17 نوفمبر، 2024 1:46 م
Search
Close this search box.

الإسلام السياسي

الإسلام السياسي  وما هي أهدافه الحقيقية في عراق ما بعد الغزو ؟
أثار صعود الإسلاميين في أعقاب الربيع العربي حالة من الاستقطاب المجتمعي في العديد من الدول العربية وبينما يتصدَّر ( الجهاديون ) اليوم مشهد حركات الإسلام السياسي بعد أن استخدموا العنف الشديد في السيطرة على مساحات واسعة من ألأراضي ، ينبغي طرح سؤال هل يمكن التوفيق بين الإسلام السياسي والحداثة العلمانية و كيف ظهر ( الإسلام السياسي ) وما هي أهدافه الحقيقية ؟ ولعل الظاهرة الأخطر التي تلخص الوضع الحالي في العراق ما بعد التغير أو كما يحلو للبعض تسميته العراق الجديد اغتيال واختطاف وتهجير وتهميش واجتثاث وإذلال القيادات ألكبرى السابقة في المؤسسات المدنية في زمن النظام السابق وكذلك الحال لقادة كبار في الجيش والشرطة والأمن والمرور ومعظم الطيارين والكفاءات العسكرية العليا وأساتذة الجامعات العراقية والعلماء , والأطباء والمهندسين والقضاة والصحافيين والإعلاميين والفنانون والأدباء والكتاب والمؤرخين السابقون فضلا عن ذلك القتل الجماعي المبرمج والآن يريدون إغلاق جميع المؤسسات الحكومية بالكامل , العلمية الصناعية والمعامل الحكومية والإنتاجية في العهد القديم ، وتجهيل الأجيال العراقية التالية لعقود قادمة , كل هذا يحدث للعراق , بينما دول الجوار ، وخاصة إيران ، تطور برنامجاً نوويا ًطموحاً ، وتستورد أجهزة طرد مركزي حديثة ستحول البلاد إلى قوة نووية في غضون عام مثلما وعد الرئيس الإيراني الاسبق احمدي نجاد ، وتجرب صواريخ بعيدة وقصيرة ألمدى ومن مختلف الأحجام , الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب والابن انهزم في العراق هزيمة ساحقة ، ولكن هزيمته هذه يدفع ثمنها اليوم الشعب العراقي . غاليا من دماء وعقول أجياله القديمة والحالية والقادمة ، ومن استقراره ، ولن يكون مفاجئا بالنسبة ألينا بعد انسحاب كذاب لجزء من القوات الأمريكية من العراق نهاية عام 2012
، والاستعداد المماثل لحرب أخرى ضد إيران إرضاء لصديق الولايات المتحدة الأمريكية , رئيس وزراء إسرائيل المدلل اللوبي اليهودي هو الذي دفع أمريكا إلى الحرب في العراق ، وهو نفسه الآن يحرضها لخوض حرب أخرى ضد إيران ، تحت ذريعة تدمير برنامجها النووي ، وتهديد رئيسها بمسح إسرائيل من الخريطة العالمية . الرئيس الأمريكي السابق اوباما يريد إن يحسن صورته ، على أمل أن يحظى بتقاعد أفضل من تقاعد صديقه الرئيس بوش الابن والأب . أي بدون إن يُطارد قانونيا كمجرم حرب بعد إحداث وصناعة الربيع العربي , في دول مناطق الشرق الأوسط , وراح ضحية هذا الربيع الملايين من العرب والمسلمين وها قد بدء سقوط أول ورقة من أوراق هذا الربيع الخرف بسقوط إمبراطورية مصر الجديدة . وسقوط أول رئيس منتخب يمثل الدين السياسي هو محمد مرسي ممثل الإخوان المسلمين بعد تسعة أشهر وما حدث وسيحدث في جميع دول ما تسمى الربيع الأسود لان أحزاب الإسلام السياسي اليوم , أصبح تجارة مزدهرة , لكن مع الأسف الشديد تجارها يحاولون الجلوس على كرسي الحكم لا يهمهم فقط غير مصالحهم الشخصية , ومصالح الدول الإقليمية إيران وتركيا ودول عربية وهذا ما شهده العراق الجديد طيلة السنوات ( 20 ) الماضية ولذلك يتحدث حاليا عن ضرورة إشراك العراق وإيران لتحقيق الاستقرار في سوريا . كيف يمكن إشراك البلدين وكل منهما له أجندة خاصة تختلف بطريقة أو بأخرى مع أجندة الآخر ، وما يجمعهما هو استخدام الملف العراقي إما لتحقيق مكاسب إقليمية مثلما هو حال إيران أولا و أمريكا في مستنقع
