حُب الناس ومساعدتهم ومدُّ يدِ العون إليهم والتواضع من ثوابت الإسلام ، وهداية الناس خير الأعمال عند الله جل و علا ، فلابدّ من تقديم النصح والموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى مع الظالم ، فالإسلام رسالة الإصلاح و منهاج الوعظ و الإرشاد لكافة المجتمعات وعلى اختلاف انحداراتها الدينية ولان الإنسان لم يمتلك درجات الكمال في جميع نواحي الحياة التي تتأثر بالعوامل و الظروف المحيطة بها ، فتارة تلك الظروف تكون متوافقة مع تعاليم و سنن الإسلام و تارة أخرى تتقاطع معه فتخرج بذلك عن دائرته المستقيمة فتجعل الإنسان أسير لشهواته و نزواته الشيطانية فتحرفه عن جادة الصواب وهنا سيقع في شر أعماله و أفعاله الضالة مما يتطلب معها وجود السبل الكفيلة بإنقاذه من تلك المرحلة الخطرة التي يمرُّ بها و تلك السبل كثيرة منها البشرية الممثلة بالقادة الإصلاحيين أو المعنوية الممثلة بالاستزادة من العلم و الفكر و الدرس و القراءة الصحيحة للفكر الإسلامي الأصيل و بذلك سيحظى الإنسان بالقاعدة العلمية و الفكرية التي ترسم له الخطوط العريضة في الخلاص من حبال الشيطان الرجيم و أعوانه الفاسدين ، ففي عودة إلى القادة الإصلاحيين فالتاريخ الإسلامي يزخر بالكم الهائل من رجالاته المصلحين و الذين قدموا المواقف المشرفة لرفعة راية الحق في عنان السماء حتى نالت استحسان الإنسانية جمعاء و لمعت نجومهم في أفق الخلود البشري وفي مقدمة تلك الرموز الأصيلة النبي محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وبعده خلفائه الراشدين و صحبه الكرام ( رضي الله عنهم أجمعين ) ومَنْ تبعهم من أولياء و أئمة صالحين كانوا بحق الامتداد الطبيعي لمشروع رسولنا الكريم فهاهو الحسين يجسد أروع صورة مشرقة للإسلام و رسالته السمحاء من خلال مواقفه النبيلة في إعطاء الصورة الحقيقية لديننا الحنيف و ليس كما شوه حقيقتها الدخلاء من حكام أمويين و غيرهم وكيف عانت الأمم من سياستهم القمعية و إجراءاتهم القمعية بحق أحبار الأمة و صحابة الرسول ؟ و كيف أنهم استباحوا مدينته الشريفة بالقتل و سفك الدماء و هتك الأعراض و سرقات كل ممتلكات المسلمين في تلك المدينة وهذا ما يكشف للعالم الإسلامي حقيقة منهج داعش و قادته المارقة فالحسين مثلاً – و ليس على سبيل الحصر – خرج من اجل الإصلاح ، إصلاح و إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح في زمن أصبح فيه الحرمات مستباحة و الحقوق تغتصب وفي وضح النهار لذلك فإن النهضة الحسينية جاءت لتقدم الوعظ و الإرشاد و الإصلاح لتعيد للأمة كرامتها التي سلبت و تجعلها المصداق الحقيقي لقوله تعالى ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ) وهذا ما أكد عليه الكثير من المؤرخين و المحققين فقال أحدهم وهو يصف الطريق الصحيح للاقتداء بالحسين ( عليه السلام ) حتى نكون في عِداد الفائزين برحمة السماء الواسعة فقال : ((هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة إلى الله تعالى أو لعلهم يتقون؟ )) .