الإعلام من المفروض أن يقدم الحقائق ويطرحها بوضوح ونزاهة أمام الناس , وفي زمن الحروب يتحول إلى أقوى وسيلة لطمس الحقائق , وتشويش الناس ودفعهم إلى حيث تريد القوة الفاعلة فيه.
لو نظرنا ما جرى في حروب القرن العشرين , ويحصل في زماننا الحالي , سيتبين بأن الإعلام يقلب الحقائق , ويبوح بها بصدق بعد أن تنتهي الحرب ويتحقق الغرض المطلوب.
ومن الأمثلة ما جرى لتسويغ غزو العراق (2003) , وبعد أن وضعت الحرب أوزارها الشديدة , تبين أن الإدعاءات كانت كاذبة.
وقس على ذلك ما جرى قبلها وبعدها , إنها ذات الآليات التضليلية الخدّاعة التبريرية والتمريرية , وما يدور في أوكرانيا , من تصريحات متضاربة تقع ضمن هذا الدور الإعلامي المضلل.
وفي زمن إنتشار الخبر بسرعة خاطفة , صار الإعلام قوة حاكمة وفاعلة في الدنيا , لا يمكن لأية قوة الإستغناء عنه , بل معظم القوى تحكم بواسطته.
والقائلون بإعلام حرّ يخادعون , ويمررون أجندات مالكيهم , ويروّجون لبضاعات تخدم حالة معينة , ولا يهمها ما سيحصل للناس المساكين الذين يصدّقون الأخبار , ويذعنون للأقوال بلا قدرة على التحليل والتمحيص والربط والتقرير.
ويبدو أن أساليب الإعلام المعاصرة ضخ الكم الهائل من الأخبار والمعلومات لتصيب الناس بالسكتة الإدراكية , وتعجزهم عن التفاعل وتفعيل العقل , وتدفع بهم للإذعان لمن تم إعدادهم على أنهم رموز وعوارف ببواطن الأمور.
وفي المجتمعات المنكوبة بحكوماتها , يتم الإفتراس بأنياب الدين , الذي صار قوة تدميرية فائقة التأثير , فالدين تجاوز بتأثيره أسلحة التدمير الشامل وأقوى القنابل النووية.
الدين يصنع من البشر قنابل موقوتة , يقضي على نفسه ومن حوله , ولهذا فأن صناعة أسلحة التدمير البشري الشامل , في ذروتها , عند المجتمعات المرهونة بتجار الدين وأدعيائه , الدجالين المقلدين للتابعين الآثمين , ومعهم الإعلام يؤازرهم ويسوّقهم , ويوهمهم بأنهم من الأولياء الصالحين.
ومن يعارضهم يكون من أشد أعداء الدين!!
فهل لدينا إعلام مخلص أمين؟!!