18 ديسمبر، 2024 6:45 م

الإلحاد مسؤولية من ؟

الإلحاد مسؤولية من ؟

(( أن الجيل الجديد يعيش صراعا محتدما بين الدين و معتقداته وبين أفراد المجتمع ونظامه وتطلعاته وبما أن الإنسان الحاضر وخصوصا فئة الشباب وفي ظل هذا الكم الهائل من التطور الكمي والنوعي بأسلوب حياة المجتمعات وطريقة التفكير وتقبل المغريات الجسيمة التي يتعايش معها الإنسان الحديث والانفتاح العلمي والفكري والحضاري للعالم الجديد وتطور نمط حياة الفرد وطبيعته الإنسانية التي تميل إلى الحرية المفرطة التي تلبي طموحاته الغير محدودة وعقليته ضمن المؤثرات التي تحيط به وبمجتمعه لذا لزاما على الدين ومعتقداته أي كان طبيعتها أن لا يعيق طريقة تفكيره وأسلوب حياته وتطابقها مع تطلعاته الفكرية والحياتية ضمن نطاق نظام الشريعة الدينية الصحيحة المنظمة لحياته من قبل السماء إلا أن الجمود الفكري في اعتماد الوسائل القديمة المقدمة لهذا الإنسان الجديد ومحاولة الإصرار على المفاهيم السلفية للعقائد وتفاسير المنهج العقائدي على النمط القديم بعقليات القرون الماضية البسيطة في العيش والتفكير التي ما زالت قابعة في عقول الأجيال الماضية والكثير من الحاضرة وإغلاق باب الاجتهاد العقائدي المتطور العصري الذي يخدم المرحلة الحالية فقد ظل حبيس زمانه ومكانه القديم.
حيث لم تعد هذه المفاهيم صالحة للجيل الجديد لهذا نرى تمرد الشباب من كلا الجنسين على حد سواء وأكثر نفورا وامتعاضا منها والابتعاد عن مفاهيمها القديمة الغير متجددة علما أن العقيدة وتطبيقاتها ونهجها ومرادها تتجدد في كل عصر ومكان لكن بشرط عدم المساس بأساسياتها ومطلبها وعدم الخروج عن النص العقائدي الأساسي لمنهج النظرية السماوية الأصلية وعن روافدها الحقيقية ورسالتها ومضمونها التي جاءت من أجلها فالزمن متغير نحو التعقيد فعلى العلماء ورجال الدين أن يكونوا على قدر من المسئولية الفكرية والتنور للعقل المتفتح والحنكة والدراية في كيفية تطويع النص الديني لإيصاله إلى الجيل الجديد بأبسط صوره وتطبيقه بعيدا عن التشدد في طرح العقيدة ومنهاجها فالدين بسيط جدا لأن الله سبحانه وتعالى عالم وخبير وبصير ورحيم بعباده وبالنفس البشرية التي خلقها وحريص على عدم تكلفة هذا الإنسان أكثر من طاقته المعرفية الاستيعابية لكن مع الأسف يُراد من هذه الأجيال الحاضرة تقبل هذه النظرية ومفاهيمها الشريفة على وفق عقلية القرون الأولى على علتها مما زادت المسافة بين الشباب وبين ما يُطرح له من أدبيات الشريعة فزاد الابتعاد عن الدين وأنسلخ من قيوده ولجأ إلى الإلحاد والتحرر من قيم الدين والكفر بها وهذا يلقي بظلاله على الأديان الأخرى حسب شرائعها ومع الأسف أن كثيرا من رجال الدين والمؤسسات الدينية زادوا من هذه الفجوة بزيادة مساحة المحرمات وضيقوا الحلال على الناس حتى جعلوا الكثير يعمل في المساحات الضيقة من الحياة لأن كثيرا من الممارسات اليومية التي يعدها الدين من النواهي أو الاحتياط في العمل أو تجنبها جعلوها حراما مما زاد الخناق على متلقي ومريدي العقيدة الدينية وخصوصا الإسلامية بالتمرد عليها والتحرر من قيودها الغير مبررة في تفسيرها والعمل بها مجبرا والذهاب إلى الكفر بها والإلحاد ))