18 ديسمبر، 2024 7:03 م

الإسلام السياسي وشهوة السلطة

الإسلام السياسي وشهوة السلطة

لانبحث في تاريخ الإسلام السياسي ونشأته وتطوره وتشبثه بالبقاء رغم المتغيرات العصرية والتطور الفكري وبزوغ شمس نظريات اجتماعية متجددة واكبت النمو الحياتي والمجتمعي.
كان الاسلام السياسي يزاحم ويتدافع بقوة مع رغبات  ونزعة الشعب الواضحة بالخروج من تحت عباءة الدين .
كان للاسلام السياسي صوت خافت وكاد لايسمع بين ضجيج وزعيق الاصوات القومية والشوعية.كان يتنقل من زاوية لاخرى بحثا عن العقول الخصبة لزرع افكاره واحلامه.
اما الراس المالية كانت جاذبة لكل المختلفين فكريا لانها الارضية المشتركة الوحيد التي يطلون من نوافذها على العالم السفلي بتعالي ونرجيسية ويكشفون سؤاتهم وسؤاة الاخرين.
في كنف الافكار الاحادية والسلطويه عمل الاسلام السياسي بسرية وتخفي خوفا من بطش الاخرين وعمل على كسب العقول الخام من الشرائح الفقيرة المتدينة وكذالك جزء قليل من المتعلمين.
من الذي لا يحسب له العيش على الاختلاف (الطائفية) وتجذيرها في القاعدة الشعبية ويبني عليها حيث حتى في الطائفه الواحده ولتعدد الفقهاء وتنوع الاجتهادات مكن من انشطار الفكر الاسلامي السياسي الى فرق تحت عناوين مبهره للجذب وكسب.
فكره يعتمد على القران الكريم والسنته النبويه واحاديث ال البيت وكان من غير الممكن الخروج عن النصوص المقيدة التي كتبها واولها السلف الصالح مثلا (الديمقراطيه عوره, والحريه الفرديه كفر ,والمراه دورها في بيتها ) والشائع من افكاره الزهد في الدنيا واالفروغ عن المال والسلطه وعززه باطروحات ودراسات فكرين اسلامين وبشيء ممنهج اقتصاديا ودينيا مما زاد شعبيته بين المتدينين .
السلطه لدى قيادتهم كانت دائما هدفا مبيتا ولابد منه لبناء مشروعهم المعلن باقامة دوله اسلاميه مثاليه وسخرو من اجل هذا كل الامكانيات الماديه والبشريه والبسوها لباس الجهاد فاعطوا في سبيل ذلك التضحيات الجسام ولكن المخفي منها رغبتهم في استلام سلطه ايا كان بنائها او اطارها.
عنده استلامهم للسلطه عن طريق الغير لم يتوانو في تلقفها تحت شعار طالما انتقدوه (الغايه تبرر الوسيله) فانتهجوا نهج الحكم الفردي البوليسي فضربوا عرض الحائط كل القيم والمثل العليا التي امنوا بها واصبح كل شيء مباح (الغرب صديق – الديمقراطيه مطلب شعبي – الحريه هدف راقي ) قلبوا كل الموازين الوضعيه والسماويه وبات الدين سلم وتجاره وجمهورهم تبدل من المتدينين الى المتعصبين المذهبين والاصولين النفعيين….