اتَّضحت الصورة الداعشيَّة وأصبحت جليّة بعد أن توغلت في المجتمعات الإسلاميّة ، وغرست أنيابها في جسد الأمّة المنكوبة، وزرعت أفكارها الخرافية، ونشرت الأساطير والخزعبلات؛ مستغلة بذلك الظروف التي تمر بها شعوب المنطقة ، حيث التناحرات السياسيّة والعقديّة التي أدت إلى الاختلاف والتفرقة بين صفوف هذه الأمّة ، فكانت تلك الأمور وغيرها سببا لتسهيل المهمَّة أمام التنظيم المتطرف المنحرف الشاذ ،الذي رفع شعار الإسلام كذبا وزورا، مع أنَّ أفعالهم :من قتل، وسفك للدماء ،وتدمير للمدن والقرى، ونهب كل غال ونفيس خلاف روح الإسلام المحمديّ الأصيل ، وقد نشروا الفسوق والعصيان وأباحوا المحرمات ، منها على سبيل المثال :اغتصاب النساء ، وتعاطي المخدرات، وشرب الخمر. فأي إسلام هذا؟ وأي دين مزيف أتيتم به ؟ .
إنّه الدين الذي أسسه أسلافهم النواصب والخوارج ، الذي شتت الأمة ونخر جسدها الواحد ، واليوم يطل علينا أصحاب هذا الدين بوجه جديد وحلّة جديدة باسم الدواعش ، فيجب على الجميع أن يكون على وعي ودراية مع حجم هذه المؤامرة ،التي تخطط لها دول الاستكبار العالمي ،التي تريد النيل من الإسلام الأصيل ،والتي تسعى إلى أن تقرن الإسلام بالإرهاب ؛لذلك فالتصدي واجب على الجميع لكشف حقيقة هؤلاء إلى أي ملة يتبعون .ونستفيد من جميع العقول النيرة ذات المنهج الوسطي تلك الأقلام التي لا تكتب إلَّا الحقيقة ،التي بينت العديد من مهاترات هؤلاء.
وقد انبرى لهذه المهمّة العظيمة علم من أعلام التحقيق والفكر الإسلاميّ الأصيل الوسطيّ ، ليطالعنا بسلسة من البحوث التحليلة النيرة ، كانت ولا زالت على محاضرات متسلسلة مشوقة لهذه المسألة ، وهنا نقتبس كلاما له من بعض محاضراته ، إذ يقول فيها :((هذا هو منهج السلاطين مِن بني أمية، نزولًا، وهم أئمة ابن تيمية، توديع الدنيا عندهم يكون بالخمور واللهو والشراب والطرب، وبلحاظ يكون لهم الحق، لأنّهم سيذهبون إلى نار جهنم وبئس المصير!!! فأين يجدون مِن هذا في ذلك المكان؟!! فهم في يأس!!!.))
وأضاف المحقق الاستاذ ملفتًا: ((التفتْ: هذا هو واقع حال السلاطين الخلفاء أئمة المسلمين واُمراء المؤمنين!!! فهنيئًا للمارقة أبناء التيمية بهم!!! وحشرهم الله معهم في اقتران لا يفترقان!!! اللهم آمين يا ربَّ العالمين))
وتابع متسائلًا حول تسمية دول التيميّة الأموية وغيرها من دول الأيوبيين والزنكيين والسلاجقة بالدول الإسلامية رغم كل ما فيها من انحراف أخلاقيّ يفوق مستوى الإباحيّة في الدول العلمانيّة ،فهي بحقيقتها دول علمانيّة وليست أسلاميّة قائلًا: ((ولا أدري لماذا التزييف والتدليس بتسميتها بالدول والحكومات الإسلاميّة وهي في حقيقتها وواقعها علمانيّة وأكثر انفتاحًا وإباحيّةً وعِلمانيةً مِن العلمانيّة نفسها؟!! فمَن منكم شاهد أو سمع خبرًا يقينيًّا عن أحد حكام العرب أو حكام البلدان الإسلاميّة أو حكام الدول الغربيّة أنّه فعل مثل ما كان يفعل خوارزم وأمثاله الفسقة الفجرة، في الجهر والعلن، في السلم والحرب، في الصباح والمساء، والناس تُباد، والبلاد تخرّب وتدمّر وتُزال على أيدي الغزاة؟!! فأي دين، وأي أخلاق، وأي عقل، وأي إنسانيّة، تجعل أو تقبل أن يكون مثل هؤلاء أئمة وخلفاء يحكمون باِسم الإسلام؟ !!)) .
خمور وسكر ومجون وبيوت دعارة وكل القبائح تمارس فأي دولة إسلامية هذه ؟فيها أفعال لا يفعلها حتى العلمانيّة المنفتحة لأنهم مع كل هذه الموبقات هنالك الجرائم من قتل وسفك للدماء ومصادرة لإنسانيّة بل إلغائها إلا إنَّهم ساروا على منهجية قديمة وأحيوها اليوم لكي يحيوا ذلك الفكر الضبابي الشاذ