لابد لنا من متابعة الأخبار اليومية، لأنها متغيرة مثلها كمثل الرمال المتحركة، وهذا يجرنا الى تفاصيل معظم المواطنين العراقيين يجهلونها، ومجهولة لديه! كونه غير متطلع عليها ومخفية، ونهايتها ربي وحده الذي يعلم ؟
خطاب ناري لأول مرة يطرحه العبادي، يدفعنا الى أكثر من تساؤل! وكأنه من غير حزب الدعوة! ولم يعمل بالحكومة سابقاً ولم يَطّلعْ عليها!.
الإصلاح كلمة لكن معاني جمّةْ، وليسَت كلامٌ يُطلقهُ ويتركُهُ، ويَتَصَوّر أن من كان غارِقاً في الفساد سيخشى العقاب! ويستسلم ويقول سيدي أرجوك أعفو عني، فأني كنت سارقاً وأحْلِفُ لك أن لا أسرق أبداً في المستقبل !.
كل حكومة جديدة لها برنامج جديد ويختلف عن سابقته، حتى ولو كان الأعضاء السابقين موجودين في الحكومة الحالية، يكون لها برنامج يطرحه، وحتما سيكون هنالك دماء جديدة، ليس لها دراية ببرنامج سالفتها، لكننا لم نرى أو نسمع أن الحكومة الجديدة قد طرحت برنامجا حكومياً؟ وقدمته للجمهور الذي إنتخبهم، وقالت سنعمل بكذا وكذا، والإصلاح سيتم وفق الآلية الجديدة، التي مفادها النقاط التالية: وهو الذي إكتشف في التصريح الأخير بعد طول هذه المدة من إستلامهِ المنصب ليومنا هذا! أن الأموال قد تَمَّ التلاعُب بِها! لأجل الإنتخابات والهبات، وغيرها من السرقات التي لم يصرح عنها صراحةً! وبالتأكيد يعرفُها لأنه من نفس الحزب “الدعوة”، وضياع الأموال لغرض الإنتخابات، هل إكتشفها صدفة! والسؤال الذي يطرحهُ إستفهامياً؟ أكثر من غرابة وإلا كيف ضاعت الثروة ؟ والإحتياطي الحكومي من الذي قام بسحبه! والى أين حل به المطاف؟ وهنا يرجع السؤال للسيد العبادي! اليوم قد عرفت أن هذه الأمور حصلت! وعندما إستلمت المهام ألا يجدر بك معرفة كل المفاصل وبحذافيرها، وأنت تملك زمام الأمور! وبما أن الثروة وبإعترافك ملك للشعب فعليك إستردادها كلها ومعها فوائدها، ومن الكل وبدون إستثناء، يساندها العقاب الرادع لكل من تسول له نفسه بالعبث بالمال العام مستقبلاً، ولا تأخذك بهم رأفة ولا لومة لائم، ولا أريد أن اذكرك بالجماهير التي تساندك، ووقفت وقفتها البطولية، في ساحة التظاهر في كل العراق، وخولتك في المحاسبة لكل الفاسدين والمجرمين والسارقين .
تقليل الإنفاق الحكومي عمل صحيح، ولكنه ليس الحل لأنه سيدخلك في دهليز مظلم ربي وحده يعلم كيف الخروج منه، لان كل العراقيين إعتمادهم على المرتبات، التي يأن الكثير ممن لم يستلمها خلال السبعة شهور الماضية! وهذه تحتاج منك لخبراء في الأمور البنكية والنقدية، وكيفية أدلجتها من منظور إقتصادي متين، والشبيبي ليس ببعيد عنك .
بما أنك وضعت على عاتقك الإصلاح، عليك الإيفاء بوعدك، الذي قطعته على نفسك، وإبدأ من الهرم، وليس من الأسفل، لأنه إذا بدأت بالصغار سيتدخل الكبار! ليس خوفا عليهم بل خوفاً على رؤوسهم، لانهم سلسلة ممتدة ومتغلغلة طوال السنين المنصرمة، وتحتاج الى عمل متقن، ((حساب يهود)) ومن أين لك هذا أول الغيث، ولتكن لجان تمتلك مخافة الخالق، ليعم العدل ونتجه صوب البناء الحقيقي، الذي يرضي رب العباد، والمواطن سيكون مطمأن، أن هنالك رجال أمينون على المال العام .