر العراق من الإرهاب التكفيري، الذي عبث بالأرض والعرض، ونشر الإرهاب بكل أنواعه، مما أضطر المرجعية حينها لدعوة المجاهدين الدفاع عن العراق، وبعد إقرار قانون الحشد أصبح إرتباطه بالقائد العام، ويأتمر بأوامرهِ مما قطع دابر الإستهداف، ولكن وحسب الأخبار المسربة هنالك نوايا بحله بعد الإنتخابات .

من الواضح أن المخططين لا يعرفون العراقيين جيداً.. فهم رغم سكوتهم وصبرهم الطويل, لكنهم عندما يجد الجد, يد واحدة لا تقبل بالظلم ولا الضيم.. وسيزيلون الظالم والفاسد والمتعاون مع المحتل, كما يكنسون الغبار, وعندها لن تنفع خدعهم الإنتخابية ولا غيرها.