23 ديسمبر، 2024 3:06 ص

الإعتصام الصدري \ مجلس القضاء \ ومداخلاتٌ نصف مرئية

الإعتصام الصدري \ مجلس القضاء \ ومداخلاتٌ نصف مرئية

هل لو كانت تظاهرات المعتصمين على مسافة 200 متر او نحو ذلك أمام بوابة مجلس القضاء , فهل جرى تعليق اعمال المجلس والمحاكم العراقية الأخرى .!؟ , وماذا لو كانت تلك التظاهرة على بعد نصف او اقل من مسافة ال 200 م .؟ والذي جرى أنّ المعتصمين المتظاهرين لم يقتحموا مجلس القضاء ولم تلامس اصابعهم بوابة المجلس الحديدية العالية . وهل ايضاً أنّ ايّ تظاهرةٍ احتجاجيةٍ قد تقع أمام بوابات واسوار او جدران ايٍّ من المؤسسات السيادية او الرئاسية , كمجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية , فعليهما تعليق اعمالهم الى ان تنتهي مثل تلك الحركات الإحتجاجية , ومهما طالت واستطالت , وترك شؤون البلاد لتلعب بها رياح السياسية والأهواء الإقليمية , ولا نقول الإطارية والتيّارية او غيرها .!

الم يكن مفترضاً أن يجري مجلس القضاء الأعلى بعض الإتصالات الأولية مع قيادة التيار الصدري وابلاغهم بأنه بصدد تعليق اعماله ووقف كل انشطته اذا لم ينسحب المعتصمون .! , ثمّ ما علاقة المحاكم الأخرى بالأمر , لتعلّق اعمالها بناءً على اوامرٍ قضائيةٍ عليا .! ولماذا ايضا تأخير ووقف المتطلبات الجنائية والتحقيقية في تلك المحاكم , والمتعلّقة بشؤون الكثير من المواطنين وعرقلة اوضاعهم الإجتماعية وسواها .!

الى ذلك , فالجمهور لا يستوعب او لا يتفهّم ماهيّة الزوايا القانونية التي يصدر مجلس القضاء منها أوامر القاء القبض على بعض قياديي التيار الصدري , وهو في حالة تعليق لمهامه واعماله , ولا يدري الجمهور اذا ما كان ذلك متاحاً Online في القانون .!

حسناً فعَلها السيد الكاظمي بقطع زيارته لحضور مؤتمر قمة عربي محدد في مدينة العلمين في مصر , وعادَ الى بغداد , ولتنتهي الحركة الإعتصامية – الصدرية بعد ساعاتٍ , دونما دليلٍ ملموس او محسوس بوجود اتصالاتٍ ما بين الكاظمي وقيادة التيار لسحب او انسحاب المتظاهرين .

وحسناً او حسِنَةً كانت صراحة السيد هادي العامري – رئيس كتلة الفتح وقائد فيلق بدر , عبرَ فيديو مسجّل تكرّر بثّه عبر الفضائيات بقوله : < كنّا نضغط على القضاء > , ولم يكن ايّ ردَّ فعلٍ من القضاء ولا الإطار ازاء ذلك , ولم يستثمرها او يستغلها التيار .! رغم اعادة التسجيل لمرّاتٍ عدّةْ .

 

وحسَناً ايضاً كان تصريح السيد ” هوشيار زيباري ” يوم امس بقوله بأنّ اعتصام وانسحاب الصدريين من أمام مجلس القضاء ” لساعاتٍ ” كان رسالةً اعلامية جرى ايصالها بدقّة , ولعلها من المفارقات أنّ السيد زيباري وكأنّه يتحدث نيابةً عن التيار الصدري .! ولتصريحه أبعاد .! , كما انّه من ضمن هذهنّ المفارقات , فإنّ شرائحاً واوساطاً اجتماعيةً واعلاميةً تتّفق وتتناغم مع تصريح هوشيار زيباري من قبل أن يُدلي به .!

نكتفي هنا بتوزيع هذه الحسنات ! , حَسَناتٌ في زمن السيّئات , لكن الأهمّ من المهم : ماهي الخطوة التالية .؟ وماذا سيعقب ذلك , وربما من عواقب .!