18 ديسمبر، 2024 1:40 م

الإمام الخميني … شخصية ثورية قل نظيرها

الإمام الخميني … شخصية ثورية قل نظيرها

يمكن القول ان الإمام الراحل روح الله الخميني (قده) جسد وبكل مقومات القيادة الثورية والقيادية شخصية قل نظيرها بالمفهوم العقلي البشري المرحلي فهو المرجع القيادي العالم والعرفاني الرباني والثوري الاسلامي الانساني الجليل والمفكر العظيم بل ورجل السياسة والحكمة .

مرحلة الامام الخميني( قده) وتصديه لزمام الامور القيادية الثورية السياسية والتي جابه من خلالها اعتى طاغوت في عصره الشاه العميل لم تكن مرحلة اعتباطية او سهلة قياسا بحجم واختلاف الامكانيات بينهما وعناصر دعم الشاه الخارجية الدولية والاقليمية حيث كان يطلق على الشاه في حينها شرطي الخليج وهو وصف يفسر طبيعة وحجم الدعم المقدم للشاه وقوته وجبروته بينما كان الامام الخميني في حينها يعمل ويجاهد ويشحذ الهمم بالاتكال على الله الواحد القهار ويستمد قوته من قوة ايمانه المطلق بنصر الله وثورة الشعب الايراني المسلم وشجاعته في دعم الامام والامتثال لاوامره وتوصياته وبياناته التي كانت تدخل ايران وتوزع على شكل اشرطة كاسيت والامام في حينها في المنفى يعيش ظروف استثنائية بعيدا عن ارض الوطن ولكنه كان حاضرا مع الثوار المنتفضين على الشاه العميل بروحه وعقله وتخطيطه الفذ والنير والنادر.

حيث وثقت صفحات تاريخنا المعاصر واقوال السياسيين الغربيين والعرب وغيرهم جزءاً من علمه وقيادته وافكاره ومدى قوته وبصيرته في ادارة وقيادة اعظم ثورة اسلامية في العالم اضافة الى قدرته على تحمل الأذى والنفي الذي تعرض له دون وجه حق وإقدامه وتصميمه المطلق على ازاحة الحكم الشاهنشاهي الكافر والمجرم والعميل .

لم تتطرق لنا المصادر الى مؤازره الامام الخميني ( قده) في ثورته من اي احد لا سياسي ولا مرجع من خارج ايران سوى الشهيد الصدر الاول ( قده) والذي كان يدعمه ببيانات صوتيه وتوصيات ولكنها كانت محددة ومقتصر على زمان وحالة معينه بسبب ظروف القمع الصدامي البعثي لكنه انتصر رغم كل ذلك الوضع بقوة الهيه غيبيه .

الامام الخميني ( قده) قيادي ثوري ظهر في زمن كانت الامة احوج ما تكون لهكذا قائد يتميز بجملة من العناصر والمقومات الروحية والعقلية والفكرية والجهادية والسياسية فتصدى لزمام الامور رغم كل الضغوطات الداخلية والخارجية التي حاربته وحاولت النيل منه او تعطيل مشروعه الجهادي الثوري الاسلامي المحمدي الاصيل لان الحق كان ولا يزال وسيبقى محارب وناصريه قليلون رفع الامام الخميني ( قده) جدد الشعار الحسيني ( هيهات منا الذلة ) واعاده للواجهة بصورة قوية ومؤثرة في المحيط الاقليمي والعالمي كما انه رفع حالة التشويش عن الشيعة وصدرهم للحكم والقيادة بكل قوة وثبات وعزم .

