19 ديسمبر، 2024 12:10 ص

الإعلام والبرلمان – المداخلات المتشابكة .!

الإعلام والبرلمان – المداخلات المتشابكة .!

< توخّياً للدقّة ومدياتِ دقّتها , فالإعلام المقصود هنا يتعلّق بالقنوات الفضائية المحلية , ولا علاقة له بالفضائيات الشقيقة والصديقة > .

   التقت واجتمعت عناصر النقد وعوامل اللّوم الغزيرة وهطلت ” منذ الصباح المبكّر ليوم امس ” على رؤوس مدراء الفضائيات المحلية ومَنْ يديرون هيئاتِ تحريرها , حيثُ ومنذُ نحو منتصف نهار الأحد الفائت , والى ساعةٍ متأخّرةٍ من ليله او ليلته الليلاء , تفرّغت تلكم الفضائيات او فرّغت انفسها , وتخلّت عن برامجها وموسيقاها , لتنقل وبالبثّ المباشر ومنذ الدقائق الأولى لدخول النواب الجُدد وقدماء الكتل السابقة لقبّة البرلمان , وبمعيّة الأكفان والأعلام التي جرى رفرفتها , ومع ما جرى من احداثٍ هناك , عبر كلّ تلكُنَّ الساعات الطوال المريرة , وبذلك ” على الأقل ” حرَمت تلكم الفضائيات متابعيها من الجمهور من نَشرات الأخبار ومواجيزها , ومن البرامج الأسبوعية وسواها وحتى من مسلسلاتٍ عربيةٍ او مدبلجة , وغير ذلك كذلك , لكنّ ذلك او بعضه , لم يكن اكثر اهمية من أنّ ادارات تلك القنوات كانت مفتقدة للإدراك بأنّ التصويت والمنافسة على انتخاب رئيسٍ جديدٍ للبرلمان ” من بينِ متنافسينِ اثنين ” , وايضا للتصويت على انتخاب نائبي الرئيس , فإنّه لا يشكّل ايّ اهميّةً ستراتيجيةً للجمهور العراقي , وكان يمكن الإكتفاء والإنكفاء بذكر أسماء الفائز ونائبيه في اية نشرة اخبار او موجز انباء , حيثُ لا يحمل تمييزاً كبيراً بينهما لدى رؤى الجمهور وإرهاقه وإعتقاله بالبثّ البرلماني المباشر ! , دونما معرفة طول ومدّة هذا البث المفتوحة .. كما أنّ معظم الأوساط الصحفية والسياسية وبجانبِ شرائحٍ كبيرة من الجمهور او معظم الشارع العراقي كانت على درايةٍ تقريبيةٍ مسبقة من تلك النتائج

بل أنّ ما تسرّبَ في السوشيال ميديا من مصادرٍ لم تُعرّف انفسها او تحت عناوينٍ مموّهة , قد ذكرت أنّ ما جرى من احداثٍ وفوضى في البرلمان قد كانت مفتعلة  وتحتَ سيناريو مرسومٍ بالعناية المركّزة او الفائقة , وبما فيه الإعتداء على ” رئيس السّن ” محمود المشهداني وحمله على اكتاف جنود الحماية , ودونما مساعدةٍ من ايٍّ النواب .! ونقله بعربة اسعاف الى مستشفى بن سينا القريبة من البرلمان < حيث ذكرَ سيادتهُ او معاليه ! في حديثٍ متلفز بتعرّضه الى غيبوبة جرّاء الضرب والإعتداء > لكنّه سرعان ما عادَ سالماً في وقتٍ لاحقٍ وقريب , وكأنّ ما جرى للمشهداني هو للمساعدة في صعود البديل النائب عامر الفائز لحسم إسم رئيس البرلمان واسماء كلا مساعِديه او نوّابه الإثنين .! , ولعلّ من متطلّبات اللعبة او المسرحية البرلمانية ” الممنوع تسميتها بهذه التسمية ! ” , أنّ جماعة الإطار التنسيقي قد سارعت او تسرّعت برفض مخرجات تلك الجلسة البرلمانية وما افرزته من الأسماء الفائزة وفق القانون ,  بالمطالبة بعودة محمود المشهداني ليس لإعادة الشروع بتلك الجلسة البرلمانية من جديد , وإنّما ايضاً لترشيح المشهداني رئيساً للبرلمان ! , بعدما انتهى دَوره ومفعوله , وبهذا الصدد فلعلّ او ربما ما نسجّله هنا , قد يغدو بعكس ما نذكره !     ووفق معطيات الواقع العراقي – السياسي لما بعد الإحتلال وإمتداداته المتشعّبه وما تحمله من مداخلاتٍ اقليميةٍ ودوليةٍ , وكأنّها تتداخل فيما بينها .!

  وبِتعمّقٍ اعمق للعدوان الغاشم لما تعرّض له المشهداني < رئيس السّن , وهو طبيب اسنان عسكري برتبة رائد وقد جرى طرده وفصله من الجيش السابق بتهمة انتمائه لتنظيم الإخوان المسلمين الأرهابي وبأيٍّ من مسميّاته ومشتقّاته > , وبرغمِ مرور يومين على ما تعرّضَ له المشهداني من ضربٍ مبرحٍ مفترضٍ ! او غير مبرحٍ , فالأغرب من العجب العجاب , فلم يجرِ الإعلان والكشف عن النائب الأوّل الذي بادرَ بتوجيه اللكمات والرّكلات لرئيس السّن , ومَن شاركوه في ذلك , وكأنّ لا وجود لكاميرات المراقبة الحرارية ” ولا الأخرى الباردة ” داخل قبّة البرلمان .! وما اكثر القِباب في العراق … كذلك فكأن < ما وراء الأكمّةِ ما وراءها > وربما ما سيسبقها في الواقع القريب , وإنّ ايضاً فكأنّ ما وراءَ الغيث السياسي زخّاتٌ وليس قطرةً واحدةً فحسب .!