23 ديسمبر، 2024 6:40 ص

العقل إنتصر على العقل , والعقل يقتل المعقول , والعقل داء ودواء , وعلة ومعلول , ومَن نظر للعقل وإتخذه سبيلا بلا ضوابط قيمية وأخلاقية وتقاليد ذات معايير إنسانية , فأنه يضغط على قادح الشرور.
فالعقل أوجدَ ما يدمرنا فكريا ونفسيا وماديا.
الذين أوّلوا قتلوا الدين بالدين.
والذين إستعمروا أدخلوا البشرية في حروب لا طائل من ورائها.
والذين إبتكروا وفروا الأدوات اللازمة للقتل والدمار الفظيع.
فالطائرة تنقلنا وتقتلنا.
والسيارة كذلك.
الصاروخ يخترق غلاف الأرض ويمحقنا.
فكل ما أوجدناه فيه ما يضرنا , ولا توجد منفعة مطلقة ولا ضرر مطلق , فالأشياء تتوالد من بعضها , والشرور الكامنة في البشر تتخلق رغما عنه وتتواصل في تناميها.
الكراسي التي صنعناها , أجلسنا عليها وبإرادتنا مَن يعمل على القضاء علينا , وتأمين مكانه في أروقة التأريخ , فلا يعنيه غير ذاته وإسمه , وكأنه يعادي القوة التي أوجدته.
وهكذا فما يأتي به العقل يحمل طاقة الإنقضاض على ذاته وتأمين أسباب الإنتفاء بوسيلة ما.
فهل أن العقل يحمل بذور ومؤهلات الإنتحار؟
تساؤل ستجيب عليه أهوال القرن الحادي والعشرين , الذي داس الخيال بسنابك الحقائق المادية , المتوثبة نحو صيروات لا تستطيع التكهن بها لأن خيالنا أعجز من تصورها.
وهذا هو العالم الإفتراضي الواقعي الذي ستعيش فيه أجيال قرن إنتصر على جميع القرون!!
فما معنى يعقلون؟!