النكبة الكبرى التي تواجه الإسلام , أن بعض المسلمين تم تجنيدهم لتدمير دينهم , وإنطلقت دعوات التجديد ومراجعة الخطاب الديني , وتحميله أسباب ما تعانية أمة المسلمين من التداعيات والإضطرابات.
وصار للدول الغربية بأنواعها ما يطلقون عليهم سفراء الإسلام , الذين ينشطون في الدول المسلمة لنشر الإسلام كما تريده الدول التي يمثلونها.
وسلوكهم يشابه سلوك المبشرين , والفرق أنهم يدعون إلى إسلام جديد , وإنخرطت العديد من الحكومات عن قصد أو غفلة وجهل بالدعوة إلى تجديد الخطاب الديني!!
والسؤال الذي يجب أن نجيب عليه هو هل أن الدين سبب المشاكل في مجتمعات المسلمين؟
ولماذا لا يكون الدين سببا للمشاكل في الدول الغير مسلمة؟
فالأديان موجودة في كل المجتمعات , ولا يوجد مجتمع بلا دين أو أديان متعددة , فأين العلة؟
إن الجواب الواضح أن الدول التي تقيم أنظمة حكم دستورية , وتحترم حقوق الإنسان وقيمته ودوره في المجتمع مستقرة , ويهاجر إليها الناس من الدول المسلمة.
والدول المسلمة وخصوصا العربية , لا توجد فيها أنظمة دستورية تراعي حقوق الإنسان وتحترم قيمته ودوره في الحياة , ولهذا تتأزم المشاكل وتتعقد الأيام ويعم الإضطراب والصراع والخراب.
فإلقاء اللوم على الدين أي دين غير مبرر ولا يمتلك رصيدا كافيا من البراهين والأدلة , ويبدو أن هذه الفرية يتحقق الإستثمار فيها لإعفاء الأنظمة السياسية من فشلها , وعجزها عن القيام بواجباتها الوطنية والإنسانية تجاه شعوبها المبتلاة بها.
إن العلة في أنظمة الحكم وليست في الدين , فهل لنا أن نعالج المشكلة الحقيقية , ولا ندور حولها ونتوهم بأننا على صواب.
فأنظروا الكراسي ومآسيها , ودعوا الدين للدين!!