23 ديسمبر، 2024 3:14 م

الإشادة بالحشد الشعبي إساءة للعراق

الإشادة بالحشد الشعبي إساءة للعراق

منذ أن بدأ الظلاميون مخططهم بقتل العراقيين على أيدي عملاء الإحتلالين الامريكي والإيراني عبر قوات نظامية ومليشياوية، فضلا عن تنظيم القاعدة ، والدم العراقي لم يتوقف جريانه، وما إن إنتبه العراقيون وأجهزوا على عناصر القاعدة في الرمادي وغيرها من المناطق، عمد النظام الإيراني بمخطط خبيث جديد في توفير بيئة جديدة لزيادة رقعة الفجوة بين العراقيين، فأوعز بالتزامن لتنظيم داعش بدخول الموصل ومناطق اخرى وللمالكي بعدم المواجهة، وبالتالي تسليم ثلث العراق لهذا التنظيم، لتصدر على وفق هذا المخطط الفتوى سيئة الصيت فتوى “الجهاد الكفائي” بحجة مقاتلة تنظيم داعش ، حيث جمعت تلك الفتوى مجموعة من الشباب غالبيتهم من العاطلين عن العمل واللصوص وقطاع الطرق “والمكبسلين” تحت هذه العباءة بأسم “الحشد الشعبي” ليستمر مسلسل قتل العراقيين ولكن بصورة أشنع وأفضع مما ارتكبه تنظيما القاعدة وداعش.
جرائم الحشد التي ارتكبت بأسم المذهب ، أخجلت حتى هولاكو الذي بدى قزماً أمام وحشيتهم، تلك الجرائم تنوعت بين قتل بالفؤوس و”الكرك” تارة، والحرق وتقطيع الاوصال ترة أخرى، ولم تنفك هذه القوى الظلامية التي تقف وراء مجرمي الحشد عبر ماكنتها الإعلامية وأبواقها المستأجرة من تصوير هذه الجرائم على أنها حالات فردية ولا يمكن اعتبارها عمليات منظمة، تعكس حجم  ومستوى الانحطاط الأخلاقي والإعلامي والقيمي الذي يتمتع به مناصرو الحشد والداعمون له . 
لم يكتف اوباش الحشد بقتل الأبرياء، فما أن دخلوا مدينة إلا وعاثوا فيها فساداً، بسرقة ممتلكات أهلها من ثلاجات واثات منزلية حتى وصل بهم الأمر الى سرقة الأغنام والدجاج، كما أن سرقة محتويات مصفى بيجي ما زالت في الذاكرة، وهذا موثق بالصوت والصورة ، معلنين بذلك عن أنفسهم أنهم مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق، ولا يمتلكون الغيرة لا على عرض ولا على وطن .
واخيرا وليس آخرا، ما قام به الحشد من زج العراقيات الى صفوفه لما يزيد عن ثلاثة ألاف أمرأة، غالبيتهن من المطلقات أو الأرامل أو زوجات وبنات وأمهات عناصر في صفوف المليشيات، بعضهم قُتل وآخرون ما زالوا يقاتلون ، لتقديم خدمات إعلامية ومعنوية وأعمال إعداد وجبات الطعام للمقاتلين، وهذا ما كشفت عنه مصادر بالحشد نفسه .
إن ما يقوم به الحشد هي ممارسات دخيلة على المجتمع العراقي الذي عرف بطيبته وتسامحه وبالتالي فهي بعيد كل البعد عن القيم والمبادئ التي تربى عليها العراقيون .
وعلى الرغم من أن عين الشمس لا تغطى بالغربال، إلا أن وسائل الإعلام الحشداوية وأقلامها المأجورة وأبواقها، تصر على قلب الحقائق التي أصبحت معلومة للقاصي والداني لما يمثله، من انحدار وسقوط أخلاقي بشكل كامل يرافق سقوطهم في مستنقع جرائم الحشد .
إن الإشادة بمليشيا الحشد المجرمة هي إساءة للعراق ولشعبه الغيور، لذا ينبغي على وسائل الإعلام الحرة أن تعمل على تعبئة الرأي العام بما يتناسب وحجم الجرائم التي ترتكبها هذه الفئة الضالة التي يطلق عليها “الحشد الشعبي” ومن يقف خلفها، بهدف تطهير بلدنا من هذا الدرن، والعمل على توعية الشعب العراقي، من أن أعداءه يحاولون قلب الحقائق من خلال الماكنة الإعلامية المشبوهة والمعدة في مطابخ اسرائيل الشرقية وأدواتها، ممن يحسبون على العراقيين وتعريتهم أمام الرأي العام، لأنهم أكثر الناس قبحاً ووضاعة وانحطاطاً.