إذ لم يكتمل الشهر الأول لهذا العام 2024 , سارع نتنياهو بتصريحٍ جديدٍ وفريد < وهو أدمنَ على الإدلاء بتصريحاتٍ يوميةٍ او نحوها , وكأنّه لم يجد ما يدلي به من جديدٍ , إلاّ بقوله أنّ الحرب الدائرة قد تمتد الى سنة 2025
” دونما تحديدٍ تخميني الى انتهاء الحرب في بداية او نهاية السنة القادمة ولا حتى وسطها ” , وربما الى السنة التي ستعقبها .! , صحيحٌ أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي قد سارعَ وبعجالة للإعلان على امتداد أمد الحرب , لكنّه تسرّع بذلك ايضاً .. وصحيحٌ كذلك أنّه يسعى لتمديد سلطاته ” مستغلاً ظروف الحرب ” اذ يواجه تحرّك احتجاجي من بعض قيادات الأحزاب الإسرائيلية ومن بعض الكنيست , بالإضافة الى ما يواجهه ويعانيه من التفاقم النقدي من الصحافة وعموم وسائل الإعلام الإسرائيلية , بجانب الحركة الإحتجاجية للشارع الإسرائيلي لإعادة الأسرى – الرهائن اليهود لدى حماس ” من الجنود والضباط والمدنيين ” والمطالبة الساخنة لإيقاف الحرب … نتنياهو لم يحسبها جيّد وحتى ” اقلّ من ذلكً ” , فهل ادخل في حساباته خسارة الرئيس بايدن في الأنتخابات في شهر تشرين 2 – نوفمبر لهذه السنة وهو أمر باتَ شبه مؤكّد , مع احتمالات فوز الرئيس السابق ترامب في هذه الإنتخابات مع أخذٍ بنظر اعتبارٍ ما لتغيير موقف الولايات المتحدة من الدعم المفتوح لتل ابيب , وهو ما يحتاجه ترامب على الصعيد الداخلي الأمريكي وسْطَ الإتهامات التي تطارده حتى في المنام او الأحلام .!
ايضاً مع اعتبارات لضغوطات الرأي العام العالمي ” وبضمنها الأمريكي ” وموقف الأمين العام للأمم المتحدة المناوئ لديمومة الحرب والحرص على ضرورة وقفها بكل السبل ..
لعلّ الأهم من كلّ ذلك ” على الصعيد الإسرائيلي ” فإنّ نتنياهو ” وهو ضابط سابق برتبة مقدّم ” فهو عاجز بالمطلق عن التقدير والتخمين المسبق لخسائر الجيش من الجنود والضباط والمدرعات في حالة تمديد أمد الحرب الى عام 2025 , وهذه من الضرورات الستراتيجية في الحروب , بجانب التكاليف الإقتصادية والمالية لذلك , وما سيواجهه من اعتراضات الكثير من جنرالات الجيش وحتى من هيأة اركان القوات الإسرائيلية .!
هنا ايضاً لا نبتغي كلا التفاؤل او التشاؤم من احتمالات تغيّر الموقف العربي الرسمي او الدبلوماسي من العلاقة من اسرائيل , ” وحتى ممّا محتمل – الى حدٍ ما – من حدوث انفجاراتٍ شعبية وجماهيرية في دول التطبيع , وبشكلٍ خاص في مصر والأردن , وكلّ الأمور تغدو واردة في حالة تسريع وتسخين ماكنة الحرب الإسرائيلية.
ما يهمّنا كعرب وعلى الصعيد العالمي ايضاً , فهل تمديد نتنياهو للحرب لسنة اخرى , فكم ستعني وكم ستبلغ اعداد الفلسطينيين من قتلى وجرحى ومرضى جرّاء تجديد قصف الطيران الصهيوني والقائه القنابل بالجملة على هؤلاء الضحايا – الشهداء مسبقاَ الذين لازالوا احياءً لحدّ الآن .! , وهل من جدارٍ او سياجٍ سيبقى سليماً من البيوتات والأبنية التي تحت التدمير في مدن القطّاع .!
من المفترض برئيس وزراء اسرائيل هذا أن يتراجع ويعتذر عن تصريحه هذا , < ومن المشكوك أن يفعلها > فهو على موعدٍ مسبق من يوم غد على هجمات الصحافة العالمية , وفي الداخل الإسرائيلي كذلك …