تكثفت النشاطات الدعائية للأطراف الرئيسة في صراع الانتخابات الرئاسية الايرانية المزيفة بشكل لافت. الثعلب المحتال حسن روحاني يتكلم كل يوم وفي بعض الأيام مرتين في يوم واحد! في المقابل الجلاد«رئيسي» كذلك يدلي بحديث في كل يوم ويجري مقابلات ويصدر رسالة مفتوحة. كما ان خامنئي الذي لزمت الصمت لمدة، أطل برأسه يوم 19 ابريل وأدلى بكلمات ترتبط بمسرحية الانتخابات.
ويضع خامنئي و«رئيسي» وعناصر آخرون من هذا الجناح الأصبع على الوضع الاقتصادي المتدهور والوضع المعيشي للمواطنين ويقولون بتعابير مختلفة أنه يجب أن تأتي حكومة يصفونها بالثورية لكي تعالج هذه المعضلات ومن الواضح أنهم يقصدون مرشحيهم.
كما وفي المقابل يتشدق روحاني في أقواله «هناك البعض يريدون اختزال الحياة في الاقتصاد بينما يجب أن تكون هناك برامج للثقافة والحرية ويجب تطرح حاجات المجتمع».
في كلمات ودعايات الطرفين هناك جانب صحيح على الظاهر وكذلك جانب كاذب وتضليل:
1- الوجه الصحيح في دعايات جناح خامنئي هو الاعتراف بالافلاس الاقتصادي والظروف المعيشية المأساوية للمواطنين والطبقات الفقيرة.
2- كما في دعايات جناح روحاني الوجه الصائب هو الاعتراف بالضغوط الاجتماعية وقمعهم بذرائع مختلفة من جانب النظام. الاعترافات التي قلما تطرح عادة في ظروف اعتيادية وهذا هو الجانب الذي يربح الشعب الإيراني في هذا الصراع ويتبين الى حد ما كيف تعامل هؤلاء النهابون والمجرمون الحاكمون مع أبناء شعبنا طيلة هذه السنوات؟
3- ولكن الوجه الكاذب والمبطن بالدجل في دعاوي الجناحين هوما يدعون بأنهم قادرون على تحسين الوضع اذا ما فازوا في الانتخابات!
4- خامنئي زمرته يذرفون دموع التماسيح على الوضع المعيشي الحرج الذي يمر بالمواطنين كأنّهم ليسوا من كانوا يحكمون البلاد وهم جاءوا من خارج النظام و حتى من سيارة اخرى وليس لديهم أي دور في خلق الوضع المأساوي للبلاد. وكأنّ هذا الوضع الاقتصادي البائس كله حصيلة عمل 4 سنوات من حكومة روحاني وكان الوضع قبله على ما يرام! بينما لم ولن يعملوا لا في النظر ولا في العمل سوى النهب والاختلاس وفي أوسع حالته المنفلتة وممارسة القمع والإعدام بأبشع حالة وقسوة.
5- واما روحاني المحتال وشلته وعلى النمط ذاته، يتكلمون كأنّهم جاءوا من خارج النظام! وكأنّ روحاني لم يكن حسب قوله الرجل الأمني الرئيسي في هذا النظام و كان على طول عمر النظام يعمل في أعلى المناصب صاحبة القرار في جميع جرائم وغدر النظام ولعب الدور الأول فيها من الإعدامات والمجازر حيث كان يقول علنا يجب تنفيذ الإعدامات في الأماكن العامة! كما وفي ولايته قد أيّد الإعدامات تحت عنوان تنفيذ حكم القانون أو آحكام الهية… وفي قمع النساء هو كان أول من فرض الحجاب في عام 1979 اي بداية الثورة الإيرانية وأول من أصدر حسب ما أكده في مذكراته تعميما وأمر منع دخول النساء الموظفات السافرات الى الوزارات والدوائر وفصل العديد منهن بذنب سوء الحجاب… والآن ينأى بنفسه ويترفع ويقول «لا يجوز وضع قيود ومحدودية بحكم قضائي واصدار أوامر!»
6- ولكن الكذبة والتضليل الأكبر ليس هذه الدعاوي المكشوفة. بل الباطل والكذب الكبير الذي هو القاسم المشترك للجناحين وكل زمر النظام وحاشيته هو كأنّ الحل يخرج من داخل النظام! وكأنّ هذا الجناح هو أقل سوءا من الجناح الآخر! وكأنّ الشعب الإيراني مضطر الى اختيار هذه الزمرة أو تلك وعلى كل حال فهو مخير بين السيء والأسوأ! اذن تعالوا لنختار السيء حتى لا يسلط الأسوأ!
7- ولكن الشعب الإيراني قد جرّب هذا النظام بكل أشكاله وزمره ويعلم جيدا لا فرق بين ما يسمى بالاصلاحيين وما يسمى بالاصوليين. ويصف الشعب هؤلاء بالمفسدين ويقول «الكلب الآصفر كالكلب الأحمر». ولافرق بين العمامة السوداء والعمامة البيضاء.
8- ان الصراع بين زمر النظام المافياوية ليس بشأن الحلول الاقتصادية أو الخيارات الاجتماعية والثقافية. وانما يدور حول حصتهم من السلطة والنهب وأن الاقتصاد والثقافة ليست الا مجرد ذريعة! الحقيقة التي لابد أن لا نتعب من تكرارها هي أن المسألة الجوهرية في إيران هي الديكتاتورية الحاكمة. التناقض الرئيس للمجتمع الإيراني هو التناقض بين حق الشعب للسلطة وبين دكتاتورية ولاية الفقيه. ان تقديم أي حل لمعضلات إيران الاجتماعية والاقتصادية يمكن تصوره بعد معالجة هذا التناقض. ولذلك ورد في الدعوة التي أطلقها جيش التحرير الوطني الإيراني لمقاطعة الانتخابات، وصف حكم الملالي الغير مشروع بأنه أم الفساد للفقر والغلاء والبطالة والقمع. وجاء في الدعوة «الحرية والانتخابات الحرة على أساس حق الشعب في الحكم ولا ولاية الفقيه هو علاج ولاية الفقيه وهذا ما لايرضخه النظام له أبدا».
9- لذلك طالما الاستبداد المطلق لولاية الفقيه على الحكم، يتجه الوضع في كل المجالات نحو الأسوأ ويبقى الحل الوحيد في نفي هذا النظام وتحقيق الحرية والديمقراطية. فلذك الشعب الإيراني يصرخ لا لكل حكم الولي الفقيه مع رئيس عمامة سوداء او عمامة بيضاء .