إن زيارة الأربعين على الأبواب والجميع قد هيء نفسه لأستقبالها ، لكي يحصل على ثوابها وبركاتها فمنهم من يخدم أو يسير أو يقدم العطاء المادي والمعنوي ، وقد أعطت هذه الزيارة أعظم الأمثلة على عظمة تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل التي أفتقدتها أغلب الشعوب الأسلامية ، فقد أظهرت هذه الزيارة تأكيد الإسلام على السلام والمحبة والتآخي ما بين بني البشر والجميع أخوةٌ يعيشون متحابين متوادين يساعد بعضهم بعضا ، وقد أنفردت هذه الزيارة في هذا العالم المملوء بالظلم والإجرام والقتل والدمار حتى أصبح الإنسان خائف من كل شئ يحيط به ، ولكن هذه الزيارة قد جمعت الملايين من شعوب المعمورة على الرغم من إختلاف لغاتهم وعروقهم وأوطانهم وتقاتل حكوماتهم بعضها مع البعض الاخر بأجواء أخوية يستحيل على البشرية جمعاء أن تعمل مثلها ، وقد أظهرت شاشات التلفاز الكثير من أجواء هذه الزيارة العظيمة ولكن لم تبين بشكل واضح عالمية هذه الزيارة ، لأن جميع المشاركون يتشابهون بملابسهم وأشكالهم ويصعب على المشاهد تميّز جنسياتهم وأوطانهم ، ولكن إذا كان كل زائر من خارج العراق يحمل علم البلد القادم منه فسوف يسهل على المشاهد أن يتعرف على بلده حتى وأن لم يتكلم لأن العلم أوضح دليل على الأوطان ، فعندما تشاهد الشعوب المختلفة في العالم على الرغم من إختلاف أديانها سينتابها التعجب والدهشة بجود علم بلدها يرفرف في أرض العراق ، لهذا ستثارعلامات الإستفاهم ومن ثم الأسئلة حول المناسبة والمكان الذي يشتركون فيه أبناء بلدهم ، بالإضافة الى دفع الكثير من وسائل الإعلام الأجنبية على تغطية الزيارة بسبب وجود أعلام بلادها في هذه الأجواء وحتى الصحف ستتشجع على نشر صور الزيارة لأنها ستحتوي على هذه الأعلام وبذلك سنصل الى إحدى الغايات التي من أجلها أكد أهل البيت عليهم السلام على الشعائر الحسينية لكي يعرف العالم من خلالها مظلومية أهل البيت عليهم السلام ومن ثم التوصل الى الإسلام المحمدي الأصيل ، لهذا يجب أن تشجع المؤوسسات الدينية والإجتماعية جميع المحبين لأهل البيت عليهم السلام في جلب أعلام بلدانهم معهم لكي يرفعوها في الطريق الى كربلاء ويجلعوها ترفرف في سماءها حتى يظهروا وجودهم ومشاركتهم حتى يُعلموا شعوبهم وحكوماتهم بعظمة هذه الزيارة وصاحبها عليه السلام وتثار عندهم التسائلات عن هذا التجمع المليوني العالمي حول قبة هذا الشهيد المظلوم عليه السلام وبعدها نصل الى مبتغانا وهو نشر راية الهدى المحمدي في كل أرجاء المعمورة ونهيء القاعدة الشعبية لأمام العصر والزمان (عج) ، وما أجمل أن يشترك في نشر هذه الفكرة جميع الذين يحملون هموم نشر مظلومية أهل البيت عيلهم السلام في هذه المعمورة وخصوصاً الفضائيات والمواقع الألكترونية وكذلك المؤوسسات الدينية بشكل عام والروضات المقدسة بشكل خاص ، حتى نجعل من زيارة الأربعين المؤتمر العالمي الذي يلتقي فيه جميع شعوب المعمورة ، ونرفع ما بين الحرمين أعلام جميع الدول التي يشارك أبناءها في هذا المؤتمر الحسيني العظيم ، فبهذه الأعلام يمكن لنا أن نسهّل وصول مظلومية أهل البيت عليهم السلام الى كل أرجاء العالم ، لهذا تحتاج هذه الفكرة الى الحث والتعاون حتى نضئ هذا العالم المظلم بنور محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، فلا تستصغروا الأعلام الصغيرة فلها مدلولات كبيرة يمكن لها أن تفعل ما لم تفعله جميع جميع وسائل التبليغ .