اخرج الامام الخميني ( قده) وهو القائد الفذ الشيعة من القمقم الذي كانوا فيه طوال عقود من الزمن ليرسم لهم ملامح عصر ونهضة جديدة تليق بهم وبرموزهم وقياداتهم العظيمة لان الغرب والوهابية وحكام الخليج ابعدو الشيعة عن الحكم بحواجز وهمية وبحجج واهية وحرب عقائدية وسياسية وثقافية ايظا ولكن الامام الخميني كسرها بتسديد الهي عظيم كما ان البعض من المراجع ابتعدو عن التصدي والقيادة في حينها وهذا التوجه للاسف الشديد دفع ثمنه البسطاء والعامة بينما الامام الخميني( قده) نهض بهذا الامر واعاد امجاد الطائفة المظلومة .

هدم الامام الخميني ( قده) اعتى ديكتاتورية سلطوية قمعية في عصره فشرد الشاه العميل وافشل مخططات دول الغرب وامريكا وحكام الخليج الخونة ودافع عن المذهب الحق والاسلام المحمدي الاصيل وبذل الغالي والنفيس من اجل اهدافه السامية .

شخصية الإمام الخميني (قده) فريدة من نوعها فهو الوحيد الذي جمع صفات من الصعب أن تجتمع في شخص واحد غيره وبكلمة موجزة هو عالم وقائد ثوري وسياسي وروحي معجزة بكل المقاييس.

لقد بحثت كثيراً في بطون الكتب والمراجع والموسوعات وقرأت عن العديد من الشخصيات العلمائية القديمة والحديثة التي نالت اهتمام المؤرخين والكتاب والأدباء والمختصين إلا أنني لم أجد شخصية تضاهي شخصية الإمام الخميني ( قده ) لما اتصف به من صفات لا نظير لها وهو الأمر الذي جعل اعداءه يحتارون به وتصيبهم الحيرة المطلقة .

لقد وجدت شخصياً في الإمام الخميني ( قده) مثال الإنسانية الحقة وصاحب القيم والمواقف البطولية الثورية الجهادية السامية والمدافع الذي لا يلين عن قيم واهداف الإسلام المحمدي الاصيل في زمن عز فيه الناصر والمدافع وقد برهنت على ذلك ثورته العظيمة ضد الشاه العميل ومواجهته لطغيان النظام البعثي الصدامي وحرب الثمان سنين التي فرضها النظام البعثي الكافر على الجمهورية الاسلامية في ايران في بداية الثورة الخالدة .

اصبح الامام الخميني ( قده ) صرخة مدوية للمظلومين والمحرومين وامل لهم في الخلاص من الحكام الجبابرة ورمز يحثذى به في الثورات الاسلامية المبنية على العقيدة الصحيحة والثوابت النبيلة والخيرة أدخل الامام الخميني ( قده) الرعب والهلع في نفوس اعداء الاسلام من حكام الغرب ودول الخليج العملاء وفي تحد صارخ لهم ولقوتهم الدنيويه الزائلة رفع شعار النصر للاسلام وقيمه الخيرة مما زاد في خوف الحكام الخونة في المنطقة على كراسيهم وسلطتهم القمعية وأخذ كل واحد يحتمي بالآخر وبلغت القلوب الحناجر عندما خرجت ايران الاسلام منتصرة بعد حربها مع النظام الصدامي البعثي البائد والذي كان يعول عليه حكام الخليج في صده للثورة الاسلامية الايرانية .

لقد اصبح الامام الخميني ( قده) ايقونة للثوار ورمز وعنصر عطاء لهم وللمقاومين الاحرار ولابطال المقاومة الاسلامية في كل مكان فمنه استمدت كل القوى الخيرة والحركات والفصائل مقومات البطولة والفداء والصبر والشجاعة والحكمة وان كل ما نعيشه الان من انتصارات خالدة وشجاعة لابطال حشدنا الشعبي والمقاومة الاسلامية ومحور الممانعة في العراق والمنطقة ما هو الا نفحات من انفاس ذلك القائد العظيم والخالد الامام الخميني ( قده) فطوبى له من عالم عامل ومجاهد وقيادي اسلامي فذ رسم طريق الحرية بكيانه وفكره وعطاءه حتى فاضت روحه الى بارئها مطمئنة راضية مرضية .