للإعلام دور مهم في المجتمعات المعاصرة , ومن ضرورات الحياة الحرة الكريمة التي تحترم قيمة الإنسان , وتساعده بالمعلومة الصحيحة على إتخاذ قراره ورسم معالم مسيرته.
ومشكلة الإعلام مع الأقلام , أن الكثير منها تعتاش عليه , فيكون من أولويات إهتمامها مصدر رزقها.
فتعبر عن آيديولوجية وعقيدة ومنهج النافذة الإعلامية التي تضمن معيشتها , وربما تكون مرهونة بها.
ومن الصعب أن تجد إعلاما حرا أو محايدا , لأن المنابر الإعلامية تعتمد على مَن يمولها , فلا تنطلق بإتجاه مغاير لما يتوقعه منها الممول.
إذا نفينا الحيادية الإعلامية , فهل توجد مهنية وموضوعية في التفاعلات الإعلامية؟
الموضوعية: حكم خال من أي تحيز خاص
المهنية: الإستقامة والعناية والحرص والدقة في تأدية واجبات المهنة حسب توصيفاتها.
يمكن القول بأن المهنية والموضوعية نسبية , ولا يمكن تجريد الإعلام تماما منهما , ففي كل منبر إعلامي هناك مهارات تحايلية عليهما , وآليات نفسية تهدف لبناء الرأي المطلوب , وكسب المتابع لصالح أهداف وغايات مرجوة.
وفي هذا الخضم التفاعلي المحتدم , توجد أقلام حرة , تنشد الحقيقة ولديها رسالة إنسانية ذات معايير نبيلة سامية , وتواجَه بمصدات ومعوقات ولا يتحقق تسويقها بسهولة , وبرغم ما تواجهه من التحديات لكنها تتحرك في الوسط الإعلامي وتكسب قراءها , وتلهم بعض الأقلام التي تكتب مستوحية منها , أو متأثرة بها عن وعي أو غير وعي.
وبرغم كل ما يُقال على المسيرة الإعلامية فأنها أحدثت وعيا وجسدت مفاهيم حضارية ذات قيمة مستقبلية , لتعدد المصادر , وتفاعل الدنيا بوسائلها المتنوعة مع الناس , فما عاد من السهل حجب الحقائق أو تشويهها , فرسل الحقيقة هم الفائزون!!