18 ديسمبر، 2024 7:18 م

القوى التي تفترس البلدان تسلط عليها أعوانها , وهي حقيقة سلوكية معمول بها في الصراعات البشرية منذ الأزل , وتكررت مرارا في القرن العشرين , فالقوة المفترسة لأية دولة تأتي بمَن يواليها ويبرر ما قامت به , ولا يعارض إرادتها وينفذ أوامرها , ويحقق مصالحها ومشاريعها ليبقى في الحكم.
ولا جديد في الأمر سوى أننا نعيش في عالم مكشوف تتعرى فيه الأشياء , وتنتشر كالنيران في الهشيم عبر وسائل التناحر الإجتماعي المفضوحة التي لا تعرف المستور.
وبسبب هذه المفضوحية إنطلقت الوقاحة لتؤكد سلوك , لا تستحي من أي شيئ وأفعل كل شيئ , ما دام الفاعل مؤيَّد بقوة المفترسين فلا يعنيه أمر الناس الذين يتسيّد عليهم , بعد أن كان من المُعالين.
وبإمتزاج الوقاحة مع الحياة , بُنيت ثقافة سلوكية ترويجية تسويفية تبريرية لما يقوم به القادمون من غياهب التيه الرجيم.
ووفقا لذلك إنتشرت ثقافة ” كلنا في الهوى سوى” , ولعبت العمائم المتسولة دورها بالتشجيع على السلوك الفاحش والفاسد , وفقا لفتاوى وخطابات تأجيجية , لإحداث زعزعة إنفعالية وعاطفية عند الناس , وإفقادهم لتوازنهم وترويعهم وتحويلهم إلى موجودات إنفعالية , ذات توجهات تدميرية لذاتهم وموضوعهم.
فالمتوحشون المفترسون يقومون بما يرونه مؤازرا للإفتراس والإغتنام , والمجتمعات المنكوبة عليها أن تدرك حقها وتشمر عن سواعد مسؤوليتها , وتعبّر عن إرادتها وما يصلح لوجودها , لا أن تكون كالأغنام المثاغية التابعة لكراسي المفترسين لها , فهم ذئاب شرسة مفلوتة ومحروسة بذئاب مذؤوبة!!
فهل من يقظة ووعي للحقوق المسلوبة؟!!