الدين العمل , وما يتحقق في عالمنا العربي لا يترجم قيم ومبادئ ومعاني الدين الإسلامي , ويقدمه للدنيا على أنه دين سفك دماء , ومظالم ومآثم وخطايا وجرائم بحق الإنسانية!!
هذا ما تواجهه الجاليات العربية المسلمة في أصقاع الدينا , حتى صار الموقف ضعيفا والدفاع ليس سهلا , لأن الأفعال تدحض الأقوال , ولا يمكن لعاقل أن يفند ما يتسيّد في وسائل الإعلام , وشبكات الإتصال الإجتماعي.
وأصبح مصير الجاليات العربية الإسلامية على المحك , وأمام ما يحصل وسيتطور صار الإسلام بحاجة لهبة واعية , معبّرة عن أخلاقه وسلوكياته الصحيحة بمفردات العصر وآلياته , وإلا فأن الصورة قد تحولت إلى إندحار إنقراضي , وتدمير قيمي وأخلاقي وحضاري , حتى لسوف نوصف بأننا أعداء الحياة , وعلينا أن نغيب وننتهي تماما!!
وربما ستقرن بنا كل قبيحة ورهيبة وضارة للوجود البشري , مما سيدفع إلى محاربتنا بأفظع الوسائل والقدرات التدميرية , لأننا لا نريد الحياة الدنيا ونسعى لغيرها بسفك الدماء , وإتباع المضللين المدّعين بالدين.
فلا يليق بالإسلام أن ينحدر إلى خنادق الدفاع , فهو نور ساطع , منير بالعمل الصالح , والكلمة الطيبة , والقدوة الحَسنة.
فأين الإسلام فيما يحصل؟!
وهل صار الحديث عن المعاني الإسلامية الرحيمة ضرب من الوهم والخيال والسراب؟!
فالإسلام يُقدّم للدنيا على غير حقيقته , وبتفسيرات وتأويلات تساهم في قتله , وتدمير أهله بالأعمال البشعة المتوحشة المرعبة.
بينما الإسلام دين جامع وهو للناس كافة.
دين التيسير لا التعسير , والرحمة والأخوة والمحبة والألفة الإنسانية.
فتأملوا هذه الآيات وخبروني , أين نحن منها بأفعالنا وتفاعلاتنا وأعمالنا , وما نبثه في وسائل الإعلام وما تكتبه الأقلام؟
هل نعرفها ونفهمها , أم ننكرها , وربما ستقولون أنها ليست من الإسلام بصلة؟!!
“إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون” يوسف 2
“وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” الأنبياء 17
“قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد” الكهف 110
“ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم” الحشر 10
” وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” النساء 58
“ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن” النحل 125
“والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس , والله يحب المحسنين” آل عمران 134
“قل اني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم” الأنعام 15
“إنّ الله لا يحب كل خوان كفور” الحج 38
“فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره” الزلزلة 7
“لا إكراه في الدين” البقرة 256
“وإن جنحوا للسلم فاجنح لها” الأنفال 61
“ولا تنابزوا بالألقاب” الحجرات 11
“ويل لكل همزة لمزة” الهُمَزة 1
“ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره” الزلزلة 8
“إنّ بعض الظن إثم” الحجرات 12
“وأما السائل فلا تنهر” الضحى 10
“فويل للذين ظلموا من عذاب يومٍ أليم” الزخرف 65
“وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” الشعراء 227
“إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون” النحل 90
“وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين” المائدة 42
“خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين” الأعراف 199
“ولْيعفوا ولْيصفحوا , ألا تحبون أن يغفر الله لكم” النور 22
“فاصفح الصفح الجميل” الحِجر 85
هذه بعض الآيات التي ترسم معالم السلوك الإسلامي , وتشير إلى جواهر المعاني الأخلاقية , التي ما عادت موجودة في واقعنا العربي , الممزق جغرافيا وتأريخيا وأخلاقيا وعقائديا , بمدية الأحزاب المسماة دينية , وتجلس على كراسي أمّارة السوء التي فيها , لتنحر العروبة والإسلام والقيم والمعايير , وتدّعي الإسلام أبغض إدّعاء في تأريخه , حتى لتفوقت على مسيلم الكذاب ومَن تبعه من طوابير المغرضين وأباليس الطامعين!!
فهل قيما يجري تعبير عن الدين أم قتل للدين بأهله أجمعين؟!!
أفيدوني أيها المسلمون بعد أن إختلط الطين بالعجين؟!!