عصر الإمبراطوريات إنتهى , وتصوراتها الفاعلة في بعض أنظمة الحكم , والمستندة على أوهام غيبية ستزري بأهلها , وستقضي على وجود أدعيائها المروجين لها.
فلا وجود إمبراطوري في القرن الحادي والعشرين , قرن الثورات المعلوماتية والتفاعل الإنساني التواصلي الحر.
الإمبراطوريات تشيّدها عقائد ويحكمها فرد متجبر , وتمارس أبشع صنوف الظلم والقهر لتأكيد وجودها وسطوتها وقوتها التي بها تدين وعليها تعتمد.
وهي ذات نهج توسعي تدميري , وتجيد السطوة والإستحواذ على مقدرات الآخرين ومصادرة حقوقهم.
وعدوانية الطباع والمواصفات , وتستند على قطيع مغرر بهم مبرمَجين بالأضاليل , لتنفيذ أجنداتها المشحونة بالعواطف والإنفعالات السلبية القاضية بمحق الآخر.
فهل ستنجح النوايا والمشاريع الإمبراطورية المعاصرة ؟
في المنطقة مسار إمبراطوري إقليمي يمكن الجزم بأنه سيؤول إلى مصير مشؤوم , وما يبقيه مساندة القوى العالمية لأنه يحقق مصالحها , لكن هذا الإتجاه سيفرض عليها تغيير رؤيتها لأنه سيضر بمصالحها على المدى البعيد , وسيتسبب بمشاكل باهضة التكاليف.
فالمشروع الإقليمي تعززه القوى ذات المصالح المشتركة , ووجدت فيه ما يؤمّنها على المدى القريب , لكنها لن تديمه وستوفر الأسباب الكفيلة بالقضاء عليه.
ولهذا فبرغم التعزيزات العسكرية والمجاميع المسلحة المنفذة للمشروع , فأنها ستنهار بغتة وفي ليلة وضحاها , وستعود الأمور إلى نصابها , وتستقيم سكة الحياة وتتواءم مع إيقاع عصرها.
فلا تيأسوا , لأن التأريخ واضح صريح!!