العراق الدموي حتى لا تتفرغ لإسقاط النظام مثلما هو حال سورية اليوم , السؤال هنا يطرح نفسه أذا كانت إيران وسورية ستفعلان أكثر مما فعلته القوات الأمريكية وحلفاؤها الأجانب والعراقيون , فهل إرسال العراق وإيران قوات إضافية سيحقق الأمن في سوريا ويوقف الحرب الأهلية
الطائفية ثم هل ستقدم العراق وإيران هذه الخدمات الخطرة والمكلفة مجانا ، ومن اجل زراق عيون الأمريكيين ، ودون إي مقابل يذكر لا نعتقد إن السوريين والإيرانيين على هذه الدرجة من السذاجة ، مثلما انه غير معروف عنهما تقديم خدمات مجانية لأحد في الماضي حتى لأقرب أصدقائهما
، حتى يقدموها دون مقابل للأمريكيين ورئيسهم الذي يعتبر الدولتين ضلعي محور الشر الأساسيين , سورية أرادت سابقا انسحابا كاملا من الجولان ومعظم الأراضي العربية المحتلة ، ودورا إقليميا فاعلا ، وعودة نفوذها وربما قواتها مجددا إلى لبنان إما إيران فتريد اعترافا أمريكيا بكونها قوة إقليمية نووية عظمي في المنطقة ، ورفع كافة أنواع الحصار والمقاطعة ضدها ، ووضع العراق الجديد تحت أجنحتها , فهل تقبل الإدارة الأمريكية بهذه المطالب السورية والإيرانية ، أو هل تملك وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عرابة فكرة إشراك العراق وإيران , في البحث عن مخارج من الأزمة في سورية حاليا ، القوة والنفوذ لإقناع الرئيس الأمريكي السابق ( اوباما ) بأفكاره هذه , الجواب بالنفي ، لان كل هذه المطالب ( الإيرانية ـ السورية ) لا يمكن إن تتحقق إلا بقبول إسرائيلي طوعي ، أو بالإكراه ، ولا نعتقد أن إسرائيل ستتطوع بالانسحاب من الأراضي المحتلة وفق الشروط العربية ، ولا نرى أن هناك احتمالا ولو ( واحد في المليون ) بإقدام البيت الأبيض , على إجبارها للتجاوب مع هذه الشروط بالقوة , فالإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ( بايدن ) يبدو هذه الأيام في قمة ضعفه بسب انهيار برنامج الربيع العربي الجديد وفشل مساعيه في سورية ، وإمامه تحديات صعبة لا يستطيع مواجهة إي منها وهو الذي خسر مجلس الكونغرس فهناك تحدي كوريا الشمالية النووي ، والنزيف الدموي والمالي في العراق وأفغانستان ، والبرنامج النووي الإيراني الذي يحقق انجازات سريعة تحرق مراحل إنتاج أسلحة نووية وفوق هذا وذاك انخفاض شعبيته في أوساط الأمريكيين إلى ادنى مستوياتها , إسرائيل قلقة من دعوات الحوار مع إيران وسورية ، التي يطلقها توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق , ويروج لها تقرير لجنة جيمس بيكر وزير الخارجية الأسبق وفريقه حول سيناريوهات الخروج من عنق زجاجة العراق ، لان إي تسوية ستأتي علي حسابها ، ولهذا نجح رئيس وزراء إسرائيل في إقناع الرئيس الأمريكي الأسبق اوباما بإدارة ظهره لهذه الدعوات , العراق بات مقتل الإدارة الأمريكية الجديدة والسابقة ، وربما الإدارة المقبلة أيضا ، فالهزيمة الأمريكية فيه تبدو أسوأ بكثير من نظيرتها الفيتنامية لان الرئيس بوش الابن والأب لن يجد مخرجا مشرفا من هذا المأزق ، وحتى لو خرج ستظل لعنة العراق تطارد إل بوش و تطارد بلاده , ففي فيتنام وجد الأمريكيون جهة يفاوضونها ويوقعون معها اتفاق سلام يمهد لانسحابهم ، ولكنهم حتى هذه اللحظة لا يعرفون مع من يتفاوضون ، فلا توجد جهة موضع إجماع العراقيين جميعا أو غالبيتهم ، اللهم إلا أذا أعاد الأمريكيون الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل غزوهم واحتلالهم ، وهذا غير مطروح في الوقت الراهن على الأقل , السيناريو الأخطر الذي يتبلور حاليا بشكل متسارع الحرب على سوريا وإيران ، وفي هذه الحالة سنرى حربا عالمية ثالثة غير مسبوقة ، ونهاية أمريكا كدولة عظمي ، مثلما أنهت الحرب العالمية ..
ولله – الآمر

 

أحدث المقالات