يبدو إن ماكينة الدعاية والإعلام التي تلتف حول السيد رئيس الوزراء المنتهية ولايته أتقنت فن اللعبة في شراء وإصدار عشرات الصحف اليومية والأسبوعية ومثلها الالكترونية لتعمم عليها ذات المانشيتات والعناوين والأخبار المفبركة في واحدة من اكبر عمليات الشحن العنصري وإشاعة الكراهية والأحقاد ونشر الأكاذيب وتلفيق التهم والسيناريوهات المفبركة من شاكلة مرور المدعو أبو بكر البغدادي من مطار اربيل إلى تركيا للعلاج، هذه الأكذوبة التي يتم نشرها وتصديقها حتى ممن ألفوها واحدة من الأساليب الرخيصة والسمجة التي تستخدمها أدوات الدعاية والإعلام الموجه منذ أشهر ضد الكورد وكوردستان ورموزهم التاريخية، إضافة إلى التهميش والإقصاء المبرمج والاستحواذ على معظم المؤسسات الاتحادية وتفريغها من مبدأ المشاركة كما يحصل في قنوات العراقية الفضائية وبقية مؤسسات هيئة الإرسال وتجييرها لصالح المالكي وحزبه في هجمة دعائية مشحونة بالاتهامات الكاذبة وفبركة أخبار تثير السخرية والتقزز.
لقد أنفقوا عشرات أو ربما مئات المليارات من الدولارات على أنظمة الدعاية والإعلام والكهرباء وما يفترض أن يكون جيشا وطنيا ومؤسسات أمنية ونشروها في أصقاع البلاد لحفظ الأمن فيها وحماية الأهالي والحفاظ على كرامتهم، لكنها فشلت في أداء مهماتها وفي إقناع المواطن لما ارتكبته من أخطاء جسيمة بحق الناس حتى شعروا بالمهانة تحت طائلة الوضع الأمني وتحولت إحدى مواد القانون إلى مادة إرهابية يتم بموجب تنفيذها اعتقال عشرات الآلاف من الناس لمجرد الاشتباه بهم، مما أدى إلى الانهيار الكامل لتلك القوات خلال أيام معدودة، ورغم كل التنبيهات والنصائح التي قدمها إقليم كوردستان حول خطورة ما يجري في محافظة نينوى والانبار وصلاح الدين واستعداد الإقليم وقواته بالتعاون مع القوات الحكومية للقضاء على الإرهاب في غرب الموصل، إلا أنهم رفضوا ذلك بدعوة الخشية من توسع نفوذ الإقليم.
وحتى قبل اجتياح الموصل عرض عليهم بأن تكون قوات البيشمركه معهم للحفاظ على الموصل وغيرها، إلا أنهم اغفلوا ذلك مما يثير الشك والريبة في كل ما حصل وعلاقة أوساط منهم بشكل مباشر بما حدث، وإلا كيف يتم تفسير هذه المواقف الرافضة لدعوات الإقليم لمكافحة الإرهاب سواء كانت داعش أو غيرها ممن يعملون في دهاليز الظلام، حتى وصل الأمر بهم إلى إطلاق كلمات احتلال البيشمه ركه لمناطق كركوك وسنجار وخانقين وهي تقوم بأقدس واجباتها الوطنية في درء خطر اجتياح الإرهابيين لهذه المدن والبلدات وحماية سكانها الكورد والعرب والتركمان والشيعة والسنة والمسيحيين والايزيديين على حد سواء دونما تمييز أو تفضيل،
ويشهد على ذلك مئات الآلاف من العرب العراقيين وغيرهم ممن يزورون كوردستان ويلجئون إليها ويشهدون على ما حصل فيها من تقدم وحضارة وبناء اجتماعي رصين.
وفي الوقت الذي تحتضن كوردستان مئات الآلاف من السنة والشيعة وخاصة الهاربين من الإرهاب ومن جور عصابات الميليشيا المذهبية المنتشرة في العاصمة وغيرها، تقوم عصابات تعمل تحت توجيه ماكينة إعلام ودعاية حزب الدعوة بأوسع عملية تطهير مذهبي وعرقي في العاصمة بغداد حيث يتعرض الكورد والسنة لعملية تصفية على الهوية والاسم، فقد ذكرت صحيفة الانديبندنت البريطانية إن حصيلة يوم واحد في إحدى صالات الطب العدلي في بغداد وصلت إلى إحدى وأربعين جثة أصحابها يحملون اسم عمر، إضافة إلى عمليات خطف منظمة للعديد من الشباب الكورد وتصفيتهم، هذا إلى جانب وضع سيطرات على منافذ بغداد تعمل على إنزال الكورد من سياراتهم واعتقالهم أو منعهم من دخول بغداد علما بان معظمهم موظفون في الإدارات الاتحادية في العاصمة.
إن ما يحصل اليوم في بغداد من عمليات شحن الكراهية والحقد ضد الكورد والسنة من قبل أجهزة الحزب الحاكم هناك وعصاباته من الميليشيات التي تعمل في الظلام لتنفيذ أجندة حزب الدعوة في ادلجة الحكم وتطهيره من كل المناوئين لهم أو المعترضين على سياساتهم وخاصة في المؤسسات العسكرية والأمنية والمالية، تسير بالبلاد إلى الهاوية التي انتهت إليها كل الأنظمة السابقة بسبب تعنتها وإصرارها على المضي في سياساتها الخاطئة التي جعلت العراق واحدا من افشل دول العالم وأكثره سوءا في المعيشة والحياة.
إن استمرار هذه السياسة وهذا الأسلوب في إشاعة الكراهية والأحقاد دون الشعور بالمسؤولية عما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك دليل قاطع على إن الحاكمين لا تهمهم إلا كراسي الحكم حتى وان باتت على جماجم ملايين العراقيين كما فعل قبلهم صدام وقال انه لن يترك العراق إلا حفنة من تراب!