19 ديسمبر، 2024 1:59 ص

الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بين ظلامتين

الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بين ظلامتين

يمثل الإمام الحسن المجتبى عليه السلام الامتداد الطبيعي لرسول الله صلى الله عليه وآله, فهو أول أسباطه, وثاني خلفاءه المنصبين بالنص من الباري تعالى, حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وآله “الأئمة من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش” وكان أولهم امير المؤمنين علي عليه السلام, وثانيهم هو مولانا أبو محمد الحسن المجتبى عليه السلام.
عايش إمامنا المعاناة التي مرت على الأسرة العلوية الكريمة, من نكران حقهم, والانقلاب عليهم في السقيفة, وعايش ما تعرضت له أمه الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام من ظلم.
بعد مقتل أمير المؤمنين علي عليه السلام, نهض أمامنا الحسن عليه السلام بأعباء الإمامة, بعد أن بايعه الناس, وسار بهم بسيرة جده المصطفى صلى الله عليه وآله.
لم تدم المدة طويلة حتى بدأ الخبيث معاوية, والذي كان يحكم في الشام, بتأليب الناس على الإمام روحي فداه, وتحريكهم ضده, كما وجهز اللعين جيشا لحرب الإمام عليه السلام.
من جانب آخر كان الخوارج والمنافقون والإنتهازيون يتحينون الفرصة للإطاحة بالإمام الحسن عليه السلام وحكومته.
لما سار الإمام بجيشه لمحاربة جيش الشام, وفي منطقة النخيلة حدث انشقاق كبير في جيش الإمام, حيث أرسل معاوية بالمغريات لقادة الجيش, ويمنيهم بزخارف الدنيا, فتخاذل الجيش, وتجرأ القوم حتى لسلب البساط الذي كان يجلس عليه الإمام وطُعِنوه سلام الله عليه في فخذه.
اضطر الإمام عليه السلام لعقد الصلح مع معاوية, ولمن ينظر بنظرية سياسية دقيقة ومنصفة, سيجد إن الصلح الذي عقده الإمام هو انتصار لوئد الفتنة, والحفاظ على الدولة الإسلامية, ومن يقرأ البنود التي نص عليه الصلح سيجدها نقاط قوة وانتصار.
بعدها عاش الإمام غصة الغدر والخذلان من الأمة, وبقي معاوية يحيك الدسائس للفتك بالإمام, حتى تمكن اللعين من دس السم للإمام عليه السلام, ليقضي مسموما روحي فداه.
استمرت ظلامة الإمام حتى في تشيعه, حيث اُبعدت جنازته قسرا من أن يدفن قرب جده ورُميت جنازته بالسهام.
هذه الظلامات التي عاناها الإمام الكريم الحسن سلام الله عليه, أُضيفت له ظلامته التاريخية, حيث إن التاريخ لم ينصف الإمام, واُفتريت عليه الكثير من الافتراءات والاشاعات, ومنها إتهام الإمام بأنه مزواج وقد تزوج بأكثر مئة إمراءة.
المشكلة إن هناك كثير ممن يصدق بهذه الأراجيف, حتى من بعض ممن يدعون الانتساب لخط الإمام, وكذلك فإن القصور وقلة التفاعل والاستذكار لهذا الإمام العظيم من قبل أتباعه وشيعته ومحبيه هي ظلامة أخرى.
الإمام المجتبى هو مفخرة من مفاخر الوجود, ونعتز بأن لنا قادة مثله, ونسأل الله أن يرزقنا السير على نهجه والثبات على خطه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات