الوطن من أثرى بقاع الأرض ماديا ومعنويا وحضاريا وعقليا , وفيه طاقات وقدرات بشرية , لديها المهارات اللازمة لصناعة الوجود العزيز , فعندما يتحقق الإستثمار الوطني الخالص فيها , فأن طاقاتها ستتفجر وإنجازاتها ستتطور.
الوطن بحاجة إلى إيمان بالقدرات الذاتية والإعتماد على النفس , والتحرر من التبعية والدونية والخنوع للآخر المفترس الأناني الشرس , الذي لا تعنيه غير مصالحه ومشاريعه وتطلعاته البهتانية.
الوطن يكون بالإعتصام بإرادته وقوته وعزيمته , وجوهر كينونته الحضارية , وتأريخه العريق الزاخر بشواهد الإقتدار والتفوق والنماء.
فعقول الوطن ذات إرادة إبتكارية وإبداعية أصيلة , تستطيع أن تنطلق بالبلاد إلى آقاق التقدم والمواكبة مع الدول المتقدمة في غضون بضعة عقود.
الوطن ثروة معرفية علمية إبداعية متميزة , عليها أن تجد الفرصة الكفيلة بإطلاق مكنوناتها , ومشاريعها المعاصرة الهادفة للبناء والرقاء والنماء.
فلماذا لا يتحقق الإعتماد الذاتي؟
لماذا لا تستنفر العقول والإرادات لصناعة الحاضر والمستقبل؟
لماذا هذا الركض الخسراني والهرولة البهتانية وراء المفترسين بإسم الدين؟
إن الوطن أقوى من صولات الشرور والهجمات التدميرية لقدراته , فالأجيال تكنز طاقات كينونة لا تُقاوَم , ولا تُهزم مهما توهم الطامعون بالبلاد من القوى الإقليمية والعالمية.
فالوطن بحاجة إلى قيادة بحجمه , تعرف تأريخه وجغرافيته ومكنوناته , ولديها المهارات القيادية الإستثمارية اللازمة لإطلاق وجوده الحضاري الحيوي الفعّال.
فهل من إرادة لفعل أصيل؟!!