” أقرأ للإسم , ولا غير ذلك”ََ!!
السائد في بعض المجتمعات , أن القارئ لا يهمه سوى إسم الكاتب , فهو يتابعه ولا يعنيه محتوى ما كتب.
وقد ذكر لي أحد الأخوة أنه كان يكتب بإسم مستعار فيتابعه عشرات الآلاف , وعندما كتب بإسمه الصريح أصبح القراء بضعة عشرات.
وهذه ظاهرة تنم عن مواقف مسبقة , وتطرف ونوازع طائفية , لا تعترف بوطن ومواطن , بل بكينونات متصاغرة ذات تأثيرات سيئة.
لا يقرأون المكتوب , فالإسم قائد والموضوع بائد!!
ولهذا فتأثيرات الكتابة ضعيفة , لا تساهم ببناء تيار ثقافي معرفي له قابليات التغيير , وبمكن القول أن ما تخطه الأقلام , أضحى منقطعا عن الواقع , وفقد قيمته ودوره في الحياة.
فلا يُعقل أن تنطلق عقول المجتمع وتجتهد في تحليلاتها وإستحضاراتها للحلول اللازمة للتحديات , والواقع يمضي في منحدر.
لكل مشكلة مَن تصدى لها ووضع التوصيات الكفيلة بحلها , لكنها بقيت مجرد كلمات نائمة في المواقع والصحف والكتب , وما أصابت مبتغاها.
إن المكتوب على مدى أكثر من عقدين , أرشيف ثري بالأفكار القادرة على صناعة حاضرٍ أزهر ومستقبل أفضل , غير أن المواقع والصحف ووسائل الإعلام بأنواعها , تبدو لأصحاب القرار على أنها أشبه بسلال المهملات , وأي كلام هو “مجرد كلام” , كالهباء المنثور , والعصف المأكول , فالرماد من مخلفات النيران.
وهكذا تتم الهرولة وراء الأسماء المسوَّقة المبوقة المرتزقة , ولكل زمان أقلامه , وأسماؤه ومنطلقاته التي يتمترس فيها , وما عداها هراء.
فهل سيُقرأ المكتوب؟!!