26 نوفمبر، 2024 11:13 ص
Search
Close this search box.

الإستغفال قراط!!

قال زهير بن أبي سلمى:
“ومَنْ لم يذدْ عن حَوْضهِ بسلاحهِ…يُهدَّمْ , ومَنْ لايظلِمِ الناسَ يُظلمِ”
الحوض رمز عن الحق والملكية وما يتصل بهما , حضر البيت من المعلقة الشهيرة , والكتابات تتواصل عن الديمقراطية , وكيف أنها جعلت الدولة تتحول إلى لا دولة , والشعب الواحد إلى كينونات متفرقة , ذات تداعيات دامية.
وكيف أن الهوية الوطنية سُلبت , والمصالح المشتركة غُيِّبَت , وتقدمت على الوطن إنتماءات عجائبية تسعى لتأجيج الصراعات والتفاعلات الخسرانية.
وفي ذلك إنتصار للقوى الطامعة في البلاد , فالعيب ليس فيها , بل بالمجتمع المغفل الذي إرتضى أن يتحكم به دستور موضوع لتدميره , والذي يخضع لكراسي تؤمِّن مصالح الآخرين الذين لا تعنيهم مصالح المواطنين , بل المهم أن لا تقترب النيران من ديارهم.
إستغفله: إستغل غفلته , تناساه , عدّه مغفلا
كل القوى التي تفكر بمصالحها لها الحق فيما تقوم به , مهما كان شرسا وعدوانيا , لأنها ما تمكنت من ذلك لولا وجود مَن يسهل لها مهمات النيل من البلاد والعباد , وهم يدّعون أنهم من أهل البلد.
فهل نسميهم بالمغفلبن؟
أم أنهم من المبرمجين والمؤهلين لتأمين مصالح الآخرين؟
العيب فيهم وبمؤيّديهم , لأن الذي لا يهتم بمصالحه ويتدبرها ويكون كالبنيان المرصوص دفاعا عنها , لن يجد مَن يدافع عنه , فمن طبيعة السلوك البشري أن المجتمعات مهما إدَّعت ترى أن مصالحها ذات الأولوية المطلقة.
وحقيقة ما يجري في العديد من مجتمعاتنا , أن المصالح الوطنية لا وجود لها ولا قيمة , وتغلبت عليها مصالح فردية وعشائرية ومناطقية وقبلية وغيرها , ويا ليتها فعلا حريصة على مصالحها , لأنها لو كانت كذلك لأدركت أن المصلحة الوطنية هي التي تؤمّن مصالحها , ولا يمكنها أن تفوز بشيئ إذا تعرضت مصالح الوطن للخطر , لكنها تسير في متاهات الإستغفال المحصنة بالأضاليل , وبمؤججات العواطف والإنفعالات الشرسة , التي تسري في ربوع النفوس كالوباء!!
فهل من وطنقراطية؟!!

أحدث المقالات